ظاهرة غريبة تسيطر على الشارع السياسى فى مصر منذ ثورة »23« يوليو حتى الآن تتمثل فى عدم رغبة المواطنين فى الانضمام للأحزاب السياسية لكنها تفاقمت فى السنوات الاخيرة. حتى وصلت لعزوف الراغبين فى خوض الانتخابات البرلمانية عن دخول السباق الانتخابى ضمن اى حزب من الاحزاب على الرغم من وجود »140« حزباً على الساحة السياسية وهو ما يثير القلق والتعجب لدى الجميع »الأخبار المسائى« طرحت هذه القضية على الخبراء للبحث عن حل! أكد الدكتور ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل والقيادى فى الجبهة المصرية، ان ضعف اقبال المصريين للانضمام للاحزاب يرجع الى ضعف أحوال المصريين المالية وانشغالهم بأعمالهم وبيوتهم ولقمة العيش وكذلك عدم قدرة الاحزاب على التواصل مع الجماهير فضلا عن محاربة النظام السياسى للاحزاب وزج قياداتها فى السجون قبل 25 يناير مما أدى الى خوف المصريين من الانضمام للاحزاب وأرجع »الشهابى« تفضيل المرشحين خوض الانتخابات كمستقلين وعدم ترشحهم على القوائم الحزبية الى قانون مجلس النواب الجديد الذى جعل النظام الانتخابى يعتمد على النظام الفردى ولم يجعل للأحزاب السياسية اى سلطة أو ميزة للمرشح لكى يخوض الانتخابات باسم الحزب وشدد الشهابى على ضرورة تعظيم الأحزاب لدورها السياسى والشعبى وتغيير لائحتها من الداخل وتجديد قياداتها عن طريق انتخابات ديمقراطية مع ضرورة تغيير النظام الانتخابى لكى يعتمد على نظام القائمة النسبية الحزبية واشار الدكتور عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطى الى ان ضعف الاحزاب يرجع الى كثرتها مؤكداً ان الاحزاب الحقيقية شكلت بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيه ولذلك تعد فى مرحلة البناء التراكمى التى تحتاج الى سنوات طويلة للتأثير فى الشارع المصرى وشدد السادات على ان دخول الاحزاب البرلمان القادم سيعمل على تقويتها وغربلتها سياسياً وسيعمل على تقليل عددها خاصة للاحزاب التى لن تحصل على مقاعد فى البرلمان القادم وحول غياب المرشحين عن القوائم الحزبية اكد السادات ان قانون الانتخابات ميز المقاعد الفردية بنسبة80 % وبالتالى القائمة لن تؤثر على الغالبية وبالتالى اى مرشح له شعبية ومشاركة مجتمعية يفضل خوض الانتخابات كمستقبل حتى لا يخاطر خوضها مع مجموعة أو قائمة غير معروفة للجماهير. وأوضح السادات ان المواطن ينتخب المرشح الحزبى بناء »على البرنامج والرؤية ولا يشترط ان يكون عضواً فى الحزب وأرجعت الدكتورة اجلال حلمى استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ، ضعف الاحزاب الى عدم وجود توعية سياسية وعدم اخلاص القيادات الحزبية والناشطين بها، وهو ما أدى الى عدم ايمان الجماهير بالاحزاب فضلا عن عدم وجود قاعدة شعبية للاحزاب بالاضافة الى عدم وجود قاعدة سياسية لدعم القيادات والشباب والمرأة واشارت حلمى الى ان القيادات الحزبية تهدف الى المصلحة الشخصية فقط، ولا تبالى بالمصالح العامة وهو ما سبب ضعفها وانصراف الجماهير عنها فضلا عن كثرة انشقاقات الاحزاب من الداخل وخلافاتها التى ملأت المحاكم والميادين ووسائل الاعلام وهو ما افقد تلك الاحزاب مصداقيتها بينما يرى خالد العيسوى القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى ان السبب الرئيسى لعزوف المصريين عن الانضمام للاحزاب يعود لعدم قدرة هذه الاحزاب على التأثير فى الحياة السياسية والعامة خاصة فيما يتعلق بمشاكل الحياة اليومية التى تواجه غالبية المواطنين اضافة لسقوط ورقة التوت الاخيرة التى كانت تغطى سلبيات هذه الكيانات الضعيفة، وهو ما اتضح عند عدم قدرة اى حزب على مواجهة الجماعة المحظورة حتى حزب الوفد صاحب التاريخ الطويل واشار العيسوى لضرورة قيام هذه الاحزاب بالبحث عن وسائل جديدة لمخاطبة المواطنين والتأثير فيهم من خلال المساهمة فى حل القضايا العامة وطرح بدائل جديدة امام المواطنين لان الكارثة ستكون كبيرة عند وصول حزب لقمة السلطة فى ظل الدستور الجديد