مدريد: تستضيف العاصمة الإسبانية مدريد يوم الأحد الثالث عشر من يوليو المقبل وعلى مدى 3 أيام مؤتمرا عالميا للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية. وكانت المملكة السعودية وإسبانيا اتفقتا على إجراء حوار بين الأديان يضم علماء ورجال دين من المسلمين والمسيحيين واليهود بدعوة من الملك عبد الله بعد أن حصل على تأييد علماء دين سنة وشيعة في اجتماع عقدته هذا الشهر في مكة رابطة الإعلام الإسلامي، التي تتخذ من مكةالمكرمة مقرا لها، وأوضح الأمين العام للرابطة عبد الله بن عبد المحسن التركي أن المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، واعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، حظيت بإجماع إسلامي، برز واضحاً في نداء مكةالمكرمة. وبين التركي أن الرابطة تلقت العديد من الاتصالات من العلماء والشخصيات والمؤسسات ومراكز البحث الإسلامية والعالمية، تؤكد أهمية عقد مؤتمر عالمي، يجمع شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات المعتبرة وقادة الفكر والرأي ومحبي العدل والسلام، لاستعراض نداء مكةالمكرمة، الذي تضمن ما اتفق عليه المسلمون، ووضع برنامج عملي لحوار عالمي هادف لبناء مستقبل إنساني، تعززه المعتقدات الدينية والقيم والأخلاق والمشترك الإنساني، لمد جسور التعارف والتفاهم والتعايش بين الشعوب والأمم والطوائف المختلفة، ودعوة البشر إلى العودة لخالقهم واستلهام ما أنزله على رسله. وقال الأمين العام للرابطة "إن المؤتمر العالمي للحوار سيناقش أهمية الحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، ويبحث في تعاون المجتمعات على مختلف أديانها وثقافاتها، فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة، مما يحقق العدل والأمن والسلام، ويسهم في إشاعة العفة واجتناب القبائح والرذائل، ويحافظ على تماسك الأسرة ويواجه آفات الإرهاب والظلم والمخدرات، وغير ذلك من المآسي البشرية". وأشار التركي إلى أن ندوات المؤتمر ستناقش من خلال أربعة محاور، ويأتي المحور الأول تحت عنوان "الحوار وأصوله الدينية والحضارية"، ويناقش موضوع الحوار لدى أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الشرقية، والمحور الثاني جاء تحت بند "الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني"، ويتضمن مناقشة الحوار وتواصل الحضارات والثقافات، وأثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ. والمحور الثالث "المشترك الإنساني في مجالات الحوار"، ويبحث المشاركون فيه الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر، وأهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد، وعلاقة الدين والأسرة في استقرار المجتمع، ومسئولية الإنسانية في حماية البيئة. أما المحور الرابع "تقويم الحوار وتطويره"، فسيناقش المشاركون من خلاله مستقبل الحوار، وجهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته، ومهمة الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب. وأوضح التركي أنه تم اختيار مملكة إسبانيا مكاناً لانعقاد المؤتمر لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية.. شهد تعايشا وازدهارا أسهم في تطور الحضارة الإنسانية.