نجح رجال الحماية المدنية فى السيطرة على الحريق الذى شب صباح الخميس بمحكمة جنوبالقاهرة الابتدائية بباب الخلق وقال اللواء عبد العزبز توفيق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية إن رجال الحماية المدنية واجهوا صعوبة فى اخماد الحريق على مدى اكثر من ساعتين نظرا لضيق الشارع المجاور لمقر المحكمة من جانب واحتواء الطابق الثالث الذى شب به الحريق على كمية كبيرة من المكاتب الخشبية سريعة الاشتعال من جانب أخر . وأضاف اللواء عبد العزيز توفيق أن رجال الحماية المدنية يجرون حاليا عمليات التبريد لضمان عدم اشتعال النيران مرة اخرى ، مشيرا الى ان الحريق لم يسفر عن اى اصابات او خسائر فى الارواح ووجه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتوفير كافة الامكانيات اللازمة لرجال الحماية المدنية لسرعة السيطرة على الحريق الذى شب لسرعة السيطرة على الحريق واخماده قبل امتداده الى العقارات والمحال التجارية المجاورة نظرا لكون المنطقةذات كثافة سكانية مرتفعة وقال مصدر أمنى - إنه فور إخطار وزير الداخلية بالحريق، وجه على الفور مدير الإدارة العامة للحماية المدنية اللواء عبدالعزيز توفيق بتوجيه العديد من السيارات والسلالم الهيدروليكية الى مكان الحريق لسرعة محاصرة النيران، واخمادها قبل امتدادها الى المناطق المجاورة للمحكمة، نظرا لكونها من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة من جانب، ووجود العديد من المحال التجارية من جانب آخر. وأكد المصدر الأمنى أن رجال الاطفاء واصلو جهودهم للوصول الى بؤرة النيران للتعامل معها، مشيرا الى أن قوات الاطفاء تعملت على اخماد النيران من الداخل بواسطة رجال الاطفاء، ومن الخارج بواسطة السلالم الهيدروليكية وفقا لأسلوب علمى، خشية انهيار سقف الطابق الثالث للمحكمة، خاصة وان المبنى يعتير من المبانى القديمة، لافتا الى أن الحريق لم يسفر حتى الآن عن أى إصابات أو خسائر فى الأرواح.. كما قام وزير الداخلية بتفقد موقع الحريق بشكل مفاجىء حيث اثنى على جهود رجال الحماية المدنية فى محاصرة النيران واخمادها قبل امتدادها إلى بقية طوابق المحكمة. وعلى مدى أكثر من 129عاما ظل مبنى محكمة جنوبالقاهرة هو العلامة المميزة للمكان ، فالمبنى عتيق بطرازه التاريخي وملامحه الإنجليزية وقاعاته الست التى كثيرا ما نظرت بداخلها قضايا شغلت الرأي العام ، وأصدرت منصتها أحكاما تاريخية يذكرها المصريون لسنوات طويلة يصلح أن يكون شاهدا على العصر. وقصة هذا المبنى أوشكت على الانتهاء بعد نشوب حريق صباح الخميس استمر على مدى أكثر من ساعتين ، نظرا لضيق الشارع المجاور لمقر المحكمة من جانب ، واحتواء الطابق الثالث الذي شب به الحريق على كمية كبيرة من المكاتب الخشبية سريعة الاشتعال من جانب آخر. وبدأت حكاية محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية بباب الخلق عام 1884 مع ظهور المحاكم الأهلية في مصر ، وكان أول رئيس لها هو القاضي إبراهيم فؤاد باشا، فقد كانت محكمة جنوب وقتها تحمل اسم "محكمة مصر الأهلية" ثم أصبح اسمها "سراي القضاء العالي"، بعد أن ضمت بين جدرانها محكمة استئناف مصر ومحكمة النقض والإبرام، ومقر النائب العمومي. وكانت المحكمة قبلة ومقصدا لكبار القضاة ورجال القانون ومصدرا لكثير من الأحكام التاريخية التي أعطتها مكانة راسخة في تاريخ القضاء المصري ، ولهذه المكانة اختارها الملك فؤاد ليحتفل فيها مع القضاة ووزارة الحقانية عام 1933 بالعيد الذهبي لمرور 50 عاما على إنشاء المحاكم الأهلية في مصر وألقى خلالها كلمة العرش التي أكد فيها حرص حكومته على رعاية القضاء. وبعدما واصلت المحكمة تاريخها الحافل لتصبح أشهر محكمة في مصر يحفظ اسمها كل مندوبي وكالات الأنباء والفضائيات في كثير من دول العالم بسبب القضايا الشهيرة التي نظرتها وأشهرها على الإطلاق قضية محاكمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات التي عقدت في قاعة (6) بالدور الأرضي. وتحكي قصة المحاكمة لوحة جدارية رخامية علقت على حائط القاعة تشهد بأنه في عام 1948 وبعد 30 شهرا من الحبس الاحتياطي شهدت هذه القاعة محاكمة محمد أنور السادات ونفر من شباب مصر متهمين بمقاومة الاستعمار فيما اكد الدكتور محمد ابراهيم وزير الدولة لشئون الأثارعدم أثرية مبنى محكمة جنوبالقاهرة بباب الخلق والذى شب به حريق الخميس ..مشيرا الى انه غير مسجل فى عداد الاثار الاسلامية والقبطية ولايخضع لقانون حماية الاثار رقم 118 لسنة 1983 وتعديلاته لعام 2010 . وقال ابراهيم إن مبنى محكمة جنوب القأهرة يعد من ضمن المباني ذات الطراز المعماري والعمراني المتميز طبقا للقانون رقم 144 لسنة 2006 . من جانبه، اشار سمارات حافظ رئيس قطاع الاثار الاسلامية والقبطية الى أن مبنى المحكمة شيد على طراز عصر النهضة الانجليزية المستحدثة على شكل حرف "أتش " على نسق قصر الأمير عمر طوسون بشبرا وللمبنى أربع واجهات حرة ومكون من طابقين وأرضيات من الرخام وسقف به قباب وأسقف بها أشكال عقود، وسقف البهو الرئيس يزخرفه أشكال مربعات. فيما اكد مصطفى خالد مدير المتحف الاسلامى عدم تأثر مبنى المتحف او مقتنياته بشوب حريق مبنى محكمة جنوبالقاهرة المواجهه للمتحف ، موضحا ان المتحف يدخل ضمن منظومة تأمينه نظام اطفاء إلى متطور فى حالة حدوث حريق به قال المستشار هاني عباس رئيس محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية إنه سيتم تشكيل لجان متخصصة تتولى إجراء حصر دقيق لملفات القضايا والتحقيقات والأدلة المحرزة التي أتلفها الحريق الذي اندلع بمحكمة جنوبالقاهرة الابتدائية بباب الخلق، وبيان ما إذا كان يمكن استعادتها ولو بصورة جزئية من عدمه. وأشار المستشار عباس - إلى أنه لا يمكن حتى الآن تحديد ما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراء الحريق، أم أن هناك سببا آخر لفعل غير متعمد يقف وراء اندلاع الحريق.. موضحا أن خبراء المعمل الجنائي هم من سيكون لهم القول الفصل في تحديد سبب الحريق. وأعرب رئيس محكمة جنوبالقاهرة عن أسفه الشديد لوقوع الحريق ، قائلا: "محكمة جنوب القاهرة الابتدائية واحدة من أعرق المحاكم في مصر وأقدمها على الإطلاق وتندرج ضمن الآثار المصرية، وكانت شاهدة على الكثير من المحاكمات التاريخية التي غيرت من وجه الحياة المصرية