هناك نجوما لا نعرف وجوههم، ولا يشعر بهم المشاهد لأنهم يعملون في صمت وراء الكاميرا في برامج تعد من أنجح البرامج في مصر مثل "العاشرة مساء" ، "90 دقيقة " ، " القاهرة اليوم "، "البيت بيتك " حيث تستحوذ على أعلى نسبة مشاهدة ويرتبط بكل برنامج منهم باسم إعلامي ضخم، ولكننا لا نعرف شئ عما يقف خلف كاميرات هذه البرامج ، ولهذا اقتحمت محيط هذه الكواليس لنعلم ما يدور بداخلها .
"أسماء البطريق " مراسلة ببرنامج 90 دقيقة تقول :" أعاني كثيرا في عملي وألاقي صعوبات كثيرة تواجهاني وخاصة أن مهنة المراسل ليست سهلة وتدور دائما خلف الكاميرا لذلك لا يعلم المشاهد بمدى التعب الذي نعانيه ، فالتقرير الذي نشاهده في خمس دقائق يأخذ أيام في إعداده ".
وتكمل أسماء :" في تقرير كنت أعده عن جريمة قتل واغتصاب لفتاة صغيرة حدثت في قرية وذهبت أنا وفريق التصوير لكي نعد تقريرا عن الحادثة ولكن نظرا لقسوة الحادثة فإن الشرطة منعتنا من دخول القرية تماما وأخذتنا يوما كاملا في القسم، كما منعت أي فرد من عائلة القتيلة أن يتحدث معنا ولكننا نجونا بأعجوبة وأعددت التقرير بعيدا عن القرية ولكني كنت استقطب عائلة القتيلة واحد يلو الأخر لأكمل التقرير.
أما دنيا إبراهيم مراسلة الإسكندرية بقناة المحور والتي ترى أن مهنة المراسل من أكثر المهن المرهقة وتقول :" إن أكثر ما يرهقني في عملي هو الحالات الإنسانية والتي تؤثر في لمدة طويلة ، فهناك بعض التقارير التي اغطيها تستغرق مني أيام لإعدادها وتظهر على الشاشة لمدة دقائق معدودة ، ومع هذا فإن سعادتي تكون في قمتها عندما يخرج هذا التقرير كما خططت له ". وتحكي دنيا عن أصعب المواقف التي صادفتها كمراسلة وتقول :" أصعب التقارير التي أعدتها هو تقرير عن عمارة لوران في الإسكندرية ووقعت فوق سكانها وكان مطلوب مني أن أغطي هذا الحدث ، وعندما ذهبت رأيت ما لا أحد يتخيله فهناك جثث في كل مكان ، أنصاف أحياء وكان مطلوب مني أن أغمض عيني وأكمل التقرير بشكل عادي ولكن إلى هذا الوقت لم انسى مثل هذه المناظر ".
وتستطرد دنيا وتنعش ذاكرتها وتقول :" كان هناك رجلا وزنه أكثر من 400 كجم ومريض بشدة واتصل بالرنامج لكي نساعده ، وكانت رجله فقط تزن ما لا يقل عن 100 كجم لأنها كانت مصابة بمرض غريب من نوعه ومتعفنة، وبالفعل تم جمع تبرعات له من قبل البرنامج ، وفي اللحظة التي ذهبت فيه لكي أسلم زوجته شيك التبرعات كانت لحظة وفاته ".
وترى دنيا أن برنامج 90 دقيقة يعتبر من أكثر البرامج التي تشيد بعمل مراسليها وتقول :" اكتسب خبرة وشهرة من قبل البرنامج لا استطيع نكرانه " .
STOP ... كلمة السر في العاشرة مساء ومن برنامج 90 دقيقة إلى داخل قناة دريم وبرنامج "العاشرة مساء " ويعد البرنامج الأكثر مصدقيأ لدي الناس ،ولكن من منا يعلم ما يدور بداخل استديو العاشرة مساء.
"اكرم فؤاد "هو مخرج برنامج "العاشرة مساء" و تحدث لمحيط قائلا :" تختلف برامج التوك شو عن البرامج الفنية كليا ، حيث لابد وأن تتوافر المصدقية والخطأ في مثل هذه البرامج لن يغفره المشاهد أبدا وخصوصا لو كان برنامج على الهواء مثل " العاشرة مساء " .
ووراء كاميرا العاشرة مساء هناك الكثير من العاملين فهناك المعدين والمصورين والتقارير الخاريجة والتي تحتاج مجهود ضخم لا يعلمه غيرنا ". ولأن برنامج العاشرة مساء ارتبط باسم " منى الشاذلي " فإن نجاح البرنامج يقتصر على المذيع وحده هذا ما بداخل أذهان المشاهدين ولكن المخرج أكرم يرى العكس ويقول :" نجاح البرنامج يوزاي نجاح المعد والمخرج والمصور وكل العاملين على البرنامج ، فالأمر داخل الفضائيات الخاصة يختلف ولهذا فإن النجاح يكون من نصيب كل من ساهم في العمل وليس المذيع وحده ".
وتختلف البرامج التي تذاع على الهواء مباشرة " فيرى أكرم إن "الهوا غدار" وهناك كثير من المواقف المحرجة التي تعرض البرامج المباشرة وأولها المداخلات التليفونية والتي يقول عنها أكرم :" تمر الاتصالات على الكنترول أولا ونعرف ما سيقوله المداخل إلا إننا نفاجأ بكلام غريب من المتصل أو إهانات وهذا الأمر تقوم بمعالجته "منى" والتي تتمتع بخبرة وبال طويل في هذا الأمر ، أو نقوم نحن بقطع الاتصال إذا خرج المتصل عن اللياقة والذوق العام ".
أما أصعب الحلقات على مخرج العاشرة مساء فهي كثيرة ولكن أحدثها عهدا كانت حلقة " نيك نيكولاس " المعاق الاسترالي الذي يجول بلاد العالم لنشر دعوة للتفاؤل حيث كان مطلوب تواجب المترجم وضبط الصوت لكي يستطيع المشاهد أن يسمع كل الأطراف كما كانت الحلقة إنسانية بالدرجة الأولى وانتاب الاستديو كله حالة من الإعجاب والدهشة بهذا الاسترالي " .
كما كانت حلقة أحمد عز من أكثر الحلقات التي أخذت ترتيبات طويلة وخصوصا المداخلات التليفونية والتي اقتطعنا نصفها تقريبا " .
نيران " الحقيقة " تكوي معديها برنامج "الحقيقة " هو ثاني أشهر البرامج بداخل دريم والذي يذيعه الإعلامي وائل الإبراشي ، والحقيقة من البرامج المتميزة التي تعتمد علي الملفات الساخنة وقضايا الفساد ولا تقتصر على عرضها فقط بل تتابعها أيضا .
فهل نجاح هذا البرنامج اعتمد علي اسم "وائل الإبراشي " فقط أم أن هناك عوامل أخرى لهذا النجاح ؟ هاني العسيلي من معدين برنامج "الحقيقة " والذي يقول :" برنامج الحقيقة يختلف عن باقي البرامج الأخري فهو ملئ بالمخاطر، والمشاكل التي تعترض طريقنا كما تلاحق أيضا معظم العاملين في هذا البرنامج لأن البرنامج يعتمد على القضايا الساخنة والتي نكتوي بلهيبها أحيانا " .
ويقول :" نخطط للحلقة على الورق أولا ثم ننفذها وهناك ما لايقل عن 16 فرد وراء الكاميرا لكي تخرج حلقة مدتها ساعة إلى الجمهور " . ويكمل هاني قائلا :" الفضل في نجاح البرنامج يرجع في المقام الأول إلى الأستاذ وائل الإبراشي فهو ليس مذيعا فقط بل يساعد في الإعداد أيضا لأنه صحفي في المقام الأول وهو يجمع بين خبرة الصحفي ومهارة المذيع ".
ويرى العسيلي إن المعد لابد وأن يكون لديه قدرة على الأقناع جيدة وبعض من المهارات الاخرى مثل" التلوين " ومن أشهر المواقف التى تعرض لها العسيلي في برنامج الحقيقة كانت من نصيب حلقة "أحداث المحلة " والتي كان من المفروض أن يحضر ما لا يقل عن عشرة أشخاص ولكن كانت الصعوبة في إقناع الناس بالمجئ أصلا ولهذا اختلقت قصص ورويات لكي يحضروا معي ولكننا تأخرنا عن ميعاد البرنامج وبدأت الحلقة ودخلوا الناس في البرنامج دون الترتيب معهم على أي شئ " .
إنتاج دريم ويعتمد نجاح البرامج أيضا على الإنتاج الجيد ولهذا كان لنا اللقاء مع" رامي التبجي" مدير الإنتاج بدريم والذي يرى أن الإنتاج من اهم مقومات نجاح البرنامج ، فالديكورات والجرافيك والمونتاج كل هذه عوامل لابد وأن تتوافر لكي ينجح البرنامج .
وهناك برامج كثيرة اعتمدت القناة فيها على اسم المذيع وهذا خطأ فادح وسريعا ما يسقط البرنامج والإعلامي أيضا لأنهم أسقطوا عوامل كثيرة وهو الإنتاج الجيد . ولهذا فإن استديوهات دريم تحوي أكثر من برنامج ناجح لأننا نوفر كل مقومات النجاح وأولهم الإنتاج .
كاميرا " البيت بيتك "
برنامج البيت بيتك " يختلف كثيرا عن العاشرة مساء، و90 دقيقة ، والحقيقة حيث تعدد فقراته وطول مدته تضاعف المجهود المبذول وهذا ما أكده لنا هشام الهلوتي معد في برنامج " البيت بيتك " والذي يقول :" في برنامج البيت بيتك فإن العمل يكون 24 ساعة متواصلة مطلوب منا أن نسبق الجرائد في الأخبار ، كما يتضمن البرنامج فقرة إخبارية وهي من أصعب الفقرات التي تقدم حيث تحتاج إلى إعداد ومجهود شاق، أ ما التقارير الخارجية التي تظهر على الشاشة في دقائق معدودة فإنها تستلزم عمل ليالي وأيضا أحيانا السفر خارج مصر.
وفي البيت بيتك فإن المعدين، والمراسلين دائما خلف الستار ولا يزيح عنهم الستار إلا عند اكتسابهم الخبرة الكافية ، ففي الفضائيات الخاصة فإن المعد، والمراسل اسمه يصاحب البرنامج وبعد نجاحه فإن اسمه يلمع في سماء الفضائيات ويطلب بالاسم لإعداد برنامج معين أما في التلفزيون المصري فالأمر يختلف فقلما يظهر وجه المراسل على الشاشة أو يذكر اسمه ولكن يكتفي بظهور ميكرفون " البيت بيتك " على الشاشة .
وفي تترات "البيت بيتك" فإن الخطوط تكاد تتلاشى ويكتب اسم المعد والمخرج وفريق التقارير الخاريجة " باقل فونت " ممكن،وعلى الرغم أن برنامج البيت بيتك " برنامج خاص إلا إنه تحت قبة التلفزيون المصري .
