رغم اننا تحيطنا السلبيات من كل جهة وانتشار الفساد في أرض مصر المحروسة، إلا أن الخير دائما موجود في رجالها المخلصين المؤمنين بهذا البلد. قادتني الصدفة أن أذهب مع بعض أقاربي إلي وزارة الأوقاف لانهاء مصلحة هناك خاصة بوقف أراضي مملوكة لهم من زمن بعيد وكان هذا المشوار ثقيلاً علي قلبي لانني اسمع كثيراً عن هيئة الأوقاف انها (توقف المراكب السايرة)، وكل واحد له مصلحة هناك يذوق الأمرين حتي تنتهي ولكن حاولت أن اقنع نفسي بأن الأمور ستسير بيسر وسوف ننهي الأمر بشكل ايجابي، وكنت ذاهباً متحفظاً جداً لانني أعلم أنه يوجد موظفون بالهيئة يعقدوا الأمور لكي تقف تماماً ولا تسير، غرضاً في نفس يعقوب، ولكننا ذهبنا وقلنا نحاول ومع المحاولة ستتغير الأمور، ولكن عند ذهابي اكتشفت أن هناك رجالاً يجب أن نحترمهم ونقدرهم، لما يبذلونه من جهد مخلص وبناء في هذه الهيئة وهذا إن دل فإنما يدل علي أن هذا البلد عظيم برجاله رغم كل الظروف الذي يمر بها، ورغم اننا تحيطنا السلبيات من كل جهة وانتشار الفساد في أرض مصر المحروسة، إلا أن الخير دائما موجود في رجالها المخلصين المؤمنين بهذا البلد، واكتشف أنه يوجد مدير عام الأوقاف والمحاسبة أ. عاطف عثمان شايل علي اكتافه عبء هذه المنظومة الضخمة داخل الوزارة ويتعامل معك بكل راحة ويسر ولو صادف وذهبت للسؤال عن أي شيء في الوزارة يكون الرد: اسأل الاستاذ مدير عام الأوقاف رغم أن معاونيه كثيرين 6 رؤساء اقسام ومن خلفه جيش من الموظفين ولكن الرجل لا يبخل بأي مساعدة أو شيء ومقتنع بالخدمة العامة ودوره في راحة المواطنين وخدمتهم، هذا نموذج للموظف الذي يجب أن يكون عليه موظفو مصر المحروسة، وتعامل معنا الرجل بكل ود وحب وقام علي الفور بمجرد معرفة الأمر بتجميع مستندات الأراضي وبدأ يبحث فيها واعطانا مهلة لقراءتها والرد علينا، رغم أن البحث حول هذه الأوراق أخذ وقتاً طويلاً جداً في الماضي، وعندما نذهب للوزارة كان لا أحد يفيدنا وكأننا في بلد غير بلدنا، أن مصر بها عادة رجال في كل موقع يرفعون اسمها ورايتها ويثبون دائماً الأمل في أنه سيأتي وقت ستتغير حالنا للافضل طالما أن هناك رجالاً مخلصين ومؤمنين بالعمل، فكل موقع من مواقع العمل يوجد اناس يعوقون العمل ويساهمون بجميع الطرق الملتوية وغير الشرعية لهدم العمل، لماذا? لانهم لا يمتلكون الخبرة وضعفاء في مهنتهم ولذلك لا يرون غير الطريق الهدام للعمل ويختلقون القصص والحواديت والمشاكل لوقف حركة العمل ورغم أن هؤلاء اصبحوا كثيرين إلا أنه يوجد نماذج مخلصة صاحبة خبرة وقدرة علي العمل يساهمون بشكل ايجابي في حركة العمل، وهناك آخرون لا يرغبون في غير احتلال المناصب وهم غير مؤهلين لها ولذلك يمارسون الفساد بجميع اشكاله، ونعاني فعلاً من هذه النماذج التي تقدمر العمل العام، ولكن في الفترات الأخيرة في مصر هناك ظاهرة يجب أن نحتذي بها، وهي أصحاب الخبرة والكفاءة وهم الذين يتبوأون المراكز، وبدأ أن يكون هناك حرص شديد من كل الأجهزة المسئولة للاختيارات الصحيحة في المراكز وخاصة في المواقع التي تخدم المواطنين، أن قضية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب أصبح ضرورياً جداً، لأن العالم كله، الآن يعتمد علي الخبرة، والمعلومات والفهلوة لا تصنع الآن رئيس هيئة أو شركة، أو موقعاً، لأن سلام أصحاب المراكز العلم والخبرة الآن، وبعد أن اصبح العالم كله مفتوح علي الآخر والعلم هو سلاح المتقدمين، ففي الفترة القادمة، ستكون الخبرة والعلم والكفاءة هم سلاح من يتولي المناصب القيادية، لأن أصحاب الفهلوة سوف يكتشفون بسرعة، وكان في الزمن الماضي، يختبئون وراء اشياء كثيرة، الآن الأمر مختلف كل مسئول يظهر من خلال كفاءته وعلمه وقدرته علي العمل، لأن الاجيال الجديدة قدرتها علي استيعاب التحديث والاتصال بالعالم الخارجي أكثر بكثير من الاجيال السابقة، لذلك من يقودهم يجب أن يكون أكثر قدرة وخبرة وعلم حتي يسير العمل بشكل جيد، فالفهلوي لا يوجد له مكان في السنوات القادمة، ومن يشغل المناصب والريادة، أصحاب العلم والخبرة، لاننا في الالفية الثالثة التي ستنبذ كل المتخلفين، ولا تعترف بغير أصحاب العلم والمعرفة والخبرة ونتمني أن يصيب مصر أهل العلم والخبرة والكفاءة في السنوات القادمة.