الايدز .. مرض يسببه فيروس يدخل في جهاز المناعة في الجسم و يعطله مما يؤدي إلى إصابات مميتة و بعض انواع مرض السرطان ، ويحمل نحو 42 مليون شخص في جميع أنحاء العالم فيروس نقص المناعة لدي الإنسان والمعروف اختصارا ب HIV، ويعيش أكثر من ثلثي ذلك العدد في دول جنوب الصحراء الأفريقية.
ولأن المرض خطير .. ولأن علاجه حتي الآن غير معروف .. يجتهد الباحثون في محاولات ناجحة احيانا وفاشلة أحيانا أخري في التوصل لطرق لعلاج هذا المرض ، أو اكتشاف أسباب جديدة قد تزيد من حدة الإصابة بهذا المرض اللعين .. وهذا ما أكده باحثون المان أن عنصرا في السائل المنوي للإنسان قد يساعد الفيروس المسبب لمرض الإيدز في اصابة خلايا بالجسم ، مشيرين إلي أن انزيما تفرزه البروستاتا يعرف باسم "بي.ايه.بي" قد يشكل اليافا صغيرة تسمى اليافا نشوية يمكنها أخذ جزيئات من الفيروس المدمر للمناعة وادخالها الى الخلايا.
ووفقا لما ذكره موقع " ميدل ايست اونلاين "، كان الباحثون في جامعة أولم الطبية يبحثون عن العناصر في المني التي يمكن أن تمنع الاصابة بفيروس "اتش.اي.في-1 " وهو السلالة الاكثر شيوعا من الفيروس المسبب للايدز ، ولكن علي العكس عثروا على عامل ينشط انتقال الفيروس في تجارب أجروها، مؤكدين أن جزيئات من الحمض الفوسفاتي المنوي "بي.ايه.بي" وهو عنصر مدر للمني الناتجة من الالياف النشوية تزيد بشكل كبير انتقال عدوى فيروس اتش.اى. في-1 ." ويبحث العلماء حاليا عن مركبات يمكن ان تمنع تلك العمليات لتقليل انتقال المرض.
الإيدز يسبب النوبات القلبية
وكشفت أحدث الدراسات الأمريكية أن المصابين بمرض الإيدز "HIV"، أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.
وأشارت الدراسة إلى أن مرضى الإيدز يظهرون معدلات أعلى فيما يتعلق بالإصابة باحتشاء عضلة القلب والنوبات القلبية، مقارنة مع الأفراد غير المصابين، مما يشير إلى أهمية تقييم عوامل الخطورة القلبية عند هؤلاء المرضى ومراقبتهم في هذا الجانب.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون مختصون من مستشفى مساتشوسيتس العام من المعهد القومي للصحة، أن احتمالية إصابة الأفراد الذكور من المصابين بفيروس "HIV"، باحتشاء عضلة القلب وزيادة عوامل الخطورة القلبية الرئيسية لديهم، قد بلغ الضعف مقارنة مع غير المصابين، كما ارتفعت احتمالية الإصابة بين الإناث من هؤلاء المرضى لتزيد نحو ثلاث مرات مقارنة مع الأشخاص الآخرين.
ومن جانبه، أوضح الدكتور ستيفن جرينسبون الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، أنه على الرغم من تواجد عوامل خطورة قلبية عند هؤلاء المرضى مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم، الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، إلا أن ذلك لا يفسر حجم الزيادة التي تم رصدها فيما يتعلق بمعدلات الإصابة باحتشاء عضلة القلب والنوبات القلبية، مما يدفع بالحاجة إلى إجراء بحوث مستقبلية تفسر هذا الأمر، وتشير إلى عوامل الخطورة المتورطة في إحداث هذا التأثير.
فيروس يقاوم العقاقير
ويبدو أن الإيدز لديه الكثير من الأسلحة في معركته مع الأوساط الطبية، فقد أعلنت السلطات الصحية في مدينة نيويورك، أن الأطباء رصدوا نوعا جديدا من فيروس HIV المسبب لمرض الإيدز، يتصف بمقاومته العالية للعقاقير المضادة، ويبدو أنه ينشر بسرعة وباء الإيدز.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها سلالة من فيروس "اتش آي في" تبدي مقاومة لمجموعة من العقاقير العلاجية وتؤدي في نفس الوقت إلى انتشار الإيدز بسرعة، وبينما لم تظهر بعد أبعاد انتشارها حتى الآن، بدأ الأطباء يدقون أجراس الإنذار بسببها. هذا ووجهت الإدارة إخطارا إلى جميع المستشفيات والأطباء في المدينة لاختبار كل حالات الإصابة بفيروس "اتش آي في" لرصد سلالته الجديدة، إلا أن بعض خبراء الإيدز قللوا من أهمية التحذيرات، وقالوا إن السلالة ربما تكون حالة منعزلة.
اتريبلا .. كوكتيل أدوية لعلاج الإيدز
أفادت أنباء بأن إدارة الدواء والغذاء الأمريكية قد أجازت حبة جديدة لعلاج مرض الإيدز تحتوي على مكونات ثلاث أدوية، وذلك في خطوة تعكس التطور العلمي في علاج هذا المرض الفتاك.
وتختزل الحبة التي أطلق عليها "اتريبلا" كوكتيل من ثلاثة أدوية يعد الأكثر شيوعا في علاجات الايدز، ومن المتوقع أن تتاح الحبة الجديدة التي يصل ثمن عبوتها الكافية لعلاج شهر نحو 1100 دولار في الأسواق قريباً.
ورغم أن الحبة الجديدة لا تعد علاجا جديدا، فإن أهميتها تكمن في أنها تسهل على المرضى المواظبة على تناول العلاج وهو أمر يوليه الأطباء أهمية كبيرة.
الختان يكافح الإيدز
وفي إطار الحديث عن طرق الوقاية من الإيدز، أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن ختان الذكور ُيقلل من خطر الإصابة بمرض الإيدز في أفريقيا.
وأجري الباحث روبرت بايلي و فريق البحث التابع له في جامعة إلينوي بشيكاغو فحوصات طبية علي 2784 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 24 سنة لم يخضعوا لعملية ختان أو يصابوا بفيروس "أتش أي في" المسبب لمرض الإيدز.
وأجري فريق البحث عمليات ختانٍ بشكل عشوائي لنصف هؤلاء وترك النصف الآخر من دون ختان، حيث قام بمراقبتهم لحوالي عامين في منطقة كيسيمو بكينيا.
وخلص الباحثون إلى أن المجموعة التي خضعت لعمليات ختان أصيبت ببعض النزيف والالتهابات البسيطة والتي تمت معالجتها من دون مشاكل تذكر، مشيرين إلي أنه خلال هذه الفترة قدمت إلي المرضي علاجات لمكافحة الالتهابات الجنسية وزودوا بالواقي الذكري وعقدت حلقات لتحذيرهم من مخاطر الإصابة بالإيدز، وتبين بعد انقضاء السنتين أن نسبة الإصابة بالإيدز بين الشبان الذين خضعوا لعملية الختان كانت 22% مقارنة ب 47% لنظرائهم الذين لم يتم ختانهم.
وقال بايلي "لدينا الآن أدلة قوية تؤكد بأن إجراء عملية جراحية بسيطة كالختان يمكن أن يكون لها فائدة كبيرة جداً في منع الإصابة بالإيدز.
ولبن الأم أيضا علاج فعال
كما أفاد باحثون بريطانيون بأن الرضاعة من الثدي، يمكن أن تخفض بشكل كبير خطر انتقال فيروس "أتش أي في" المسبب لمرض الإيدز من الأمهات إلي الاطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
ومن خلال الدراسة التي أجراها الباحثون، اتضح أن خطر انتقال عدوي الفيروس إلي الأطفال ما بين 6 أسابيع و6 أشهر الذين يرضعون من الثدي لا تتجاوز أربعة في المائة، مقارنة بثمانية في المائة لنظرائهم الذين يشربون حليب الاطفال الصناعي.
وأوضحت الدراسة أن الرضع الذين يعطون مأكولات خاصة بالأطفال خلال تلك الفترة معرضون للإصابة بالفيروس 11 مرة أكثر مقارنة بغيرهم.
وأشار الباحث هوسين كوفاديا من المركز الأفريقي للصحة والدراسات السكانية، إلى أن حليب الأم يقوي الغشاء المخاطي للأمعاء ويشكل عازلاً فعالاً ضد انتقال فيروس "أتش أي في".