حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سوريا من محاولة زعزعة استقرار جارتيها لبنان والعراق، وذلك خلال لقائها في نيويورك أمس الاول الاثنين نظيرها السوري وليد المعلم. في حين أشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عقب اللقاء إلي أن المعلم أبدي اهتماما باستئناف مسار السلام السوري الإسرائيلي. ويعد هذا اللقاء الذي عقد علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثاني بين الوزيرين منذ مارس العام الماضي حين التقيا لفترة قصيرة علي هامش مؤتمر المانحين لقطاع غزة في شرم الشيخ بمصر. وقال المتحدث فيليب كراولي إن كلينتون "كانت مباشرة للغاية وقالت بوضوح إن كان الأمر يتعلق بلبنان أو بالعراق، فإننا سنمنع أي محاولة لتقويض استقرار هذين البلدين". ورغم العودة التدريجية للدفء في علاقات واشنطنودمشق، أعرب كراولي عن قلق بلاده حيال ما وصفها بأنشطة سوريا في لبنان وعلاقتها مع حزب الله. تجدر الإشارة إلي أن العراق وسوريا استئنفا العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما الأسبوع الماضي بعد عام من استدعاء البلدين سفيريهما العام الماضي علي خلفية اتهامات عراقية لدمشق نفتها سوريا بشأن تفجيرات وقعت في بغداد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن كلينتون أكدت لنظيرها السوري علي الهدف الأميركي المتمثل بالوصول إلي "سلام شامل في الشرق الأوسط" يشمل سوريا، مشيرا إلي أن المعلم أعرب عن اهتمامه باستئناف مسار السلام السوري الإسرائيلي. وفي دمشق ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الجانبين استعرضا "العقبات التي تحول دون تحقيق" السلام، ونقلت عن المعلم تأكيده أن "سوريا تنتظر أن تلمس أفعالا لا أقوالا" من جانب إسرائيل. كما اتفق المعلم وكلينتون، بحسب الوكالة، علي "ضرورة استمرار الحوار البناء بينهما لإزالة العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات الثنائية". وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد خلال استقباله المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشيل منتصف سبتمبر الجاري تمسك سوريا بخيار السلام، لكنه شدد علي أن "السلام لا يمكن أن يكون راسخا ودائما ما لم يكن عادلا يعيد الحقوق كاملة إلي أصحابها علي أساس قرارات الشرعية الدولية". واعتبر الأسد أن "استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه" بحسب وكالة سانا. وبدأت سوريا وإسرائيل عام 2008 مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية، لكن هذه المفاوضات توقفت إثر الهجوم الإسرائيلي علي قطاع غزة الفلسطيني في شتاء العام نفسه. يشار إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن مطلع مايو الماضي تمديد العقوبات الأمريكية التي فرضها سلفه جورج بوش علي سوريا، متهما دمشق بدعم منظمات "إرهابية" والسعي إلي امتلاك صواريخ وأسلحة دمار شامل.