قال مصدر أمني كويتي، إن الخلية الإرهابية التي تم ضبطها في البلاد، أول أمس الخميس، وبحوزتها كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، اعترفت بانتمائها إلى "حزب الله" اللبناني، لافتا إلى أن تحقيقات جارية حاليا مع 9 مواطنين إيرانيين ولبنانيين يشتبه في علاقتهم بالخلية، التي تعد الأخطر في تاريخ البلاد، وفق وصف وسائل إعلام كويتية. ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية في عددها، اليوم السبت، عن المصدر الأمني ما قلت إنها «تفاصيل مثيرة» حول قضية ضبط عناصر من «خلية إرهابية» بحوزتهم أكبر كمية أسلحة ومتفجّرات يتم ضبطها في تاريخ البلاد. المصدر أوضح أن القضية بدأت بمعلومات سرية وردت إلى وزارة الداخلية منذ عام تقريباً عن وجود مخطط إرهابي يستهدف الكويت عن طريق خلية نائمة تابعة ل«حزب الله»؛ حيث شكّل الوكيل المساعد للأمن الجنائي، اللواء «عبد الحميد العوضي»، فرقة خاصة لمتابعة الأمر، والتأكد من صحة المعلومات، إضافة إلى رصد ومتابعة تحركات هذه الخلية، لافتاً إلى أن الفرقة الخاصة تم تشكيلها قبل إنشاء فرقة جمع السلاح بعدة أشهر. وبيّن أن الفرقة الخاصة رصدت اتصالات عديدة بين أعضاء في الخلية الإرهابية وأعضاء من «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى سفر العديد منهم للبنان لتلقي دورات تدريبية استخباراتية وقتالية، مؤكداً أن كل هذه الأدلة موثقة لدى رجال الأمن. وأفاد بأن أعضاء الخلية النائمة، التي تم ضبطها أمس الأول، أدلوا باعترافات تفصيلية عن الأنشطة التي يقومون بها، وأنهم تابعون للجناح العسكري ل«حزب الله» اللبناني، كما أنهم تفاخروا أمام رجال المباحث خلال التحقيقات بانتمائهم إلى هذا الحزب، مبيناً أنهم اعترفوا أيضاً بمسؤوليتهم عن الأسلحة والمتفجّرات التي تم ضبطها في مزرعة ومنزلين تابعون لهم في منطقة العبدلي بمحافظة الجهراء، شمالي البلاد. وحول آلية دخول الأسلحة والمتفجرات إلى البلاد، أفاد المصدر بأن القضية برمّتها تحولت إلى أمن الدولة، وجارٍ تكثيف البحث للوقوف على الطريقة الحقيقية التي دخلت بها هذه الكمية الهائلة، لافتاً إلى أن عدد المتورطين الحقيقيين في القضية حتى الآن 4 مواطنين (3 مواطنين تم العثور على المتفجرات معهم أول أمس الخميس، وشخص رابع لم يذكر جنسيته). تحقيقات مع 9 مقيمين إيرانيين ولبنانيين وكشف المصدر عن تحقيقات تجري حالياً مع 9 مقيمين إيرانيين ولبنانيين يشتبه في علاقتهم بالخلية الإرهابية، وجارٍ البحث عن آخرين مشتبه بهم من نفس الجنسيتين. وبيّن أن الفرقة الخاصة بالقضية تعمل منذ نحو عام بالضبط في هذه القضية، ومستمرة في عملها حتى يتم ضبط جميع العناصر الإرهابية المتورّطة في الأمر، لافتاً إلى أنه جارٍ رصد جميع الأماكن المشبوهة التي يمكن أن تُستغل في عمليات تخزين ممنوعات وأعمال إرهابية، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد مداهمات عديدة لكل الأماكن المرصودة بعد اتخاذ الإذن القانوني. ولفت المصدر إلى عدد من المداهمات نفذها رجال الأمن والمباحث الجنائية، أمس، على عدد من المنازل التي اشتبه في وجود أسلحة بداخلها، لكن لم يتم العثور على أي شيء، مؤكداً أنه ستتم مداهمة أي منزل يشتبه بوجود أسلحة بداخله بعد الحصول على إذن نيابة، وذلك حفاظاً على الأمن العام في البلاد. وشدد على ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين مع أجهزة الأمن، والإبلاغ عن أي أمر قد يضرّ بمصلحة البلاد. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، أمس الأول الخميس، عن أكبر ضبطية من الأسلحة والمتفجرات في تاريخ البلاد كانت مخبأة في مزرعة ومنزلين تعود ملكيتهم لثلاثة عناصر في «خلية إرهابية». وفي بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أوضحت الوزارة أن الأسلحة المضبوطة عبارة عن «19 ألف كيلو ذخيرة متنوعة بينها 56 قذيفة (آر بي جي)، و144 كيلو غرام متفجرات متنوعة من مادة TNT شديدة الانفجار ومادة PE4 ومواد أخرى شديدة الانفجار، و65 سلاحاً متنوعاً، وثلاثة مدافع (آر بي جي)، و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية». يأتي بينما نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصادر وصفتها «متطابقة»، دون أن تسميها، إن عدم إعلان الكويت رسمياً الاتهام ل«حزب الله»، حتى الآن، يعود إلى «الدبلوماسية التي تنتهجها الكويت في مثل هذه الأحداث». تضامن خليجي من جانبها، أعلنت دول الخليج مساندتها الكاملة للكويت في إجراءاتها ضد الإرهاب. وأشاد أمين العام «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، «عبداللطيف الزياني»، بجهود الأجهزة الأمنية في الكويت «التي تمكنت من إلقاء القبض على الخلية الإرهابية، التي كانت تنوي استخدامها في زعزعة أمن البلاد واستقرارها». وأعرب في بيان، أمس، عن «دعم دول المجلس ومساندتها للكويت في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والحفاظ على سلامة شعبها والمقيمين على أرضها ومكافحة عصابات الإرهاب المجرمة، وإفشال مخططاتها الدنيئة». وقال إن «كمية وأنواع الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي خزنها الإرهابيون تبرهن على حجم مخططاتهم الإجرامية الدنيئة، إلا أن يقظة وكفاءة أجهزة الأمن الكويتية أحبطت محاولة هذه الخلية الإرهابية»، وأكد أن دول الخليج «ستظل عصية على الإرهابيين والقوى المحرضة، ولن ينالوا من أمنها واستقرارها».
