كشفت الإحصائيات التي رصدها الجهاز المركزي للتعبئة العامةوالإحصاء في كتابه "المرأة والرجل في مصر 2014" عن أن معدل البطالة للإناثأعلى من معدل البطالة للذكور ، وقد تذبذب المعدل بين الانخفاض والارتفاع ليصللأعلى معدل عام 2013 وهو 24.3% للإناث مقابل 9.7% للذكور وذلك بسبب الظروفالراهنة والحالة الاقتصادية التي تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير ، فضلا عن أنمساهمة الإناث في قوة العمل أقل بكثير من الذكور وتبدأ منخفضة في فئة العمر(15-19 سنه) 7.6% ، ثم تتدرج في الارتفاع لتصل إلى أعلى معدلاتها 32.1% في فئةالسن (20-25 سنه) ثم تعاود الانخفاض تدريجيا لتصل إلى 5.8% بين الإناث فيالفئة العمرية (60-64 سنه ).. وفى هذا الإطار ومن منطلق ما يقوم به المجلس القومي للمرأة من جهود منأجل النهوض بأوضاع المرأة الفقيرة والحد من البطالة بين النساء ، وتطبيقاًلمبدأ التعاون بين الوزارات والهيئات المختلفة في الحكومة المصرية من أجلتنمية المجتمع ورفع قدرات وكفاءة عمالة المرأة المصرية.. قام مركز تنمية مهارات المرأة بالمجلس بتنفيذ مشروع "المرأة للعمل" فيإطار اتفاقية التعاون التي وقعها مع وزارة التجارة والصناعة والاستثمار (مجلسالتدريب الصناعي ) بشأن التعاون المشترك بينهما للحد من بطالة المرأة وتمكينهااقتصاديا من خلال تنفيذ البرنامج القومي للتدريب من أجل التشغيل لتنميةالمهارات الفنية والمهنية والسلوكية لخمسون ألفاً من الإناث الباحثات عن العمللتأهيلهن لشغل مواقع إنتاجية في القطاعات الصناعية والاقتصادية المختلفة أوللدخول في مجال العمل الحر وريادة الأعمال.. وقد أكدت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس أن هذه الاتفاقية التي تمتوقيعها تستهدف إتاحة فرصة تشغيل 50 ألف سيدة بجميع محافظات مصر بناءاً علىسوق العمل نظراً لاحتياج المصانع لأيد عاملة نسائية في مجالات محددة ، وسيتمهذا من خلال فروع المجلس بالمحافظات ، مؤكدةً أن المهمة كبيرة جداً من خلالتوصيل المشروع لأكبر عدد ممكن من السيدات ونشر الفكرة بكل محافظة من خلالوسائل الإعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية والتنسيق مع الجمعيات الأهلية ، كماسيتم تدريب السيدات الراغبات في العمل بكل من مركز الصناعات ومركز تنميةمهارات المرأة بالمجلس ، مؤكدةً أن هذا المشروع يعتبر من أفضل المشروعات لأنهدفه هو تقوية ودعم مكانة المرأة اقتصادياً مشيرة إلى أهمية التمكين الاقتصاديللمرأة باعتباره الآلية التي تجعل المرأة تعتمد على نفسها ويكون لها قيمة فيالمجتمع.. وسعياً للتعرف على احتياجات سوق العمل بالمحافظات المختلفة ، استهلالمشروع زياراته بزيارة لمحافظة سوهاج ، بحضور عبلة الهواري مقررة فرع المجلسبالمحافظة ، حيث تضمنت الزيارة عقد مجموعه اجتماعات للتعرف على احتياجاتالمحافظة.. حيث أشارت الرائدات الريفيات وصاحبات الأعمال بسوهاج إلى وجود مجموعهتحديات تواجه المحافظة من بينها مشكلة توقف المناطق الصناعية والشركات التييعمل بها الآلاف ، وصعوبة تسويق منتجات حرفة التلي وغلاء أسعار خاماتها حيثيعمل بهذه الحرفة من 3000 إلى 4000 سيدة.. كما اقترح ممثلو الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني بسوهاج أهمية تكوينشركات يعمل الشباب بها، وضرورة الاستفادة من الطاقة الشمسية في الحياة اليوميةوفى خلق فرص عمل ، وأهمية النهوض بالحرف اليدوية التراثية التي شارفت علىالاندثار ، وإقامة نقابة لأصحاب المشروعات الصغيرة.. وتعليقاً على زيارة سوهاج أكدت السيدة عفت الشوكى مدير المشروع خلالاجتماعها مع شركة ستينج للاستشارات أن الزيارة الاستطلاعية إلى سوهاج كشفت عنوجود عدد هائل من الشباب والجمعيات النشطاء العاملين بالتنمية المجتمعية ،مشددة على وجود فئات معينة في حاجة إلى مساعدة من خلال المشروع وهى السيداتوالشباب الذين كانوا يعملوا بالمصانع والشركات التي تم إغلاقها لأسباب مختلفةفضلا عن السيدات والفتيات العاملات في الحرف اليدوية التراثية اللاتي غيرقادرات على البيع بشكل مؤثر وفعال ، وضرورة العمل مع الهيئات المختلفة التييمكن أن تساعد بالبيانات والمعلومات الموجودة بالفعل مثل جهاز بناء وتنميةالقرية المصرية التابع لوزارة التنمية المحلية ووزارة التضامن الاجتماعي ،مشيرةً إلى الاتفاق الذي تم مع شركة ستينج على النهوض بحرفة التلى والترويجلبعض منتجات التلى من سوهاج لدبى.. تجدر الإشارة أن المشروع يضم 4 محاور رئيسية هي محور التدريب الاساسى وهولا يستهدف التوظيف في مهنه معينه في نهايته ، ومحور التدريب المهني وهوالتدريب على مهنه سواء في مصانع أو شركات ويستهدف وظيفة معينه في نهايته ومحورالتدريب على تنمية الأعمال المجتمعية ويستهدف نوعين من النساء من تريد أن تكونصاحبة مشروع متناهي الصغر أو من تريد أن تدير عدد من السيدات في مشروع معين ،وأخيراً محور العمل في مؤسسات المجتمع المدني الشبابية الذين لديهم مشاريعللتنمية المجتمعية ، مؤكدة أن هذا المحور يعتمد على الشباب الذين لديهم مشاريعقائمة بالفعل على أرض الواقع .