التقى سامح شكري وزير الخارجية، الرئيس الكيني أورو كينيتا اليوم الأربعاء، قبيل انتهاء زيارته الحالية للعاصمة الكينية نيروبي، وسلم الوزير شكري رسالة مكتوبة إلى الرئيس الكيني من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعرب فيها عن تقديره للرئيس كينيتا وعن الرغبة في مزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات بما يليق بالعلاقة التاريخية بين الشعبين. وطلب كينيتا نقل عميق تقديره للرئيس السيسي، مؤكدًا على تطلعه لمقابلة الرئيس على هامش القمة الإفريقية المقبلة في أديس أبابا لاستكمال المناقشات حول سبل ووسائل تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية، فضلاً عن التشاور حول العديد من القضايا على الساحة الإفريقية ويأتي في مقدمتها التنمية الشاملة وتحقيق الرفاهية للشعوب الإفريقية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن الوزير شكري أحاط الرئيس كينيتا بنتائج أعمال الدورة السادسة للجنة المصرية الكينية المشتركة وما تم تحقيقه من إنجازات والتوقيع على مجموعة من اتفاقيات ومذكرات التفاهم. وأكد على التوجه الإستراتيجي لمصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع إفريقيا بصفة عامة وكينيا بصفة خاصة، كما أكد شكري على توفر الإرادة السياسية لتطوير العلاقات مع كينيا، مشددًا على دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في تقديم كل الدعم والمساعدة الممكنة للأشقاء في كينيا. وأشار شكري إلى المساهمة المصرية في القطاع الصحي بكينيا من خلال تقديم 4 وحدات في مجال الغسيل الكلوي ووحدة مناظير للجهاز الهضمي وحفر مجموعة من الآبار الجوفية في المناطق القاحلة في كينيا، فضلاً عن علاج 10 أطفال في مستشفى السرطان في القاهرة سنويًا، منوهًا بالمجالات الواسعة للتعاون في إطار الوكالة في قطاعات مثل الزراعة والري والطاقة، بالإضافة للتدريب في مجالات الشرطة والأمن وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري تناول قضية مياه النيل، مؤكدًا أنها قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، حيث تعتمد على توفير احتياجاتها اليومية من الشرب والزراعة والري من خلال مصدر وحيد هو نهر النيل. وأعرب الوزير شكري عن تطلع مصر لاستمرار الدور الكيني البناء للتوصل لاتفاق يراعي مصالح الجميع دون الإضرار بأي طرف من الأطراف. وقال عبد العاطي إن الرئيس كينيتا أعرب عن شكر وتقدير بلاده العميق لما قدمته مصر خلال مرحلة ما قبل الاستقلال ودعم التنمية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي قام به الرئيس عبد الناصر في دعم حركات التحرر الوطني مع الأباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية. كما أعرب الرئيس كينيتا عن تقدير بلاده لاستمرار الدعم المصري والمساعدات الطبية خاصة في مجال السرطان وعلاج الأطفال الكينيين في القاهرة، منوهًا إلى أن مياه النيل هي ملك لجميع دول حوض النيل، وأن الجميع شركاء فيها، وأنه يجب الاستناد إلى مبدأ تحقيق مكاسب لجميع الأطراف والتعاون المشترك والحفاظ على نهر النيل للأجيال الحالية والمقبلة، مؤكدًا أن بلاده لا تدخر وسعًا لتقريب وجهات النظر وصيانة مصالح كل طرف وأنه يمكن لمصر أن تعتمد عليها في هذا الصدد. وأكد كينيتا على تطلع بلاده للتعاون مع مصر في مكافحة الإرهاب والتدريب المشترك في هذا الشأن، مشيرًا إلى ضرورة محاربة استغلال الدين لأسباب سياسية، وأن مصر لها دور قيادي في هذا الشأن، وعقب الوزير شكري أن مصر تقوم بدور رئيسي في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا على دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للإسلام الوسطي في العالم.