ساعات من الهلع والذعر عاشها أهالى قرية كفر أبوجمعة بمركز قليوب، الواقعةطريق على القاهرة – الإسكندرية الزراعى، عندما تعرض كوبرى المشاه للانهيار الجزئى نتيجة إهمال أحد السائقين العاملين بمشروع رصف الطريق الزراعى السريع أمام القرية، فاصطدمت سيارته بالكوبرى وانهارت أجزاءه .. وتسببت الواقعة فى حالة من الشلل التام للطريق لمدة 3 ساعات كاملة .. وعلى الفور انتقل فريق من النيابة العامة بقليوب برئاسة أحمد المنوفى، مدير النيابة، إلى مكان الواقعة وتمت معاينته وكلفت النيابة المباحث بسرعة ضبط وإحضار المتهم قائد السيارة، وطلبت النيابة ملف إنشاء الكوبرى، من الوحدة المحلية لمركز ومدينة قليوب، لفحصه. بدأت الأحداث عندما تلقى اللواء سعيد شلبى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، إخطارا بالواقعة من العميد حسام فوزى، رئيس المباحث الجنائية، فانتقل على الفور اللواءات فرحات محمد، مساعد مدير الأمن لقطاع الجنوب، وعمر أبوزيد، مساعد المدير لفرقة شبرا، وهشام عبدالصمد، مدير إدارة المرور، والسعيد عبد المعطى، السكرتير العام للمحافظة، والمهندس مصطفى عباس السكرتير المساعد واللواء طارق زايد رئيس مجلس مدينة قليوب، على رأس قوة من فرق الإنقاذ والمطافئ، إلى مكان الواقعة، وتم فرض كردونا أمنيا حول الكوبرى لمنع انهيار باقى أجزاءه فوق رؤوس الأهالى، وتبين أنه أثناء قيام إحدى الشركات العاملة فى مجال المقاولات العمومية، برصف الطريق أمام القرية، قام سائق إحدى المقطورات بعبور الطريق دون أن يغلق قلاب السيارة، فاصطدم بالكوبرى، وأسرع بالهروب. من جانبه أكد إبراهيم شعبان، موظف، ومن أبناء القرية، أنه حتى صلاة الفجر لم يكن هناك شيئا فى الكوبرى، وكانت الأمور تسير على طبيعتها، وفى الصباح فوجئ الأهالى بانهيار الكوبرى، أثناء مرور سيارة بمقطورة من أسفل الكوبرى، وبها حمولة زائدة وفر قائدها ومن كان بصحبته هاربا، وعلى الفور استغاث الأهالى بالشرطة لإنقاذ الموقف، فيما تم استدعاء الشباب لوقف الحركة المرورية حفاظا على أرواح المواطنين ومستخدمى الطريق. وطالب محمد حمدى، مدرس، رجال المرور والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، بتطبيق قانون المرور وعدم السماح للسيارات التى تمر بحمولات تزيد على طاقات السيارات والارتفاعات المسموح بها من الطريق، على أن يتم تغليظ العقوبات على المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول له نفسه إلحاق الأذى بالمواطنين. وتابع حمدى: نحمد الله أن الكارثة وقعت فى الصباح ولم تكن هناك حركة طبيعية لأبناء القرية والمترددين عليها، أو الأطفال وكبار السن الذين يستخدمون الكوبرى، لعبور الطريق الزراعى، وإلا كانت حدثت الكارثة الكبرى بسقوط ضحايا. وطالب أحمد عبدالله، طالب، بسرعة ضبط وإحضار السائق المتهم بالواقعة، موضحا أن هناك روايات انتشرت فى هذا الشأن منها أن السائق كان يقود سيارته وتحمل حمولة زائدة، فيما ترددت رواية أخرى تؤكد أن السائق كان مشاركا بسيارته فى أعمال رصف الطريق، وهو ما سيجعل الأهالى يرجعون بالحق على المحافظة ومجلس المدينة. من جانبه أعلن المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد لمحافظة القليوبية، أنه تم فتح الطريق وإعادة تسييره بعد الاستعانة بأوناش ومعدات ثقيلة لإزالة الجزء المعلق من الكوبرى بعد غلق الطريق الزراعى في الاتجاهين حرصا على حياة مرتادى الطريق، وإجراء بعض التعديلات المرورية وتحويل المسارات إلى طريق خط 12 وخط 13 للتيسير على المواطنين، ولفت عباس، إلى أن أجهزة المحافظة تحركت منذ الخامسة والنصف فجرا، لإنقاذ الموقف حرصا على حياة رواد الطريق تنفيذ لتعليمات المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية من ناحيته أكد اللواء هشام عبد الصمد، مدير مرور القليوبية، أنه تم إعادة تسيير الطريق أمام السيارات بعد إزالة آثار سقوط كوبرى المشاة، كاشفا عن أنه تم تعديل خط سير السيارات وإعادة انسياب الحركة المرورية وفك التكدس الناتج عن الحادث، لافتا إلى أن سبب الحادث نتيجة اصطدام سيارة قلاب بالكوبري بعد فتح سائقها المقطورة أثناء عمليات الرصف بالطريق بمنطقة الكوبري والسير بالسيارة دون غلق القلاب عقب تفريغ حمولة الأسفلت. وأما اللواء طارق زايد، رئيس مدينة قليوب، فأكد أن لجنة مشكلة من هيئة الطرق انتقلت على الفور لإجراء المعاينة اللازمة للكوبرى مشيرا إلى أن اللجنة من شأنها تحديد مدى صلاحية الكوبرى وخطورته على المارة والسيارات وكيفية إجراء الإصلاحات به ورفعه على الأعمدة الخرسانية مرة أخرى. من جانبه أحال المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، الواقعة إلى التحقيق، وأمر بتقديم السائق والمشرف عن أعمال الرصف إلى النيابة بتهمة الإهمال الذى تسبب فى إهدار المال العام والتسبب فى كارثة نتج عنها انهيار الكوبرى وتعطيل الحركة المرورية لأكثر من 3 ساعات . كما شكل محافظ القليوبية، لجنة هندسية مختصة من المحافظة، لفحص الملف الخاص بإنشاء الكوبرى، وتحديد مدى صلاحيته، وإعادة النظر فى أمر استئناف الشركة المنفذة لأعمال رصف الطريق الزراعى التى ينتمى إليها السائق المتهم فى الواقعة لأعمالها من عدمه.