أملاً في الوصول لوزن مثالي العلماء يكتشفون جيناً يضبط مستوى البدانة محيط - مروة رزق بعد أن انتشرت البدانة بصورة كبيرة في مختلف المجتمعات، أصبحت هناك حاجة ملحة لاكتشافات علمية تساعد على التخفيف من آثارها السلبية، وفي هذا الصدد نجح علماء أمريكيون فى التوصل إلى الجين المسئول عن ضبط مستوى البدانة فى الجسم، وذلك من خلال مراقبة إحدى المورثات الجينية حيث يتمكن الأطباء من معرفة ما إذا كان المريض سيصبح بديناً أو لا. وأشار فريق طبى من جامعة تكساس، إلى أنهم يستطيعون تعديل جين اسمه "أديبوس" من أجل تبديل كمية الأنسجة الدهنية عند ذباب الفاكهة والديدان والفئران، مؤكدين أنهم بالامكان تحقيق نفس النتائج عند الإنسان الذى يحمل بدوره نفس الجين، مما يفتح الطريق أمام وسائل جديدة لمكافحة البدانة ومعالجة مرض السكري. ومن جانبه، أوضح الدكتور جوناثان غارف أن هذا الجين يتحكم بتشكيل الدهون بدءاً بالديدان وانتهاء بالثدييات وقد يشرح هذا لماذا يواجه كثيرون المتاعب خلال محاولتهم انقاص أوزانهم، إذا كان بامكانك التأثير على هذا الجين قليلاً فقد يكون لذلك تأثير مفيد على الدهون". يذكر أنه تم اكتشاف جين "أديبوس" عند ذباب الفاكهة قبل أكثر من 50 عاماً ولكن العلماء لم يتمكنوا من معرفة دوره بالضبط. البدانة مرتبطة بالاختلافات الجينية وفي نفس الصدد، أكدت دراسات علمية أن هناك علاقة مباشرة بين البدانة ومخاطر الاصابة بأحد أنواع مرض السكري، فقد توصل الباحثون الى اكتشاف المورثة " FTO " لدى دراسة الاختلافات الجينية بين الاشخاص الذين يعانون من هذا النوع من السكري والاشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض. وقد تبين للباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من مرض السكري لديهم نوع خاص من مورثة FTO والتي لها علاقة مباشرة بالبدانة. وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة لديهم نموذج خاص من مورثة FTO. وبعد التوصل إلى اكتشاف هذه المورثة قام فريق البحث بدراسة أكثر من 40 آلف حالة بحثاً عن هذه المورثة، وتبين لهم العلاقة المباشرة بين هذه المورثة والبدانة. وتؤكد الدراسة أن الشخص الذي يحمل أحد نماذج هذه المورثة تزيد مخاطر الاصابة بالبدانة لديه بنسبة حوالي 30 % مقارنة مع الأشخاص الذي ليس لديهم هذه المورثة. أما الشخص الذي يحمل النموذجين معا فيرتفع احتمال الإصابة بالبدانة لديه إلى 70 % ، وتبين ان وزنهم يزيد بمعدل 3 كجم مقارنة مع وزن الاشخاص العاديين. وأوضح اندريو هارتلي الأستاذ بكلية الطب في جامعة اوكسفورد أن الدراسة تفسر لنا لماذا عندما يأكل شخصان نفس الكمية والنوعية من الطعام ويقومون بنفس المجهود البدني لكن أحدهما يواجه مصاعب في تخفيض وزنه ، مضيفا أن فرق 3 كجم في الوزن بين الأشخاص البدينين والعاديين لايبدو كبيرا لكن هذا الامر له دور كبير في احتمال الإصابة بالبدانة . اكتشاف إيطالي جديد وفى نفس الاتجاه، اكتشف علماء إيطاليون بروتيناً في الدماغ يمكن أن يجعل الجسم أكثر قدرة علي حرق السعرات الحرارية. وقد جاءت هذه النتائج بعد أن عثر العلماء علي جزيئة في أدمغة الجرذان تدعي "شجرِ 21" حيث قاموا بعزلها، وهذه تتألف عادة من حمضيين أسيديين أو أكثر تعرف بالجزيئات الكبري بوليببتايدز أو البروتينات. وقال العلماء إنه عند تقديم البروتين في أدمغة قوارض أخري مثل الفئران فإن ذلك يزيد معدل الايض عندها ويمنعها من أن تصبح سمينة حتي لو قدمت إليها وجبات غنية بالدهون. وقال كل من الباحث السندرو بارتولوميوشي وأنا موليز بعد إجرائهما تجربة علي مجموعتين من الفئران "كان التأثير عليها غير متوقع لأن البروتين منع حدوث المرحلة الأولي من البدانة التي تسببها الحمية الغنية بالدهون"، وأضاف بارتولوميوشي "إنه يمكن الاستعانة مستقبلا ب " شجرِ 21" لصنع أدوية جديدة تمنع ازدياد الوزن عبر حرق السعرات الحرارية الزائدة . البدانة تبدأ من المخ أفاد العالم الألماني ينس كلاوس بروننج المتخصص في علم الجينات بأن داء البدانة يبدأ من المخ، وأشار بروننج إلى أن 95 بالمائة من حالات البدانة لا يتلقى المخ فيها إشارة مفادها أن الجسم أصبح لديه طاقة كافية و لم يعد يحتاج المزيد من الطعام. الجدير بالذكر أن بروننج -الذي يعمل في معهد العلوم الجينية في كولونيا- حصل هذا العام على أعلى جائزة ألمانية وهي جائزة لايبنتس تقديرا للمعلومات التي توصل إليها بشأن دور الخلايا العصبية في المخ المسئولة عن تنظيم الشهية التي تلعب دورا كبيرا في تحديد وزن الجسم. حقن جديدة تخلصك من البدانة وعلى مستوى العلاج، تمكن باحثون من تطوير حقن جديدة تحرق الدهون وتخلص البدناء من الشحوم الزائدة. وأشار الباحثون إلى أن الجراحين يجرون الآن تجارب على حقن جديدة لإذابة الشحوم المتراكمة في الجسم وبخاصةً في منطق البطن والافخاذ والوركين اسمها "PCDC"، حيث أنها تحتوي على الأملاح الصفراء "Bile salt" التي تذيب الدهون الزائدة في الجسم. ومن جانبه، أوضح الدكتور روجر فريدمان أن هذه الحقن تساعد البدناء على التخلص من حوالي نصف بوصة من الدهون في محيط بطونهم خلال جلسة واحدة. وينظر جراحون واختصاصيون في التغذية إلى ذلك بشيء من الحذر بسبب عدم وجود أدلة علمية على ذلك. هرمون طبيعي يقضي على السمنة وقد كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود هرمون طبيعي يدعي "PYY"، تفرزه القناة الهضمية أثناء عملية الأكل، وبالتالي يعطي إشارات إلى الجزء الذي يتحكم بالشهية في المخ، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع. وأشار الباحثون إلى أنه يمكن إعطاء جرعة زائدة من الهرمونات الطبيعية، التي تحد من شهية الذين يعانون من البدانة بحوالي الثلث مما قد يُعد فتحاً علمياً في مكافحة السمنة. وأوضح باحثون من جامعة "إمبريال كوليدج"، أن الدراسات قد بينت فعالية الهرمون في الحد من شهية أشخاص معتدلي الوزن، وذلك من خلال إرسال إشارات إلى المخ تحثه إلى التوقف عن الأكل والإحساس بالشبع. وأضاف الباحثون أن إعطاء جرعة من هرمون "PYY3-36"، قد حد بنسبة 30 في المائة من شهية المشاركين في البحث من جميع فئات الأوزان. يذكر أن 60 في المائة من أفراد الشعب الأمريكي يعاني من زيادة الوزن، حيث تساهم الأمراض الناجمة عن السمنة في وفاة 300 ألف أمريكي سنوياً وفقاً لتقديرات حكومية.