قررت ليبيا حل جميع المليشيات والمعسكرات التي لا تتبع سلطة الدولة، كان ذلك بعد يوم من اقتحام متظاهرين في مدينة بنغازي شرق ليبيا مقار ميليشيات إسلامية يشتبه في تورطها في الهجوم على القنصلية الأمريكية. هذا القرار الذى جاء متأخرا يفتقر على مايبدو للأليات وطرق التطبيق على الارض فهو يحتاج لقوة ضاربة ورجل صارم فى المؤسسة العسكرية التى تبدو فى المشهد حبرا على ورق لتعاضم قوة ماتسمى باللجنة الامنية العليا والمليشيات التابعة لها , فى الجهة الأخري يظهر للعيان ضعف أجهزة الجيش والشرطة بل يكاد يكون معدوم وجود هذه المسميات , وتواجدها لا يتجاوز على المحافل والخطب. جاء حديث محمد المقريف رئيس المؤتمر، ليقول بأنه "تقرر حل كافة الكتائب والمعسكرات التي لا تنضوي تحت شرعية الدولة". وتابع بقوله عن "تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة في بنغازي من الجيش الليبي والأمن الوطني والكتائب المنضوية تحته" , وأعطيت صفة الشرعية لكل من المليشيات راف الله سحاتى و 17 فبراير ودرع ليبيا ولتخرج من المعادلة أنصار الشريعة , يبدو انها شرعية من لا شرعية له , انصار الشريعة فى حقيقة الأمر لم تحل لكنها أستبدلت مقراتها بأخري , ويبدو أن ماجري كان سيناريو معد بدقة. انها هزة السفير الامريكي التى أحدثت كل هذا, فقبله سقط العشرات من رجال الجيش بين قتلي وجرحي وتعرضهم للخطف والتهديد والوعيد لوم تتحرك مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ولم تشكل أي فريق تقصى وتحقيق فى ظل تواطئ ملحوظ من قبل أفراد الدولة على مايبدو لتمرير أجندة خارجية . وذكر رئيس الاركان للجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش أن مؤسسات الدولة التشريعية هي التي تحدد كتائب الثوار المنظمة لشرعية الدولة وهي المسؤولة عن اتخاذ الإجراءات الخاصة بحل الكتائب الغير منظوية تحتها , يبدو أن المنقوش نسى أنه رئيس الاركان وهو من يصدر قرارات الجيش برفقة وزارة الدفاع التى تغط فى سبات عميق , ويوضح المنقوش بأنه أتخذ إجراءات لتنفيذ ما جاء في بيان المؤتمر الوطني, ليكون الاجراء هو إصدار رئاسة الأركان العامة قرارًا بتشكيل القوة الوطنية المتحركة, وسيكون من مهام هذه القوة حل جميع التشكيلات غير الشرعية، واستعادة المقار الإدارية والعسكرية إلى الجهات الرسمية, لتصبح الغير شرعية شرعية , وليكون مصير أفراد الجيش فى سجون المليشيات بمباركة المقريف والمنقوش بقرارت الضم للمليشيات التى توعدت بملاحقة المحرضين من رجال الجيش ضدها . مدينة مصراتة مليشياتها خارج نطاق قرارت الحل والضم أفرادا وجموعا ال والزنتان تتكون بداخلهم عشرات المليشيات المسلحة فالزنتان كونت اكثر من 150 مليشية مسلحة , ومصراتة أصبحت مستقلة بقوة مليشياتها وماتملكه من عدة وتعداد بعد أن كسبت العداء مع جيرانها لم تتذكرها رئاسة الاركان ولم تشملها زيارة قرارات المؤتمر الوطنى لها. سيطرت المليشيات على طرابلس كانت واضحة بعد وقوع اشتباكات أمام مقر المؤتمر الوطني بين قوات من رمزية من الجيش ومجموعة من الثوار المطالبين بالاعتراف بدورهم على حد قولهم , كانت المطالب فى طرابلس من قبل بعض المليشيات محاولة لإرغام المؤتمر على التراجع عن قراره بحل التشكيلات والمليشيات العسكرية للثوار غير المنضوية تحت رئاسة أركان الجيش , هى صورة الواقع بحقيقة مجردة دون تزيف فلايزال الامر فى مدينتى الزنتان ومصراتة تلك الدولتان ان الصح التعبير مجهول للجميع وقرارتهما نافدة لا رجوع وجيوشهم العسكرية تتحرك بأمر من افراد بها. لكن أمر لواء القعقاع " عثمان امليقطة " اعتبر أصحاب الأجندة الخبيثة بأنهم استغلوا مساحة الحرية وحاولوا تأليب الرأي العام الليبي ضد هذا اللواء , هذه المليشة والتى لازالت تسيطر على الموقع الذى حازت عليه تسوق للرائ العام أنجازات يبدو انها ورقية, القعقاع أحدي مليشيات التابعة لمدينة الزنتان التى تسيطر على أكثر من خمسين موقع تابع للدولة الليبية منها المدني والعسكري , ولم تقم بتسليم شكلى لموقع مطار طرابلس الدولى بعد أحتجاجات عارمة طالبت بخروجهم . مليشيات قبيلة الزنتان تعتبر فعلياً خارج سيطرة الحكومة ، اليوم الزنتان مصابة بداء الصراع القبلي بداخلها ، وداء أكبر حين وقع أعتدائها على جيرانها بكل أنواع الاسلحة فقد تعرضت منطقة المشاشية لقصف وحرب إبادة من قبل مليشيات الزنتان دون أن تتحرك الدولة , فلايزال أهل منطقة العوينية مهجرين بقرار من الزنتان , ولايزال بسط نفودهم على العاصمة طرابلس واضح للعيان , انها دولة المليشيات الزنتانية . هكذا هى ليبيا اليوم يسيطر عليها مشهد المجموعات المسلحة، ويجعل من مستقبلها بيد حاملى البنادق ووتنظيمات متشددة متطرفة, ولايزال بعضها يعرف في البلاد باسم الثوار أو الكتائب أو حتى المجالس العسكرية وعددها يصل الى قرابة ألف و700 اكثر من نصفها تابع للزنتان ومصراتة تحت مسمى وزارة الداخلية لفوزي عبدالعالى. أن المساعي الليبية اليوم لحل الميليشيات المسلحة ماهي إلا للاستهلاك الإعلامي فقط، فهي لن تستطيع تنفيذ وعودها بحلها.