من المؤكد أن قادة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عندما أقدموا الأسبوع الماضى على قطع رأس الصجفى الأمريكى ستيفن سوتولوف بعد اسبوعين من فطع رأس زميله جيمس فولي أرادوا أن يوجهوا رسالة الى صناع القرار في العالم قبيل إجتماع قمة الناتو بأن التنظيم دخل معهم لعبة التحدي عن بعد وهي رسالة أدرك أبعادها قادة حلف الأطلسي وكأن قادة التنظيم الإرهابى أرادوا ارباك هؤلاء القادة حيث سارع الرئيس الأمريكى أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى اعلان أن إرهاب داعش لن يخيفهم ليبدو أن الإدارة الأمريكية قررت تخوض حربها ضد "داعش" وأن تصرف العفريت الذى أحضرته بعدما بدأت تتذوق مرارة هذه الوجبة التى صنعتها لتقلب الدول العربية على رأس ساكنيها فقررت إعلان الحرب على عذا التنظيم الإرهابى بعدما ثارت موجة من السخط العارم داخل الولاياتالمتحدة وفى دول أوربا ليخرج علينا الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام قمة حلف الاطلسي فى مقاطعة ويلز البريطانية الجمعة الماضية ويعرب عن ثقته بأن التنظيم سيهزم مؤكدا أن ائتلافا دوليا واسعا سيشكل لمواجهة هذا التنظيم وأنه سيتم إضعاف "داعش" موكدا أنه تم حشد القدرات والموارد لمواجهته مشددا على تصميم الناتو على القضاء على مقاتلي تنظيم "داعش" بالتعاون مع الحلفاء. وبدا واضحا أن تزايد المخاوف من خطر تنظيم "داعش" المتطرف على دول الناتو كان الدافع وراء الإعلان عن تشكيل قوة رد سريع من الدول الأعضاء لمواجهة خطر الإرهاب فى العالم وهذا ما أكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عندما قال" أن تهديد المتطرفين تضاعف من خلال تشكيلات جديدة في العراق وسوريا مضيفا " هذان خطران من جملة مخاطر نواجهها في الناتو" . وظهر جليا أن مناقشات قمة الناتو كشفت عن أن الضربة المقررة ضد داعش باتت مسألة شبه محسومة سواء بمساعدة القوات العراقية عسكريا أو بالتدخل العسكري المباشر إذا رغبت بغداد في ذلك وذل فى الوقت الذى ترددت أنباءعن نية حلف شمال الأطلسي الاستعانة بقوات عربية رمزية للمشاركة في الضربة المنتظرة. عموما وفى واقع الحال فأن قمة الأطلسي إنعقدت في ظل تعدد الازمات داخل الدول الأعضاء ذاتها اذ أنه الى جانب تهديدات تنظيم "داعش" لا على دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا فحسب ولكن أيضا على مصالح صناع القرار في المنطقة وخارجها وهو ما دفعها إلى إتخاذ قرارات سريعة نتمنى أن تعمل على معالجة الموقف السلبى من الإرهاب الذى يجرى فى العراق وسوريا وبالطبع فى مصر وعلينا أن ننتظر ماذا ستفعل واشنطن ولندن وباريس وبرلين امام إرهاب "داعش" وهل ستذهب الإدارة الأمريكية إلى ما ذهبت اليه بعد هجمات سبتمبر التي ردت عليها باجتياح أفغانستان ومنها اجتياح العراق الذي تحول وعلى مدى عقد مضى الى ساحة للصراعات الإقليمية والطائفية بالوكالة وإلى محضنة للإرهاب من "القاعدة" الى "النصرة" ف"داعش" وما تفرع عنها من تنظيمات إرهابية تعيث فى الأرض فسادا فتقتل وتدمر تحت راية الإسلام ليظهر لنا جليا مدى التآمر الدولى على منطقة الشرق الأوسط . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.