لم يدر بخلد العاطل، أن تدفعه أطماعه لارتكاب جريمة قتل بشعة مكتملة الأركان، ولم يتخيل أن حاجته للأموال ستكون هى طريقه إلى الشيطان، والجريمة، حيث جلس العاطل، يبحث عن طريقة لعبور محنته المالية التى ألمت به مؤخرا، فهداه شيطانه إلى التفكير فى اختطاف أحد الأشخاص ومطالبة أسرته بسداد فدية قدرها 100 ألف جنيه، لإطلاق سراح المجنى عليه، إلا أن الأقدار كانت سببه الأول فى ارتكاب الجريمة، حيث تأخرت أسرة العامل، فى سداد الفدية، فلم يجد العاطل ملجأ سوى إنهاء حياة العامل المختطف، وبإلقاء القبض على المتهم، وإحالته إلى النيابة العامة، أمر رفعت فيصل، وكيل أول النيابة العامة بقليوب، بحبسه على ذمة التحقيق، كما صرحت النيابة برئاسة حسن خليل، بدفن جثة المجنى عليه بعد توقيع الكشف الطبى عليها. بدأت الواقعة، عندما تلقى العميد ممدوح عبداللطيف، مأمور مركز شرطة قليوب، بلاغا باختفاء "ميلاد. ع "، 26 سنة، فى ظروف غامضة، وبإخطار اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، قام اللواء عرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائى، بالإشراف على فريق البحث والتحرى الذى قاده العميد سامى غنيم، رئيس المباحث الجنائية، وكشفت التحريات التى جمعها العقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، أن وراء اختفاء المجنى عليه عاطل يدعى "عرفه .ع"، 28 سنة، وأضافت التحريات أنه آخر شخص كان بصحبة المجنى عليه، وبتقنين الإجراءات البحثية، وإعداد الأكمنة اللازمة، تمكن المقدم أحمد حماد، رئيس مباحث مركز قليوب، بمعاونة النقيبين سامح شوقى، ومحمد رفعت أبوسريع، معاونى المباحث، من إلقاء القبض على المتهم .. وبمواجهته اعترف بقيامه باستدراج المجنى عليه إلى منطقة كرداسة بالجيزة على الطريق الصحراوى بحجة شراء لوط خردة، وفى الطريق قام بتوثيق يديه بالحبال، واتصل بأسرته وطلب منهم دفع مبلغ 100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه، وعندما تأخرت الأسرة فى دفع المبلغ، فاشتاط المتهم غيظا، فانهال على رأس المجنى عليه بعدة ضربات بصخرة، فسقط المجنى عليه على الأرض غارقا فى بحيرة دموية، وتم العثور على الجثة، ونقلها إلى مشرحة المستشفى، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.