قال وزير الاعلام صلاح عبد المقصود أن ثورة يناير المجيدة أحدثت تحولاً ديموقراطياً كبيراً لم تشهده مصر من قبل .. و نعيش الأن ربيع الإعلام المصري .. فمصر تعيش أزهي عصور حرية الإعلام و الصحافة والكلمة ، و لا أُبالغ أن أقول أن تلك الحرية زادت عن الحد الذى يشكو منه البعض . ومن أهم ما حققته لنا الثورة هى الحرية التي لا يمكن التراجع عنها والنظام الحالي يدعم الحرية المسئولة التي لا تسب ولا تُجَرِّح أحد ، إن الحريات الإعلامية في مصر الآن ربما تكون مشهودة لكل من يتابع ، فالساحة المصرية شهدت ميلاد 59 صحيفة جديدة ، إضافة إلى 20 قناة فضائية خاصة سواء كانت مصرية أو استثمارات عربية أو أجنبية داخل مصر، وما يُشاع عن تقييد النظام لحرية الإعلام أو التضييق عليها هو محض افتراء وأقاويل لا سند لها ، وإنما التقييد يأتي على السب والقذف والتشهير والأكاذيب جاء ذلك فى كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي السنوي تحت عنوان "المهنيةالإعلامية والتحول الديموقراطي " بكلية الإعلام جامعة الأزهر . و أضاف وزير الاعلام أن الرئيس وجه بوقف البلاغات التى قدمتها الإدارة القانونية بالرئاسة عندما عُرِضَ عليه الأمر وكانت الإدارة القانونية قد لجأت للنيابة العامة حفاظاً على مقام منصب الرئيس ومكانة الرئاسة التى تعبر عن الشعب المصري دون توجيه من الرئيس محمد مرسي. كما أصدر أول قرار بقانون يلغي عقوبة الحبس الاحتياطي للصحفيين فى جرائم النشر عندما انتقلت إليه سلطة التشريع بعد انتخابه رئيساً ، وأن إقدامه على هذه الخطوة كان بمبادرة منه و دون طلب من أحد، و كان الرئيس يقود كتلة المعارضة فى مجلس الشعب قبل الثورة ووقف بجانب نقابة الصحفيين لالغاء هذه العقوبة . وقال الوزير أن الاعلام قبل الثورة كان بوقاً للنظام وإعلام الحزب الواحد لا إعلام الشعب ، وقد قطعنا شوطاً كبيراً كي يكون إعلام الشعب يعبر عنه تعبيراً حقيقاً بكافة طوائفه ... إعلام يُعلي المصلحة العامة للوطن ويحرص على إبراز الرأي والرأي الآخر .. إعلام يعمل من أجل البناء لا الهدم .. إعلام يُسلط الضوء على الإيجابيات والسلبيات معاً ، ويتحرى المصداقية والموضوعية .. إعلام يعمل في إطار مهني وقيمي بعيداً عن بعض الأصوات التي تسعى لهدم الدولة من خلال أقوال وأحاديث التشكيك والتهويل والشائعات ، فمصر دولة كبيرة لا يمكن أن تسقط بمثل هذه الأقوال، و نسعي إلى إعلامٍ يسهم فى تأكيد الوحدة الوطنية وتَجَنُّب الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد .. إعلاماً يطرح ويدعم الرؤى والمقترحات التى تسهم فى معالجة الأزمات ولايشارك فى صناعتها ويسهم فى استكما ل المسيرة وبناء باقي مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار والنهضة لوطننا الحبيب. وقال وزير الاعلام ان الاعلام الخاص أنفق فى العام الماضى 6 مليارات جنيه ، ودخله مليار ونصف المليار فقط ، إذن هناك فجوة ومال سياسي يدخل الاعلام الخاص ، وهناك بعض الاعلاميين يعتمون على إنجازات الحكومة الحالية التي ورثت تركة ثقيلة وأزمات كبيرة من النظام السابق، وتسعى بكل قوة لحل هذه الأزمات وتلبية مطالب الشعب ، ، وللإنصاف هناك الكثير من الإعلاميين الذين يُسلطون الضوء على الإنجازات التى تمت في العديد من المجالات ويبعثون بالأمل والتفاؤل من أجل الاستقرار والبناء ومنها فى مجال استصلاح الاراضى وإصلاح منظومة السكك الحديدية والتغلب على مشكلات الخبز والغاز وهناك المشروع القومى " محور قناة السويس " الذي سيضاعف الدخل الى 20 ضعفاً ومشروع مدينة المطار باستثمارات 20 مليار جنيه . وقال الوزير إننا فى أشد الحاجة إلى إعادة الإعلام المصرى الى دوره فى مقاومة الفساد والبناء والإسهام فى المصالحة الوطنية وأن يتجنب دعاوى الهدم والإنشقاق ، ما أحوجنا اليوم إلى حكماء المهنة .. إلى رجل رشيد فى الإعلام يقدم معالجات للأزمات و يطرح رؤى وتصورات لميثاق شرف إعلامي يتعلق بأخلاقيات المهنة فى إدارة ومعالجة الأزمات ولا يسهم فى صناعتها ، نحتاج إذاً إلى عملية تنظيم للإعلام المصري والدستور الجديد أنتج مؤسسات إعلامية جديدة ستتولى عملية تنظيم الإعلام في مصر - ونأمل أن يكون تنظيماً ذاتياً - هي المجلس الوطنى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام ، بالإضافة إلى قانون حرية تداول المعلومات الذى يكفل الحصول على المعلومات ويُلزم الجهات التي لديها معلومة أن تقدمها لطالبها مهما كان هذا الطالب سواء كان صحفياً أو إعلامياً أو مواطناً عادياً، فعلى الجهة التي بحوزتها هذه المعلومات أن تمنحها للطالب خلال خمسة عشر يوماً على الأكثر ، وهو حق دستوري ناضلنا طويلاً من أجل الحصول عليه، كل هذه الآليات ستسهم بشكل كبير فى إعادة تنظيم الإعلام المصرى و ضمان عدم احتكاره و أن يكون ملكاً للشعب و يكفل الحرية فى التعبير عن الرأى فى إطار مهني مسئول. وأضاف وزير الاعلام أننا سعينا فى الفترة الماضية من خلال عدة جلسات دعا لها اتحاد الاذاعة والتليفزيون باعتباره إعلام الشعب وبيت الإعلاميين لوضع تصور لميثاق الشرف الإعلامي الذي أعده نخبة من أساتذة وخبراء الإعلام في مصر بشكل محايد تماماً دون تدخل من الحكومة أو وزارة الإعلام ويتولون هم طرحه على كافة عناصر الإعلام المصري لمناقشته وإبداء الرأي فيه ليضعه الإعلاميون بأنفسهم ويرتضوا به بشكل طوعي ، ونأمل أن يحقق الميثاق ضبط المهنة بما يحقق النهوض بمنظومة الإعلام المصري ويشمل الميثاق الاعلام المسموع والمرئى والمقرؤ والإعلام الاليكترونى ، ونأمل أن تكون هناك هيئة مستقلة للمحاسبة الذاتية دون اللجوء الى النيابات والمحاكم . ووعد وزير الإعلام طلبة كلية الإعلام بجامعة الأزهر بأن وزارة الإعلام سوف تشارك ببناء استوديو إذاعي و تلفزيوني بالكلية و توفير أكبر قدر من المنح للطلبة للتدريب بمعهد الإذاعة و التليفزيون ، إلتزاماً من وزارة الإعلام نحو الكلية التى تُخرج لنا أبناءً ينشرون الكلمة الطيبة . و قال الوزير أنه يتوجه من هذا المنبر العظيم لكل أبناء الشعب المصري بمختلف تياراته وفئاته للعمل بجد وإخلاص للمحافظة على الوطن والنهوض به . أقول لإعلام الدولة بكافة قنواته وإذاعاته أن يسير على نفس النهج بأن يكون إعلام الشعب وأن يعمل بمهنية وموضوعية. أقول للإعلام الخاص أن يقدم رسالة إعلامية متوازنة ومهنية في إطار قيمي ويتجنب أية انحيازات سياسية أو شخصية. أقول للقنوات الدينية باعتبارهم دعاة دين أن يقدموا خطاباً إعلامياً يعبر عن سماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف. إن المسئولية تقع على عاتقنا جميعاً .. لا إقصاء لأحد ولا تفرقة .. فكلنا مصريون .. نعيش في وطن واحد ..نلجأ للحوار البناء ونتجنب الانقسام والعنف .. نسعى لإعمال دولة القانون والدستور .. ونُغَلِّب مصلحة الوطن على أية مصالح أخرى ، ولن ينهض هذا الوطن إلا بتكاتف أبنائه جميعاً وعلى سواعدهم بمشيئة الله.