أرسلت روسيا صواريخ متطورة مضادة للسفن إلى سوريا، في خطوة توضح عمق دعمها لنظام بشار الأسد، وهي صواريخ يطلق عليها «ياخونت»، مجهزة برادار متقدم، يجعلها أكثر فعالية، بحسب مسؤولين أميركيين على اطلاع بالتقارير الاستخباراتية السرية، اشترطوا عدم ذكر أسمائهم للحديث عن هذه الشحنات. وأوضحت جريدة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم السبت، في تقريرها الذي نشرته عن الصفقة التي تمت بين روسيا ونظام بشار، أن صواريخ «ياخونت» التي أرسلتها روسيا لبشار عكس صواريخ «سكود» وغيرها من الصواريخ «أرض - أرض» ذات المدى الأطول التي استخدمتها الحكومة السورية ضد قوات المعارضة، مشيرة إلى أنها مضادة للسفن وتعتبر سلاحا قويا يستطيع التصدي لأي محاولة من قبل قوات دولية لتعزيز مقاتلي المعارضة السورية. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن صواريخ «ياخونت» تعزز من قدرات نظام الأسد ضد أي اعتداء دولي على سوريا ضد النظام عن طريق فرض حظر بحري أو منطقة حظر طيران أو تنفيذ غارات جوية محدودة النطاق. وقال نيك براون، رئيس تحرير تقرير «إنترناشيونال دفنس رفيو» عن الصواريخ الجديدة: «إنها ستمكن قوات النظام من ردع القوات الأجنبية التي تتطلع إلى تقديم الإمدادات إلى المعارضة بحرا، أو القيام بدور أكثر فاعلية في حال الإعلان عن فرض منطقة حظر الطيران أو حظر بحري في مرحلة ما. إنها قاتلة للسفن بالفعل". ويبدي المسؤولون الأميركيون قلقا من أن تدفق الأسلحة الروسية والإيرانية إلى سوريا سيدعم اعتقاد الأسد الواضح أنه يستطيع أن الانتصار عسكريا، وقال السيناتور بوب كروكر، السيناتور الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية في بيان له أول من أمس، إن «شحنات الأسلحة هذه مخيبة للآمال، وسوف تعوق جهود دعم الانتقال السياسي الذي يصب في صالح الشعب السوري والمنطقة، مشيرا إلى أن هناك ضرورة ملحة الآن بالنسبة للولايات المتحدة لزيادة المساعدات إلى قوات المعارضة المعتدلة القادرة على قيادة سوريا ما بعد الأسد». من جانبه، قال السيناتور روبرت مينديز، ورئيس اللجنة في بيان له أيضا، إن «روسيا توفر غطاء لحاكم مستبد وتدافع عن نظام مفلس». وكانت سوريا قد طلبت نسخة الدفاع الساحلي من نظام «ياخونت» من روسيا في عام 2007 وتسلمت أولى البطاريات في مطلع عام 2011، وأن الطلبية المبدئية شملت 72 صاروخا و36 مركبة إطلاق ومعدات دعم وتم نشر هذه المنظومة في البلاد. وهذه البطاريات متحركة وهو ما يجعل من الصعب استهدافها، وتتكون كل واحدة منها من صواريخ ومنصة إطلاق لثلاثة صواريخ ومركبة قيادة وتحكم. وأكد مسؤولون روس مرارا على أن بيع الأسلحة إلى سوريا، ليس سوى تنفيذ لعقود قديمة، لكن بعض المسؤولين الأميركيين يبدون قلقا من أن الشحنات الأخيرة تهدف إلى الحد من الخيارات المتاحة أمام الولاياتالمتحدة إذا ما اختارت لتدخل لمساعدة الثوار. وخلال الآونة الأخيرة، حث مسؤولون إسرائيليون وأميركيون روسيا على عدم المضي قدما في بيع أسلحة الدفاع الجوي المتطورة «S - 300»، واستجاب الكرملين للمناشدات الأميركية بعدم بيع صواريخ «S - 300S» لإيران. ولكن رفض هذه الصفقة زاد، بحسب محللين، من الضغوط داخل المؤسسة العسكرية في روسيا على المضي قدما في تسليم الصواريخ إلى سوريا.