هل يليق أن نربط ظاهرة العنف بالمدارس ونتجاهل ما يدور في المجتمع بأكمله؟ هل هي المدرسة الوحيد المتهمة دائماً؟ أم ما تتعرض له الأسرة المصرية من ضغوط نفسية واقتصادية تجعلها طاحونة لا تهدأ لتوفير الملبس والمسكن والطعام والخضار الذي أصبحنا نكن له كل احترام بعد انفلات الأسعار وجشع التجار!! إن الشعور بالاحباط وعدم المساواة وانعدام العدالة وقلة الأخلاق وما يقدم لأفراد المجتمع وحتي التلاميذ لا يفي تماماً ولا يكفي لتعديل سلوك الأفراد وتقويم تصرفات التلاميذ في المدارس مع الحشد الهائل للقنوات الفضائية وباقي الوسائل الإعلامية التي أعدت نفسها للنقد فقط والتطاول علي رجال التعليم والاستهانة بالمنظومة التي تحاول الإصلاح والنهوض ولا نعفي المدارس من تهميش حصص التربية الدينية وجعلها في نهاية اليوم أو يستغلها معلم آخر لاستعراض عضلاته واظهار روعاته وعرض ابداعاته ليصل بأحاسيس التلاميذ إلي الهدف المنشود وحتي إن وصل إلي التحايل والاستجداء.. نظرة إلي مناهج التربية الدينية ومدرس التربية الدينية ومراعاة الهيئة التي خلت من الوقار أمام التلاميذ فكيف يكون قدوة أمام التلاميذ يتحدث عن الأخلاق والتربية والسلوكيات المرفوضة وفي يده السيجارة والملابس التي لا تليق.. وقد نجحت وأثمرت بعض المدارس الخاصة في الاستعانة بالأزهر وياليت هذه الفكرة تعمم علي باقي المدارس فهم مستقبل مصر وأملها المنشود!! وهناك نظرية لا ينكرها أحد إذا كثر العنف في المدارس فاعلم بأن هناك تقصيراً مهما كان الإشراف واعيا والأدوار مؤداة والخطط موضوعة وقد يكون هناك عدم حماس وعدم شعور قوي بالانتماء لرسالة واجبة كريمة لا يكفيه فيها جزاء الدنيا مهما كان الكادر.. وما تحقق الآن لا يوازي الأسعار الطائشة وتصير الغلبة في النهاية للتلميذ لأنه الممول الوحيد الذي به توزن الأمور ولا عزاء للأخلاق وحصة الدين وأحاديث مكبرات الصوت في الصباح ويبقي ما يبقي عالقا في أذهان التلاميذ المشاجرة الليلية المستمرة بين الأب والأم حول المصروف وقد يصحبها الألفاظ وما يدفع الأبناء إلي الضيق وعدم التحمل لأنه فقد القدوة في المنزل وفقدها في المدرس الذي تغيرت أخلاقه وأهدر القداسة التي كانت له وبدأت لغة العنف تجري علي ألسنة ولي الأمر والتلميذ والمعلم الذي لا يستحق لقب المعلم.. بالأمس ليس بالبعيد وفي إحدي مدارس القاهرة وفي أرقي أماكنها معلم يتلفظ بكلمات نابية تخدش الحياء والأخلاق أمام طالبات الفصل ويتطاول علي مرؤوسيه ماذا ننتظر من هذا؟ وكيل مدرسة بقنا يخل بقواعد العملية التعليمية يتفوه بألفاظ غير لائقة أمام إدارة المدرسة وإدارة التعليم الزراعي بالمديرية.. معلمون يتشاجرون بالأحذية وأبشع الألفاظ والتلاميذ تتفرج في متعة وحقا ليس كل المعلمين ملائكة ومثل هذه الشراذم لا تؤثر في مياه المحيط العامرة بالخير ولا تعكر صفو السماء الصافية لأن من المعلمين من يعي جيداً أنها رسالة مع كونها وظيفة يتقي الله في أبناء الوطن يزكي نفوس التلاميذ ويربيها التربية الصحيحة بالعلم النافع الذي يعين علي الطاعة والتقرب من الدين وغرسه في النفوس ولا قيمة للعلم بغير الخلق القويم وكما نقول العلماء ورثة الأنبياء بالطبع ليس في مصر إلا النزر القليل والذي نتمني زيادته مع ما نحن فيه من إصلاح للمنظومة ككل وللأسف انعدمت الأمثلة التي تصنع القدوة من كتب ومناهج الدين إلا القليل الذي لا يشفي ولا يغني من جوع.. وليس لنا إلا العودة إلي المدرسة علنا بعد إصلاحها نجد القدوة والمربي الفاضل صاحب المثل العليا الأمين العفيف الكريم حسن المظهر القنوع المتزن الهادئ الذي يعلم بأن بعد العسر يسرا، نحن في حاجة إلي ثقافة جديدة يؤمن بها أفراد المجتمع فيها القدوة والموعظة والتقويم والعقاب ومعلمين يأمرون بالبر ولا ينسون أنفسهم!! Email:elshudfe.gmail.com