إن التنمية لن تتم بنجاح دون تعليم حقيقي وصحة جيدة للمواطن ضمن نظام متكامل يقدم مواطن قد تعلم ما ينفع ويكون قادراً علي العطاء وهي مهمة ثقيلة لا تستطيع الحكومة إنجازها دون مساهمة فعالة من المجتمع المدني عبر مشروعات كبيرة كتلك التي تقدمها مؤسسة مصر الخير التحية واجبة لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية لا لقيامه بدور المفتي علي أفضل وجه لأن قامة الرجل وعلمه لا تسمح لمثلي بالاقتراب من تلك المنطقة إلا بالإطلاع علي ما يفتي فيه فضيلته من قضايا والاتباع لما ورد بالفتوي وإنما التحية واجبة للشخصية المستنيرة الفاعلة التي تعرف تمام المعرفة تأثير القدوة الحسنة علي أفراد المجتمع فتدفع المتبعين والمتابعين للعمل الإيجابي بديلاً لسلبية المشاهدة ومصمصة الشفاه والاكتفاء بدور المتفرج. استوعب فضيلته بكفاءة دور الشخصية العامة وواجبها تجاه المجتمع وباتت الفتوي علي العموم التي تستحث الناس علي فعل الخير وإخراج الصدقات وتقديم زكاة المال والنظر لحاجة الفقراء ومحدودي الدخل ليست مجرد طرحاً نظرياً يهدي الناس لضرورة القيام بما يجب عليهم وإنما عمل الرجل علي إتاحة الفرصة العملية لمن يريد أن يؤدي ما عليه ليجد الآليات والوسائل التي تمكنه من إخراج ماله فيما يعود علي المجتمع بالنفع، وانطلق من خلال مؤسسة مصر الخير التي يرأس مجلس أمنائها ليحول القول لفعل بتقديم مشروعات عملية كبيرة تساعد علي تقديم خدمة مطلوبة للناس وتؤدي لتحقيق تنمية حقيقية اقتصادية واجتماعية، فقد أعلن فضيلته يوم 10/11/2010 الماضي عن إطلاق مشروع (مكافحة العمي) ورصدت المؤسسة 10 ملايين جنيه لتنفيذ المشروع علي مستوي الجمهورية بالتعاون مع مؤسسة (النور) ومستشفي (دار العيون) وجمعية (عيون مصر). ليس هذا فحسب وإنما نلحظ بكل إعجاب تنوع نشاطات المؤسسة التي أعلنت عن إنشاء محطة نموذجية لتربية المواشي علي مساحة 100 فدان لتربية 1000 رأس ماشية مع إنشاء مصنع منتجات ألبان بمحافظة بني سويف طبقاً لما نشرته الأهرام بعددها الصادر في 7/9/2010 وذلك لتقديم منتجات اللحوم والألبان لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة إن هذا الدور الذي يقوم به فضيلة المفتي هو دعوة لكل الشخصيات العامة التي تستطيع التأثير في تشكيل اتجاهات الراغبين في فعل الخير ويبحثون عن الأيدي الأمينة التي تستطيع أن تدير ما يقدم منهم حتي يصل لمن يستحقه للمبادرة بالعمل من خلال المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتأسيس أعمال وكيانات كبيرة قادرة علي المشاركة في خطط التنمية وتقديم ما تستطيع وهو كثير لتنمية قطاعات الصحة والتعليم بجانب مقتضيات التكافل الاجتماعي لتحقيق النمو المنشود لبلادنا. إن التنمية لن تتم بنجاح دون تعليم حقيقي وصحة جيدة للمواطن ضمن نظام متكامل يقدم مواطن قد تعلم ما ينفع ويكون قادراً علي العطاء وهي مهمة ثقيلة لا تستطيع الحكومة إنجازها دون مساهمة فعالة من المجتمع المدني عبر مشروعات كبيرة كتلك التي تقدمها مؤسسة مصر الخير ولنا في تلك التجربة قدوة ولنتأمل ما يقدمه المجتمع المدني في بلاد غنية في أوروبا وأمريكا كأفضل مثال علي ضرورة تقديم المجتمع المدني لمساهمات جادة في هذين القطاعين مما يؤدي في النهاية لتحقيق المجتمع للتقدم المنشود وبما يعود بالنفع المباشر علي المواطن في كل أرجاء مصر.