داخل عزاء المسير .. الكل يبكى الشيخ الجليل محيط - إيمان الخشاب د. محمد المسير - رحمه الله داخل مسجد رابعة العدوية اقيم عذاء الشيخ الفقيد محمد احمد المسير -أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الازهر- الذى فارق عالمنا منذ أيام ولاقى ربه بعد صراع مع مرض الكبد ، توافد الى العزاء لفيف من علماء وشيوخ الأزهر على رأسهم شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوى والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر والدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر السابق، والمفكر الاسلامى محمد عمارة ، وقد نعاه عدد من العلماء معبرين عن حزنهم الشديد لفراق الشيخ المسير .
فى البداية يقول الدكتور احمد عمر هاشم -رئيس جامعة الازهر السابق وعضو مجمع البحوث-: يعز على ان تفتقد أمتنا هذا العالم والصديق الحبيب الى قلبى ، كان من العلماء الأثبات الذين يقولون كلمة الحق لوجه الدكتور احمد عمر هاشم رئيس الله لا يخافون لومة لائم وقد سعد به وانست برحلته فى رحلات علمية وعبادية ، حيث كنا معاً فى مؤتمر التراث فى الرياض والتقينا بخادم الحرمين الشريفين وعلماء الامة ، وكان يجلس المسير بجوارى ونحمل اقلامنا وندون ملاحظاتنا فرأيت فيه انه موسوعيا فى مجال العقيدة والتفسير والاقتصاد وابرزت هذه الرحلة شخصيته لى ، اما الرحلة العبادية فقد ادينا معا فريضة الحج وكنا نلتقى بالحجيج ويجتمعون حولنا ويسألوننا فكان رأيه ايسر ما يكون فى أداء الفتوى ، فقد كان واحداً من دعاة الوسطية ، هذا العالم صاحبناه فى ندوات الرأى ودافع عن العقيدة وله تراث رائع يستحق ان تتنافس عليه الامة للاستفادة منه . ويقول الدكتور محمد فؤاد شاكر -رئيس قسم الدراسات الاسلامية جامعة عين شمس- كان الشيخ المسير نموذجاً متفرداً فى الدعوة والسلوك وايضاً فى العلم ، لقد كان تخصصه العقيدة والفلسفة ولكنى التقيت به وتحدثت معه وجده فقيه ايضا فى الحديث ومتمرس فهو متحدث لبق له فى العلوم الشرعية بيع كبير ويتوج كل ذلك بابتسامته السمحة الرقيقة ، يستطيع ان يصل بكلامه لهدفه من خلال الدعوة الرشيدة ، وقد رافقته كثيراً فى محافظات مصر وتعلمنا منه كثيراً ان اوجه الاختلاف فى القضايا الشرعية لا ينبغى ان نثيرها فى هذه الايام لابد ان نعود الى الكلمة الواحدة والى تضميد الجروح ، فقمنا بآخر رحلة فى صعيد مصر منذ شهور قليلة ومن المصادفة ان قريتنا التى ولد فيها نظمت احتفالا طيباً فاصطحبت اليها الشيخ وكنت انظر دائما لابتسامته التى لا تفارقه فقد ترك عند الناس محبة لا يكفيها اسقاطات او تكريم فرجال الازهر كانوا وسيظلون دعاة للخير والعلم . ويتماسك الشيخ صفوت حجازى نفسه ويحدثنا عن الشيخ المسير قائلاً : احب ان اقول ان هذا الرجل الذى احبه كثيراً الشيخ صفوت حجازى - داعية اسلامى حب الولد لأبيه والتلميذ لشيخه منذ كان مرجعية لى وكان رأيه حاسماً بالنسبة لى ، نسأل الله ان يكون فى ابنائه خير خلف ، أول شىء وقع فى قلبى عند وفاته اننى تمنيت ان لا أخالفه ابداً وما أظن انى خالفته الا فى مسألة واحدة ، هذا الشيخ الجليل كنت اذا رأيته على الشاشة احى قلبى وكنت اجلس امامه فى مسجده اتعلم منه كل شىء من بسمته على الشاشة ومشاعره وتعبيراته ، كان علماً من اعلام الادب والاخلاق والسلوك ومثالاً للمنهج النبوى الذى كان يسير عليه . ما سمعناه ابداً اغضب واحداً أو احتد على احد أو اساء اليه ، والآن وبعد ان فارقنا بجسده سيظل من الرجال الذين نتقرب بالدعاء اليه ،اننى لم ادركه وهو يعمل فى المدينةالمنورة ولكنى احببته من خلال سيرته فى المدينة قبل ان القاه وجه لوجه ، فقد احببته من خلال سيرته الحسنة من الطلاب والششيوخ هناك ، كان يختلف باحترام بشتى الطرق ولى تجربة معه حيث كنت فى لقاء على الاوربت واختلفنا حول حقوق العاقد على المعقود عليها وانا احتديت فى الدفاع عن وجهة نظرى بحماس الشباب ودفاعاً عن رأى ولكنه كان يبتسم ولما تحدث هو وجدته يدافع عن رأيه وبشدة ولكن بهدوء شديد وبسمته لا تفارق وجهه ، واثناء النقاش تعجبت من هذا الرجل كيف جاء بهذا العقل والهدوء فلومت نفسى وبعد الحلقة وجدته جاء الى واخذ رأسى ليقبل جبينى ، ولكنى اسرعت ومسكت يديه لاقبلها لكنه دفعها بعيداً واوشكت ان اقبل قدمه ، ظننت انه اقتنع برأى لكنه ما كان سوى انه يطيب خاطرى كتلميذ من تلاميذه بل وانه بذلك يعلم احد تلاميذه ، فلا انسى هذا الموقف الذى الوم نفسى عليه حتى الآن . ويقول الدكتور عبد الحى الفرماوى -استاذ التفسير بجامعة الازهر- انا من أقارب الشيخ المسير فوالده فى منزلة خالى وسوف اقولكم عن العوامل المؤثرة فيه وعن فترة من فترات طفولته ، أولاً انه من اسرة كلها علماء وحياته كلها كانت بين العلماء فوالده الاستاذ سيد المسير كان عالماً جليلاً كان رئيساً لقسم الحديث والتفسير بكلية اصول الدين ، وتعلمت على يديه وناقشنى فى رسالة الدكتوراه وهو خالى ، وأيضاً خاله محمود عبد العزيز متولى وجده لأمه الشيخ عبد العزيز متولى ، فالفقيد ربيب اسرة كلها علم وترعرع فى هذا الجو لدرجة اننا فى طفولتنا وشبابنا كنا نجتمع ونلهو وكان هو وقوراً ثابتاً لا يلهو ولا يعبث كالاطفال انما كان فاهماً فى العلم يغترف من بحاره ومن علومه ، وحينما التحق بالازهر تفوق علماً وخلقاً وادباً وانعم الله عليه بذرية نحسبها والله حسيبها صالحة فترك خلفاً صالحاً لسلف صالح رحمه الله كان طيب القلب حلو المعشر واسع الصدر ابيض السريرة ، لم يكن يحمل بغضاً لاحد وكان يدافع عن الحق بشجاعة وهذا شأن علماء الازهر جميعاً الذين زاملهم وعاشرهم اللهم اسكنه الفردوس الاعلى وبارك فى ذريته . ويصف الدكتور أحمد الطيب -رئيس جامعة الازهر- الشيخ الفقيد قائلاً: كان صديق عزيز وعونا كبيراً وقيمة كبيرة وكنا الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر نتمتع سوياً بصداقة قوية فى كلية اصول الدين وكذلك الدراسات العليا ، اننى افتقد اليوم رجلاً كان فخراً للازهر حريصاً على وطنيته وأزهريته ، عرفه الناس بإسهاماته فى الازهر والدعوة وادعو الله ان يتخمده بالرحمة والمغفرة ويلهمنا الصبر واسأل الله ان يلحقنا به على خير ان شاء الله . ويقول الدكتور محمد المهدى -رئيس الجمعيات الشرعية - :يعز على ان اقف الآن معزياً فى اخ فاضل جليل اذ كان ركناً وسنداً ، كان مدافع عن الله ويقف بوثوق العالم وهدوء العالم ، كان لا يبغى الا اظهار الحق لن يطمع فى منصب او جاه ولا يسعى لسلطان، كان عزوفاً عن الجاه والسلطان . وكان الشيخ الدكتور محمد سيد أحمد المسير استاذ العقيدة والفسلفة بجامعة الأزهر فارقنا عالمنا منذ ايام بعد صراع طويل مع المرض ، وتوفى المسير عن عمر يناهز 65 عاما، وشيعت جنازته التي تقدمها الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي من جامع الأزهر وعدد من العلماء والمفكرين والأساتذة الذين رافقوه خلال رحلته بجامعة الأزهر، ودفن جثمانه في محافظة المنوفية مسقط رأسه . تخرج الدكتور المسير في كلية اصول الدين بجامعة الأزهر عام 1973 وحصل علي الدكتوراة عام 1978 وساهم بشكل بارز في اثراء المكتبة الاسلامية بالعديد من الكتب والمؤلفات الدينية كما شارك في العديد من البرامج الاذاعية والتليفزيونية .