صدق المثل الذى يقول ان الجانى مهما حاول ان يخفى جريمته فلابد ان يترك وراءه بصمة او اثرا يدل على فعلته الدنيئة حتى وان طالت الايام والليالى وهذا ما حدث بالفعل خلال الاسبوع الماضى حيث كشف الدكتور الراحل حسن الترابي زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان، من خلال برنامج شاهد على العصر" الذي يذاع على قناة الجزيرة من خلال تسجيل صوتى قبل وفاته عن أسماء المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك يوم 26 يونيو 1995 في أديس أبابا، مؤكدًا أنه لم يكن هو والرئيس السوداني عمر البشير يعلمان بالأمر وأكد الترابي في شهادته، أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذي أخفقت فيه، حيث أخبره "بشكل مباشر" علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام "للجبهة الإسلامية القومية" التي كان يتزعمها الترابي، عن تورطه في العملية بمعية جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع. وأضاف من خلال التسجيل بأن الترتيبات التي قام بها نائب الأمين العام للجبهة رفقة علي نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني، وإن اجتماعًا خاصًا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله علي عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلى السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك. غير أن الترابي كما يقول هو نفسه في شهادته المسجلة اعترض بشدة على هذا الاقتراح، ليقرر المجتمعون في الأخير العدول عن فكرة القتل. وكشف الترابي عن أن تمويل العملية تم بمبلغ مالي قدرة " مليون دولار" أخذه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية. وأضاف مؤسس الحركة الإسلامية في السودان أنه جاءه في البداية أشخاص من حركات إسلامية قال إنهم كانوا من بلد ليس بعيدًا جدًا عن مصر، وطلبوا منه تسهيلات في عملية اغتيال مبارك. وأضاف في شهادته أنه رفض الأمر وأقنعهم بضرورة العدول عن الفكرة قائلًا "قلت لهم حتى لو نجحتم هل تشفون غيظكم الشخصي على شخص؟.. لو نجحتم سيقتل منكم المئات وتسد المساجد في بلادكم، ويضرب الإسلام عشرات السنين للوراء"، وقال الترابي إنهم اقتنعوا بنصيحته. كما أكد أنه حدث وقتها نائبه ورئيس الدولة بأمر هؤلاء الأشخاص الذين أتوا إليه طلبًا للتسهيلات، وأنه صدهم بحجة أن الاغتيالات لا تجدي. وعن دوافع نائبه إلى التورط في محاولة اغتيال مبارك، أوضح الترابي أن الرجل لم تكن له دوافع شخصية، حيث جاءه عناصر من جماعة إسلامية، لم تكن من الإخوان المسلمين، وقالوا له إنهم يريدون التخلص من مبارك وهنا لابد من فتح الملف من جديد للتعرف على الجناة ودوافعهم والى اى فصيل ينتمون لان الامر يتعلق برئيس مصر