عقب اندلاع الازمة الدموية القاتله فى محافظة اسوان بين قبيلتين طار الى هناك المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء ورافقه واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية للتوصل لحقيقه المجزرة التى اندلعت بين عائلتى "الدابودية والهلايل" شرق مدينة أسوان، وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً وإصابة حوالى 31 آخرين. وعقد محلب، اجتماعات مغلقة مع ممثلين من العائلتين لبحث وقف إطلاق النار بين العائلتين وفرض هدنة بين الطرفين. وانتهى الاجتماع إلى عدة توصيات أهمها "قرار رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة من رئاسة الوزراء، للوقوف على أسباب الفتنة التى اندلعت بين الطرفين، بالإضافة إلى حصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين فى إشعال هذه الفتنة وذلك فى حضور اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان. وقالت مصادر امنية إن النوبيين طالبوا بفرض حظر تجوال بمنطقة "السيل الريفى" شرق مدينة أسوان والتى وقعت فى نطاقها الأحداث. وان القبائل النوبية لم تعتد على الدماء، لو كان هناك تدخل أمنى فى الوقت المطلوب، لما وصل أعداد القتلى لهذا العدد الكبير، موضحاً أنه كان هناك احتجاز لأفراد لدى كل عائلة من العائلة الأخرى، وكان هناك تفاوض بين العائلتين، وأنهم طلبوا أن يكثف الأمن وجوده حتى لا يتفاقم الوضع. وأشارت المصادر إلى أن الخلاف بدأ يوم الأربعاء، وتم التصالح، وفجر مفاجأة جديدة عندما أكد أن اللافتات السياسية التى كتبت على الجدران هى التى زادت الأمور حدة. من جانبه، لفت الشيخ محمد عبدالعزيز، وكيل وزارة الأوقاف بأسوان، إلى أن الشخص الذى كتب العبارات المسيئة لقبيلتى "الهلايل" و"الدابودية" مدرس ينتمى لجماعة الإخوان "الإرهابية"، ويجرى البحث عنه من جانب القيادات الأمنية، مشددا على أن ما حدث يعد فتنة متعمدة من الجماعة، متابعاً أن هدف الإخوان بشكل عام نشر العداوة والبغضاء بين الشعب المصرى بأكمله. وافاد مصدر أمنى، بأن جهاز الأمن الوطنى بالتنسيق مع مباحث أسوان، توصلوا إلى هوية المتهمين فى مجزرة أسوان التى راح ضحيتها 24 قتيلا و32 مصابا، إثر اندلاع اشتباكات بين عائلتين. وأضاف المصدر، أن أجهزة المباحث قد تلقى القبض على المتهمين خلال الساعات المقبلة، وتعمل لتحريز السلاح المستخدم فى المجزرة، وأن هناك فريقا بحث للتوصل إلى مصدر السلاح بالنوبة. وأعلن عدد من الأهالى رضاهم الكامل، بسبب تواجد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وسط الأهالى وإصراره على السفر لأسوان، رغم اشتعال الأحداث، وعدم مغادرة المكان إلا بعد الصلح بين الطرفين. واتهم عدد من الأهالى المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية بتدعيم عائلة بنى هلال بأسوان منذ 3 سنوات خاصة بعد ثورة 25 يناير، وأن السبب الأول فى المجزرة هى الجماعة الإرهابية، لاسيما أن مدرسا إخوانيا كان العنوان الرئيسى فى المذبحة بعدما أكد الأهالى بأنه وراء الأزمة بكتاباته المسيئة للعائلتين. وتشير المعلومات التى جمعها رجال البحث بأسوان إلى أن الجماعة الإرهابية قررت أن تسحب المشهد الإجرامى وأعمال العنف من العاصمة القاهرة والجيزة إلى جنوب صعيد مصر لإشغال الأجهزة الأمنية، وجرها إلى هناك وإرهاق المنظومة الأمنية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإظهارها أمام العالم الخارجى على خلاف الحقيقة بأن الجهاز الأمنى بات غير قادر على احتواء المشاكل الداخلية، وأن هناك فتن بين القبائل فى الصعيد، وإحداث حالة من الفوضى الضاربة فى البلاد من جنوبها إلى شمالها. كما تشير المعلومات إلى أن أهالى النوبة وأسوان نجحوا فى الثلاث سنوات الماضية فى تهريب كميات كبيرة من السلاح النارى عبر السودان إلى بلادهم، مستغلين قرب المسافات فضلا عن حالة الانفلات الأمنى التى كانت تعيشيها البلاد وانشغال الأجهزة الأمنية بالمظاهرات وأعمال العنف فى القاهرة ومحافظات الدلتا، بينما كان جنوب مصر خاليا من الأمن نهائيا، مما ساعد فى دخول كميات كبيرة من السلاح إلى هناك، وعقب اندلاع الثورة الليبية وانتشار الفوضى، تم تهريب كميات من السلاح أيضاً إلى أسوان، وبدأت تظهر الحوادث الجنائية غير المألوفة فى أسوان بسبب وجود السلاح بكثرة. وكشفت المصادر، أن حالة ركود السياحة فى الثلاث سنوات الأخيرة وحالة الفراغ التى يعيشها أهالى أسوان والنوبة ساعدت فى انتشار الجريمة وأعمال العنف، فضلا عن تهميش أسوان أمنيا عن طريق تعيين قيادات من الصف الثالث بوزارة الداخلية للعمل هناك، مما أدى إلى مزيد من حالات الانفلات الأمنى ووقوع المجازر ومن جانبها بدأت نيابة أسوان برئاسة أحمد قناوى مدير النيابة، التحقيق حول الأحداث الدموية التى شهدتها منطقة السيل الريفى بأسوان بين قبيلتى بنى هلال والدابودية، والتى أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 50 آخرين. وانتدبت النيابة فريقين اثنين لمباشرة التحقيق، ومعاينة جثث القتلى وسؤال المصابين، حول الواقعة. كما تباشر النيابة التحقيق مع ثلاثة متهمين تم ضبطهم، ووجهت لهم النيابة تهمة التحريض على العنف وإثارة الشغب والفوضى فى منطقة الأحداث. وأمرت النيابة بضبط وإحضار حوالى 12 متهماً من المتورطين فى الأحداث، لقى 5 منهم مصرعهم خلال الاشتباكات الدامية. وانتقل فريق من النيابة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسؤال المصابين حول الأحداث، كما انتقل فريق آخر إلى مشرحة أسوان الرئيسية لمناظرة الجثث، وأيضاً مشرحة مستشفى التأمين الصحى لمناظرة جثتين هناك، ومشرحة مستشفى أسوان العسكرى لمناظرة جثتين آخرتين هناك، ومعرفة الأسباب الحقيقية للحادث، حيث تبين إصابة 14 حالة من بين المتوفين بحالات ذبح قبل مصرعهم