هل عض لويس سواريز كتف جيورجيو كيليني؟ ام اصطدم بكتفه في حادث غير مقصود؟ فيفا تحقق، لكن سوابق سواريز قد تساهم في وقفه عن اللعب مع منتخب بلاده طيلة مباريات مونديال 2014. إنه زمن المونديال، وهو الزمن الردىء بالنسبة إلى "سكوادرا آزورا"، او الفريق الإيطالي القادم بأزرقه، ببيرلو وأترابه، وبالنسبة إلى كل من يشجع "الطليان" في عالم الكرة. وحتى المباراة الأخيرة مع "الزملاء" من الأوروغواي، كان التعثر الإيطالي لبانة في كل فم شامت، وسيرة على كل لسان لائم... حتى كانت "عضة" المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز في كتف المدافع الإيطالي جيورجيو كيليني. وهكذا، تحول الزمان إلى زمن العض. عضة ام مؤامرة؟ العضة فيها نظر. هكذا يقول المسؤولون الفنيون لمنتخب الأوروغواي، لأن المسألة لم تثر على انها "سواريز عض كتف كيليني"، إلا عندما تقصد الصحفيون البريطانيون رمي اسئلتهم جزافًا، مع توجيه دفتها نحو اتهام سواريز بقضم كتف كيليني عن سابق تصور وتصميم، بينما كل ما في المر أن فم سواريز ارتطم عرضًا بكتف كيليني، والدليل هو الألم الذي شعر به مهاجم الأوروغواي بعدها، كما تبين الصور والمقاطع المصورة للحدث وما بعده. واتهم التلفزيون الأوروغواني الصحافة البريطانية بالسعي منذ البداية للانتقاص من قدر الفوز الذي حققه سواريز ورفاقه على المنتخب الإيطالي. وقال تقرير رياضي في موقع إلكتروني أوروغوياني: "في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، سأل المراسلون البريطانيون المدرب أوسكار تاباريز مرارًا حول ما حصل، وكانوا يقولون إن سواريز عضّ كيليني، وكانت نيتهم الدفع بالفيفا إلى طرد لويس، وعلى هؤلاء الانجليز أن يتذكروا كيف ربحوا كاس العالم 1966 بهدف خاطئ تمامًا". والجدير بالذكر أن نهائي كأس العالم لكرة القدم 1966 حدث في بريطانيا بين المنتخبين الإنكليزي والألماني الغربي، في 30 (يوليو) 1966. فاز في المباراة المنتخب الإنكليزي بنتيجة 4-2 بملعب ويمبلي بمدينة مانشستر، وحصل على كأس العالم. وحينها، سجل المهاجم الانكليزي جيوف هورست هدفًا إنكليزيًا مشكوكًا بصحته في المرمى الألماني، لكن حكم الراية أخبر حكم المباراة أن جيوف تجاوز الخط، لكن الحكم ما تراجع، وأعلن صحة الهدف الإنكليزي، ما أغضب اللاعبين الألمان الغربيين حينها. دراكولا؟ وأثارت الصحافة في الأوروغواي مسألة العضة بشكل واسع، فقللت صحيفة "إل أوبسيرفادور" من شأن المسألة برمتها، مؤكدة انتفاء الدليل الحسي على وجود العضة أصلًا. وقال محرر الرياضة في الصحفية: "ليس ثمة صورة واحدة تؤكد حصول ما يقولون إنه عضة، فهناك صورتان في التداول الاعلامي، واحدة يرفع فيها كيليني قميصه للحكم، يظهر فيها وكأن مصاصًا للدماء قد زاره ليلًا، وأخرى لا دليل على اي عضة. فهل هذا تلاعب بالصور؟" لم تؤكد صحيفة "أولتيماس نوتيسياس" أو تنف الواقعة، لكنها سألت لم لا يتكلمون عما اصاب فك وعين سواريز اثناء الاصطدام بالمدافع الإيطالي؟ ونقلت عن سواريز قوله: "هذا عادي، ويحصل دائمًا في المباريات، وهو من صدمني بكتفه". وفي إيطاليا، عنونت "غازيتا ديلو سبورت: "عودة دراكولا. سواريز أسوأ من تايسون"، بينما وصفت صحثفة "توتوسبورت" الحادثة بأنها لحظة من الجنون المخزي، وقال "لا ستامبا" إن إيطاليا خسرت معركتها مع مصاصي الدماء. أما العنوان المشترك في الصحافة الألمانية فكان: "سواريز آكل لحوم البشر يضرب مجددًا"، غامزة من قناة عضة سابقة وجهها هذا اللاعب للاعب تشيلسي برانيسلاف إيفانوفيتش، أوقف بعدها 10 مباريات. وحدها صحيفة هيت لاتست نيوز البلجيكية وصفتها ب "السن الإلهي". فيفا تحقق وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا إنه فتح تحقيقًا في الحادثة، ذاكرًا في بيان أنه يمكنه تطبيق المادة 77 من لائحة الانضباط، التي تنص على حق لجنة الانضباط داخل الاتحاد في معاقبة كل من يرتكب أعمالًا عنيفة لم يتم اتخاذ إجراءات بشأنها من قبل الحكام أثناء المباريات. وأوضح أنه سيستدعي سواريز أو أحد ممثلي اتحاد الكرة الأورغوياني لتقديم تفسيرات واضحة حول هذا ما حدث في المباراة مع إيطاليا. وتعتمد تحقيقات فيفا على تقارير حكام المباراة وأقوال الأطراف المختلفة والشهود والأدلة المادية وتسجيلات الصوت والصورة. وبحسب أنظمة فيفا، يفترض أن يواجه سواريز عقوبة قاسية قد تحرمه من مواصلة اللعب مع منتخب بلاده الذي بلغ الدور الثاني من نهائيات كأس العالم. وأكد فيفا أن أمام سواريز واتحاد الكرة في الأوروغواي حتى مساء الأربعاء لعرض موقفهم وتقديم أي دليل بشأن الحادث. وبدا سواريز مطمئنًا حيال التحقيق، وقال: "أعتقد أن الحوادث التي تحدث في الملعب يجب أن تبقى في الملعب". توتر وترويج أثارت عضة شواريز لكتف كيليني في مباراة الثلاثاء تفاعلًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد المطالبة بطرده من كأس العالم، وحرمانه من اللعب لعامين، فيما طالب آخرون بحرمانه مدى الحياة. وعبر رياضيون حول العالم عن غضبهم على تويتر. فغرد اللاعب الانكليزي المعتزل غاري لينيكير غير مقتنع بحجة سواريز، وقال: "لم يمسك سواريز أسنانه". وتساءل لاعب مانشستر يونايتد مايكل كاريك بسخرية: "أمتأكد أنها لم تكن عضة؟ لا يمكن إلا أن تكون!؟". وكتب ضحية أشهر عضة في التاريخ الرياضي، الملاكم ايفاندر هوليفيلد، مغردًا: "أعتقد أن أي عضو في الجسم يستخدم اليوم للأكل". وغرد اللاعب الإنكليزي السابق ماثيو لي تيسير: "من المشوق أن نرى كيف سيتعامل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر مع عضة سواريز". أما الصرعة الأجمل على تويتر فكان استثمار ماكدونالدز الأوروغواي للعضة من أجل الترويج لمنتجها "بيغ ماك"، وتاكيد شوكولا سنيكرز أنه أشهى للأكل من اللاعبين الإيطاليين.