"جريئة" إيناس الدغيدي بدون رقابة محيط – إيمان عبد الغني في خبر مثير للدهشة والتعجب والاستنكار، قررت المخرجة إيناس الدغيدي إطلاق قناة فضائية جديدة اختارت لها اسم "الجريئة" والتي اتخذت من مطلع الصيف القادم موعداً لتبدأ بثها بعد إجراء الاستعدادات اللازمة لذلك، وقد وضعت المخرجة الجريئة بعض القواعد للقناة المرتقبة، وأول تلك القواعد عدم وجود أي نوع من الرقابة على مواد القناة وكل ما سوف يتم بثه من أفلام أو مسلسلات عربية وأجنبية، أو برامج اجتماعية أو شبابية، وأيضا سياسية، حيث تتخذ إيناس من الجرأة منهج واسم وسياسة للقناة في كل ما ستقوم بتقديمه وتناوله مما سبب حالة من الإثارة للوسط الإعلامي والفني بذلك القرار. جاءت فكرة إطلاق قناة "الجريئة" لإيناس الدغيدي بعد تجربتها القصيرة على شاشة قناة "روتانا سينما" من خلال مشاركتها في تقديم برنامج "ست ستات"، ثم انفرادها بتقديم برنامج"السينما وإيناس" لفترة زمنية ليست كبيرة، وذلك عقب أختيارها من قبل الإعلامية هالة سرحان لتقديم البرنامج بدلاً منها بعد تفجر أزمتها بسبب حلقة "بنات الليل". ولم تكن مهمة إيناس الدغيدي في الحصول على تمويل القناة سهلة، فقد بذلت الكثير من الجهد إلى أن نجحت في إقناع مجموعة من رجال الأعمال الخليجيين بالفكرة وحصلت على موافقتهم بتمويل القناة، كما تردد أنها قامت بتوقيع العقود معهم بالفعل بشرط أن تظل أسمائهم خلف الكواليس وعدم الإفصاح عنها، وجاء ذلك بعد محاولات عديدة أجرتها إيناس هنا وهناك بحثا عن الجهات التي تساعدها في تمويل القناة، وواجهت العديد من العقبات بعد اعتذار الكثير من رجال الأعمال والأثرياء بسبب عنوان القناة والأفكار الجريئة التي قررت الدغيدى تطبيقها على شاشة القناة. ووردت العديد من الأخبار بأن إيناس الدغيدي أوشكت على الانتهاء من اختيار فريق العمل بالقناة وكذلك إكمال التفاصيل الخاصة بباقة البرامج الخاصة بها.
ومن المعروف عن المخرجة المصرية إثارتها للجدل والإثارة في مجموع أفلامها والتي بلغت ال 15 فيلم حاولت من خلالهم معالجة قضايا المجتمع بجرأة شديدة وصلت إلى حد محاولة التغيير من نمط الحياة في المجتمع المصري، وتم اتهامها بالتركيز على محور الجنس في تلك المعالجة، الأمر الذي أدى بدوره إلى مطالبة بعض الأطراف بمقاطعتها والهجوم الشديد عليها بسبب أفلامها التي تدعو لإثارة الغرائز وممارسة الفاحشة، ووصل الهجوم عليها الحد الذي وصفت فيه بالمتصهينة، وبالترويج لنمط المعيشة الأمريكية ووضع حلول متأمركة لمشاكل مجتمعنا، خاصة بعد أن تم تكريم المخرجة في مجلة " News Week" الأمريكية التي اختارت إيناس الدغيدى ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم العربي، حيث تم تكريمها وتسليمها تمثالاً ضخماً من الكريستال يحمل صورتها وكتب عليه جائزة التفوق الفني، ولنفس السبب كرمتها مجلة "Time". كما يؤخذ على إيناس معالجتها لأفلامها ورؤيتها بمنظار "المرأة" وعلى الرغم من انتقاد معالجتها السينمائية الجريئة في أفلامها، إلا أنه لا أحد ينكر دور إيناس الدغيدي في إثارة بعض القضايا الاجتماعية الشائكة التي بدأت عام 1985 بفيلم "عفواً أيها القانون" والذي يعد من أهم أفلامها لأنه ناقش قضية الزنا وعقاب القانون لكل من الرجل والمرأة، وفيلم "لحم رخيص" الذي ناقش وضع المرأة المصرية المتزوجة من أجنبي ونظرة المجتمع وموقف القانون من هذه الزيجة، وفيلم "زمن الممنوع" والذي كان أول فيلم سينمائي يربط قضية المخدرات بالخلل السياسي وليس بالخلل الاجتماعي، وفيلم "التحدي" الذي ناقش وضع المرأة التي قتلت زوجها بسبب خيانته ويعتبر استكمالا لفيلم "عفواً أيها القانون"، ثم مجموعة أخرى من الأفلام الجريئة مثل "دانتيلا"، و"مذكرات مراهقة" و"الباحثات عن الحرية" وأخيراً "ما تيجي نرقص". ومن المنتظر أن تنتهج قناتها " الجريئة" نفس السياسة التي تقوم على الجرأة بشكل كامل ، والذي يعطي لإيناس الدغيدي الحق في اتهام كل معارضيها بالتخلف والرجعية، ولكن لأي مدى ستسمح الرقابة المصرية لتلك القناة "الجريئة" بالجرأة خاصة وأن نار وثيقة تنظيم البث الفضائي لم تهدأ حتى الآن، وكيف تسمح وثيقة البث الفضائي، والرقابة الإعلامية في بلادنا لميلاد قناة جريئة بتلك المواصفات لا تعترف بالرقابة في مضمونها، وإذا فلتت إيناس بقناتها من بين براثن الوثيقة فكيف ستفلت من بين أنياب الجمهور؟