دروب الحياة كثيرة، متقاطعة ومتشابكة ومتداخلة تحتمل كل ذلك، ربما كانت ممهدة وأحياناً متعرجة، تضم صعاباً مختلفة تعلو بك أو تهوي تفاجئك بمطبات لا تتوقعها ونحن وإن امتد بنا العمر أو قصر تظل خبراتنا محدودة أمام ما نقابله بحياتنا، ونبقي بحاجة لأن نتعلم مهما كان علمنا الذي حصلناه من خلال مقاعد الدراسة أو عبر محطات الخبرة المتنوعة التي اكتسبناها ونحن نمشي أو نجري عبر تلك الدروب نقابل بشراً يحملون مواصفات الإنسان التي خلقه الله عز وجل عليها ولكن جيناتهم تحمل صفات كريهة تجعلنا نتأمل نندهش نردد بين لحظة وأخري سبحان الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد تعلو وتيرة الانفعال فتجد من يصرخ .معقول فيه ناس كده. ويرد عليه من يسمعه .هون عليك الدنيا مليانة.، ولقد جال بخاطري بعضاً من هذه النماذج التي صادفتني وأري أنك قابلتها أو قابلت بعضاً منها في حياتك. وسأحكي لك.. باختصار بعضاً مما قابلت وأنا علي يقين أنك قابلت نفس الشخصية في مكان آخر باسم آخر لكنها نفس الشخصية وكأن لسان حالها يقول .أنا لا أتغير.. المنافق المنافق شخص يدعو للقرف فأنت تعلم أن من ينافقك لا يقول الحق وإنما يسعي لتحقيق مكاسب بأقصر الطرق وفي العمل العام أو المهني تجد النموذج حولك يخنقك كما يقول أبناء هذا الجيل المنافق يصور لك أنك علي الحق دائماً وهو أمام طالباتك .خدام. وشعاره أحلام سعادتك أوامر واجبة النفاذ أما طلباتك الصريحة فهي واجب قومي وشرعي يؤثم من لا ينفذه المنافق عبداً للكرسي ومحباً له ولا يعير صاحبه أي محبة ويوم ينصرف صاحبه من علي الكرسي ببساطة .غار في داهية وأكسر وراه 100 قلة. يغير مشاعره كما يغير حذاءه، كان الرجل علي كرسي المسئولية وكان المنافق ينتظره أسفل بيته لينال شرف أن يقله بسيارته ليذهب به إلي كل الأماكن التي يريد وعندما غادر الرجل موقعه امتنع المنافق عن المرور بالشارع. عاشق الأضواء هو مثال لشخصيات نراها حولنا كثيراً، نموذج لا أدري إن كان المثل .سبع صنايع والبخت ضايع. ينطبق عليه ونقصد هنا ما يرتبط بالعمل العام أو قول شاعرنا العظيم أحمد فؤاد نجم واصفاً أحوال المثقفين ورغم أن صاحبنا لا يحمل من صفات المثقفين إلا الشكل إلا أن وصف نجم محفلط.. مزفلط.. بكام كلمة فاضية.. يعيش.. صاحبنا يهتم بالشكل حليق الذقن.. مهندم.. عايش دور البيه المهموم بمتاعب الناس والناس للأسف غم عليها لأن المثل يقول .لبس البوصة تبقي عروسة.، حلم حياته أن يكون دائماً تحت الأضواءفي الصدارة حبذا لو كان في الصدارة لوحده ومش عمل إيه للناس، تقول المهم للناس عملنا كذا.. حتي لو كان من قدم ما يتحدث عنه غيره حتي لو كان من أعطي جالساً بجواره، لا يشبع من الأضواء شعاره هل من مزيد كلما احتل موقعاً بحث عن غيره وكأنه يضيف لدولاب ملابسه بدلة جديدة حتي تصبح بخزانة مواقعه عناوين لا حصر لها تحتاج لطاقة تعريف كبيرة الحجم غير التي يعرفها العامة ولا زال يقول هل من مزيد، هل يمكن لمثل هذا النموذج أن يجد الوقت ليقدم خدمة للمواطن، إن وقته بالكاد يكفي لتطبيق نظرية خاصته اخترعها عشاق الأضواء تقول .المهم تلمس. أي المهم أن يراك الناس في الفرح مش مهم يكون معاك هدية. الفشار هو نموذج لا تدري إن كنت تضحك لما يقول أو ترثي لحاله، هل هو مريض لا يعي ما يقول؟ أم كذاب يقصد ما يقول فيصبح ضاراً جداً، إن لم تعرفه قد تصدقه وإن اكتشفته مبكراً تحتاج إلي فلتر من نوع محترم يصفي كلامه حتي تتمكن من البحث عن كلمة يتيمة صادقة. المؤذي يجد نفسه سعيداً حين يسبب ضرراً للآخرين، ينتعش حين يزيح من أمامه ليحتل مكانه ليس مهماً إن كان قد أزاحه بالحق أم بالباطل، ألحق به الأذي أم لا .مش مهم. المهم أن شعاره .إن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك. شعار هين بالنسبة للمؤذي لأنه لا ينتظر الطوفان وإنما يسعي لخلقه ويرتب له السيناريو ليكون محكماً ولسان حاله يقول .القرصة لازم تكون بالدم، أعوذ بالله من المؤذي..