بداية العام الجديد.. يا لها من مناسبة رائعة ينتظرها كل إنسان بفارغ الصبر ليبدل ثوبا قديما، فيه ما فيه من ذكريات كثيرها مر وقليلها حلو، يودع فيها الأحزان ويستبشر بما هو آت من أحلام وأمنيات وآمال، يخلع رداء الحزن وينتظر قدوم الفرح.
تهاوت هذه الخواطر وغيرها على رأسي وأنا أستعد للتوجه إلى عملي في هذا اليوم الذي يوافق آخر أيام السنة والذي مع نهايته سنستقبل عاما جديدا، لكنني سرعان ما وجدت نفسي تتجهم ووجدت دموعي تسارع للذرف إزاء مشاهد القتل والتدمير الذي كان من نصيب إخواننا شهداء فلسطين الكرام الأبرار على أيدي تتار هذا العصر عصابة الاحتلال الإجرامي الغاشم.
تلك المجازر والمحارق والمذابح إلى آخر هذه المسميات التي نكتفي باختراعها دون التحرك للتصدي لها والتي تدخل يومها الكذا ونحن ما زلنا نتبادل الاتهامات والشتائم دونما أي تفكير فيما يمكن أن نقدمه لأشقائنا الرازحين تحت مطرقة الحصار وسندان النيران الإسرائيلية القذرة.
وأخذت أطرح على نفسي الحائرة هذه التساؤلات التي لا إجابة لها: إلى متى هذا الحزن ؟ إلى متى هذا الوجوم؟ هل سنبقى نتجرع كؤوس الهم ّ والمرارة؟ نعم فإن ما حصل مؤلم جداً، ولكنه بكل تأكيد ليس النهاية، كلنا يذكر عام ( 82 ) عندما خرجت فصائل المقاومة من لبنان ، وتشتتت في بقاع الدنيا، ذرفنا الدموع ساعتها، ضاقت الدنيا في وجوهنا وكانت أشبه بالساعة، لكن المقاومة لم تتوقف ساعة واحدة، وانطلقت من جديد، انطلقت من فلسطين، من حيث يجب أن تنطلق، وما ضعفت ولا استكانت، بل بقيت مرفوعة الرأس إلى الآن.
نعم ما يحدث اليوم يجب أن نحتويه ونهضمه ولا نقف عنده أبداً؛ لأن الدم الذي يجري في عروقنا جميعا ً دم واحد دم ثائر لا يعرف الخضوع ولا الاستكانة، نعم فهذا الحزن لا يليق بنا، فالحزن لا بسقي الثورة ولا الهم ّ يرويها، بل هو الإيمان، ولم لا وقد قال تعالى في محكم تنزيله: بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) صدق الله العظيم.
وهنا حزمت أمري وقررت أن تكون كتابتي في هذا اليوم عبارة عن دعاء أتوجه به إلى كل عربي ومسلم وأهديه إلى روح كل شهيد قضى وهو آمن في بيته أو عائد من عمله أو مدافعا عن أرضه، عسى أن يتقبله إخواننا كحد أدنى من الواجب المفروض علينا ألا وهو الجهاد بالكلمة، ولكنه ليس جهاد بل تضرع إلى من لا ملجأ لنا إلا هو:
* اللهم ارحم شهدائنا وأنزلهم بما وعدتهم من جنة الخلد كراما أبرارا خالدين فيها بإذن الله * اللهم ارفع الغشاوة عن أعين من لا يرون وامنحهم حبا في الشهادة تعادل حبهم للمال والسلطة ومتاع الدنيا * اللهم وحد العرب والمسلمين على كلمة سواء وابعد عنهم الفرقة والبغضاء * اللهم وامنح إخواننا العرب القدرة على فعل شيء خلاف الدعاء على مصر والتشنيع عليها * اللهم وانك تعلم وهم لا يعلمون وتقدر وهم لا يقدرون فانتقم لنا ممن قتل أبريائنا ورمل نساءنا * اللهم بقدرتك زلزل الأرض تحت أقدام أحفاد القردة والخنازير وردهم إلى جحورهم حزانى مقهورين * اللهم إنك قلت وقولك الحق كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر * اللهم واجعل العام الجديد عام نصر للعرب وثأر للشهداء وقلب الكفرة على الظالمين يا أرحم الراحمين * اللهم انصرنا على نفوسنا الأمارة بالسوء وقرب بين العرب والمسلمين كما قاربت بين إسرائيل والأمريكيين * اللهم أرسل عليهم جنودا من عندك ملائكة مردفين تقذف في قلوبهم الرعب وتكون مقبرتهم أرض فلسطين
إنك نعم المولى ونعم النصير يا رب العالمين
دعاء شخصي
* اللهم ارض كل منا بما قسمت له
* اللهم ولا تحملنا ما لا نطيق
* اللهم طهر قلوب الحاكمين "وجيوبهم"
* اللهم انتصر للمظلوم من الظالم
* اللهم اجعل أيام دهرك خيراً للناس أجمعين، واقض الدين عن المدينين وبارك لمن يمد يده للمحتاجين، وانزع القسوة من قلوب من لا يخافك فينا ولا يرحمنا يا رب العالمين
* اللهم رد كيد مروجي الفتنة والمتربصين ببلادنا إلى نحورهم وانعم على عبادك في الأرض بالأمن والبركات
* وادفع بحولك وقدرتك الإيمان والرحمة والقناعة في قلوب خلقك أجمعين بقدرتك يا أكرم الأكرمين