أخشى أن تفتح الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى انطلاقاً من أرضية »الإسلام الوسطى« الذى يحترم ويقدر التعايش مع الآخر واحترام عقائد الآخرين.. أخشى أن تفتح علينا بابا للفتنة لا يمكن غلقه.. »فتنة« تجعل »المصيبة« جليلة وخطيرة لأنها هنا هى مصيبة فى »الدين« الإسلام - فكل مصائب الدنيا تهون إلا المصيبة فى الدين.. وهكذا فإن الدعاء المأثور يحذرنا من أن تقع فى هذه الفتنة »اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تجعل الدنيا مبلغ علمنا وهمنا«.. من تابع مثلى وأحسب أنهم »ملايين« المناظرة الثلاثية بين الاعلامى إسلام البحيرى والدكتور أسامة الأزهرى والداعية الحبيب على الجفرى التى أدارها الإعلامى والصحفى الزميل خيرى رمضان على فضائية »سى بى سى« مساء أمس الأول - حتى 3,30 فجراً يستشعر بل يدرك عن يقين أن هناك مؤامرة بالفعل على الإسلام والمسلمين تستهدف تشكيك المسلمين والإسلام فى مصر وغيرها من بلاد العالم الإسلامى الذى يعانى من ويلات التطرف والإرهاب وليس أدل على ذلك ما يفعله »الدواعش« فى بلاد العرب والمسلمين لصالح »الصهيونية العالمية« التى تستهدف نقسيم المنطقة وتدمير الاسلام لصالح »بنى صهيون«.. وأدعى وأنا واحد أحسب نفسى - أعوذ بالله من الغرور والكبد - وبحكم عملى صحفياً من »النخبة المثقفة« خصوصاً تلك النخبة التى لديها قدر معقول من الثقافة والعلوم والخبرة والتجربة ما تمكنها من الحكم أو تقدير ما يجرى من أمور على الساحة سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو حتى دينياً وهل يتفق مع المصلحة العليا والأمن القومى لمصر أم لا؟.. لكننى وبحق قد تسرب إلى بعض الشك ولا أقول كل الشك فى معتقدات وثوابت لدينا نحن المسلمين فى ديننا الإسلامى الحديث أن ما أثاره »البحيرى« من أشكاليات تشكك فى العقيدة الراسخة إنما بحق - حسب نظرى - هو الفتنة بعينها وهو يتباهى بأن له جمهور يتابعه ومن أجل جمهوره فقط قد يعيد تصحيح أدائه وأسلوبه فى تناول المسائل الدينية.. وكان أخطر ما أثاره وبحق مسألة أن هناك فرقاً بين الأمر الإلهى والأمر الرسولى أى أمر وما يتحدث به النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونسى أو تناسى أنه أى »محمد« لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى »صدق الله العظيم«.. عموماً لن أخوض فى تفصيل وتحليل ما جاء فى هذه المناظرة.. بقدر ما أحذر منه.. حيث كشفت هذه المناظرة أن هناك بالفعل مخططاً للتشكيك فى الإسلام والمسلمين وثوابت الدين.. فهناك ثوابت وأصول للعقيدة.. مجرد الحديث فيها يحدث بلبلة وشكاً لدى العامة من جمهور المسلمين.. بل يفتح مجالاً للجدل الذى يفسد ولا يصلح ويهدم ولا يبنى وأخيراً وليس آخراً فإن استراتيجية »الفوضى الخلاقة« التى دشنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بشأن السيطرة على منطقة الشرق الأوسط وبلاد العرب - النفط - والتى من بينها إثارة الفتن والتشكيك فى المعتقدات والديانات خاصة الإسلام.. هذه »الفوضى« نشطت مرة أخرى وهى الآن على أشدها فى الإعلام.. وللحديث بقية - إن شاء الله. حفظ الله مصر