مازالت الجامعة العربية والقيادات الفلسطينية يصرون علي تبني مبادرة السلام العربية التي اعتبرتها الدول العربية خيارها الاستراتيجي علي الرغم من كل الشواهد التي تؤكد ان الادارات الأمريكية المتعاقبة ومعها بالطبع إسرائيل يدركون تماما ان الدول العربية لن تتمكن من توحيد كلمتها حول رؤية سياسية واحدة خاصة وهم يشاهدون تفكك ما كان يمكن ان يطلق عليه دولة فلسطينية بعد الفشل المتواصل في العمل علي جمع صفوف الفلسطينيين وبعد ان استقلت حماس بقطاع غزة وظلت الضفة الغربية تحت قيادة فتح علاوة علي اختلاف أفكار القيادات الفلسطينية حول قيام الدولة. وماذا ننتظر بعد ان وصلت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية إلي طريق مسدود في ظل الجهود الأمريكية والاوروبية والرباعية الدولية والجهود المصرية والعربية وانعكاسات ذلك علي استقرار الامن في المنطقة وما يقدمه هذا الفشل من دعم لزيادة قوي التطرف وتهديد أمن الشرق الاوسط بشكل كامل. ومن الواضح ان هناك اتفاقاً بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل علي الخطوات المقبلة.. فهناك مشروع قرار لمجلس الشيوخ الأمريكي يشترط الاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستقبلا مع استمرار إسرائيل في إجراءاتها التوسعية باستماتة لفرض الأمر الواقع علي الأرض وإدخال قضية القدس هذه المرحلة الخطيرة علي الرغم مما تشكله هذه الإجراءات من انتهاك صارخ للقرارات والقوانين الشرعية الدولية حيث ينص قرار مجلس الأمن 242 علي أن القدسالشرقية والضفة الغربية والقطاع ضمن الأراضي العربية المحتلة عام 1967. ومنذ أيام كان من نتائج اجتماع لجنة المتابعة العربية دعوة الجامعة العربية لعدم استئناف المفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية إلي أن تقدم الولاياتالمتحدة ضمانات معقولة لتقدم العملية السلمية ولكنه لم يتاخر فها هو حق النقض الفيتوعلي قيام دولة فلسطينية تعلنه ادارة اوباما بعد ان وافق مجلس النواب الأمريكي "الكونجرس" الاربعاء الماضي علي قرار يدين أي اعلان أو اعتراف احادي الجانب بدولة فلسطينية ويدافع عن حل تفاوضي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وبكل بجاحة وتغيير للحقائق يحث القرار القادة الفلسطينيين علي "وقف كل الجهود لعرقلة عملية التفاوض" ويدعو الحكومات الاجنبية إلي "عدم منح اعتراف من هذا النوع". وتشير كل الشواهد التي تحدث علي ارض الواقع بما فيها مايطلق عليه تحركات من اجل تنشيط جهود السلام والرحلات المكوكية لمبعوث السلام الأمريكي إلي الشرق الاوسط جورج ميتشل من واشنطن إلي تل ابيب والقاهرة وعمان ولقاءاته التي لا فائدة منها سوي الكلام الذي لايفضي إلي نتيجة وحتي الآن لا يمكن التوصل إلي حل يلبي أدني المتطلبات الفلسطينية. ومن المؤكد ان المفاوضات في حد ذاتها هدف أمني أمريكي وهي ورقة ضغط فلسطينية لأن توقفها يؤذي الأمن الأمريكي والخطط الإسرائيلية ولهذا تسعي الولاياتالمتحدة للعودة إلي المفاوضات ولكنها لم تتمكن من فعل شيء لايقاف بناء المستوطنات واعلنت عجزها عن ذلك ولكنها رأت في شكل يبين الانحياز الكامل لإسرائيل مطالبة القيادة الفلسطينية بأن تترك موضوع المستوطنات علي ان تتناول المفاوضات مناقشة قضايا الوضع النهائي وهي الحدود وشكل الدولة وغيرها والذي رفضه الفلسطينيون والعرب. وكان عدد من دول امريكا الجنوبية قد قرر الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة علي حدود عام 1967وهي البرازيل والارجنتين والاوروجواي ثم بوليفيا التي قال رئيسها ايفو موراليس: إن جريمة الابادة تقترف في منطقة الشرق الاوسط، داعيا المجتمع الدولي إلي الاضطلاع بمسئولياته لإيقاف هذه الجريمة مما أثار استنكار إسرائيل. وبينما رحب الرئيس عباس بالخطوة البوليفية ادانتها الولاياتالمتحدة وقال فيليب كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية بواشنطن: إن اعتراف الدول الأمريكية الجنوبية بدولة فلسطين يضر بهدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط. E.atshahin1951.yahoo.com