تعقد اليوم السبت بالجماهيرية الليبية القمة العربية الاستثنائية بمدينة سرت وهي القمة التي اتفق القادة العرب علي انعقادها لتطوير الجامعة العربية وبحث القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق واليمن والسودان والصومال وغيرها من القضايا التي فرضت علي العرب فرضاً! كما تبحث القمة المقترح الخاص بمبادرة الأمين العام للجامعة العربية فيما يعرف برابطة الجوار العربي. وفي الحقيقة إن القمة الاستثنائية هي استمرار للقمم السابقة ولا يمكن تحميلها فوق ما تحتمل لأن العرب في حاجة دائمة إلي الوقت للتشاور للاتفاق علي حد أدني وحتي الآن لا توجد تلك الأرضية فهناك عدم اتفاق علي رابطة دول الجوار وأي الدول يمكن ضمها في المرحلة الأولي إذا ووفق عليها. وأري أن تلك القضية ربما تعتبر ثانوية إذا قيست بالقضايا الأخري مثل احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وضرورة التحرك العربي الجدي لوقف إسرائيل عن الاستمرار في مزيد من قضم الأراضي وابتلاع القدس وتهويد الأماكن المقدسة، وعلي الجامعة العربية ألا تترك الباب مواربا وتحيل مجمل القضية للمفاوضات بل وتختزلها في مجرد موافقة الرئيس محمود عباس في الاستمرار في تلك المفاوضات العقيمة أم لا.. وهل سيتقدم باستقالته أم يستمر رئيساً للسلطة الفلسطينية، وعلي الجامعة العربية ألا تتهرب من التزاماتها أمام الشعوب العربية، فالقضية ليست مجرد وقف المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل أو استئنافها بل القضية هي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية برمتها والأرض التي تبتلع نهارا جهارا.. ماذا فعل القادة العرب أمام الصلف والغرور الإسرائيلي.. وإلي متي تستمر لعبة التوازنات علي الحقوق والأرض العربية وفرض مزيد من الضغوط الأمريكية وغيرها الأمر الذي وصل بنا إلي ما نحن عليه. إسرائيل استخدمت ورقة الاستيطان في الابتزاز بطريقة بارعة واستنزفت الولاياتالمتحدة من أجل وقف قرار تمديد الاستيطان لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط.. بل إن الولاياتالمتحدة تستعطف إسرائيل لإنقاذ ماء وجهها لأنها المسئولة عن صلف إسرائيل بالانحياز الأعمي لها، ولذلك قدمت لإسرائيل عرضا سخيا من المفترض أن يكون دافعا لنتنياهو لتمديد تجميد البناء الاستيطاني علي الأرض العربية، حيث وعدت واشنطن إسرائيل بزيادة المساعدات العسكرية ووقع ممثلون إسرائيليون وأمريكيون علي صفقة تحصل بموجبها علي 20 مقاتلة شبح أمريكية من طراز إف 35 بتكلفة حوالي ثلاثة مليارات دولار وفي الطريق 55 طائرة أخري فماذا ستفعل أمريكا لإسرائيل إذا جمدت الاستيطان بالكامل?!! إنه قمة الابتزاز الإسرائيلي لواشنطن. ولم تكتف إسرائيل بذلك بل اشترطت علي الإدارة الأمريكية استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في مجلس الأمن بشأن النزاع العربي الإسرائيلي.. بمعني أنه علي العرب أن يوفروا وقتهم وسعيهم إذا ما تجرأوا ونقلوا القضية إلي ساحة مجلس الأمن الدولي. إذا أراد العرب تحرير أرضهم فعليهم تحرير إرادتهم أولاً .. والاستماع لشعوبهم.. وكفاهم اجتماعات روتينية لن تقدم ولن تؤخر.