"يا بخت من جمع فلوس الناس بالحلال " شعار رفعته باقة من الفضائيات العربية والتي تمني نفسها بحل مشكله العنوسة داخل المجتمع بما يطلق عليه "الزواج الفضائي" لتعلن أن مهمتها الأساسية هو تجميع كل راسين عاوزين الحلال .
مسار .. رابطه الخير .. زفاف .. الوسيط .. زواج جميعها أسماء لقنوات فضائية عربيه انتشرت بشكل كبير وشكلت ظاهرة أخافت الكثير من المهتمين .
تطل هذه القنوات علي المشاهدين بتقديم خدماتها لتمكين راغبي الزواج من الجنسين بالتواصل فيما بينهم عبر الرسائل النصية القصيرة والتي تعد الهدف الرئيسي لإنشاء هذه القنوات ووفقا لما يظهر علي الشاشة فستجد أن هذه القنوات بعيدة كل البعد عن شعاراتها والتي تملا شاشتها بهدف القضاء علي العنوسه لدي الفتيات .
وكالمعتاد يستغل الشباب من الجنسين هذه التكنولوجيا لخدمة التعارف والصداقه واللهو فيما بينهم فبمجرد الضغط علي زر الريموت كنترول لتظهر احدي هذه القنوات فسوف تري العجب كل العجاب من رسائل هؤلاء الشباب فمثلا هذه فتاه وأخذت تصف في نفسها وكان طلبها في العريس المنتظر كالأتي :
وهذا أخر يطلب حالمه .. دلوعه عمرها ما بين 18 -20 قبيليه .. أن يكون الزواج مسيار !!
وسوف تظهر أمامك طيله الوقت مثل هذه المواصفات ، وعلي الرغم من اختلاف الارقام حول عدد العوانس في السعودية حسب ما ورد بجردية الرياض حيث يوجد في الممكله 85 الف عانس وهذه حسب الاحصائيات الرسمية لاخر تعداد اجري الا ان الواقع والذي يظهر علي شاشات قنوات الزواج يكاد يكون مختلف حيث ان معظم الرسائل التي تصل وتبث علي هذه القنوات تكاد تكون من السعودية فقط وكان كل سكانها من الجنسين عوانس ! .
نداء لكل عانس .. افتحي التلفزيون
" ع الهوا سوا " قناة تستقبل آلاف الطلبات من فتيات عربيات يقمن في أوروبا وأميركا ولبنان ومصر ودبي والبحرين والسعودية للمشاركة في مسابقة البحث عن عريس.
ليكون الزواج عبر مسابقة يصوت فيها الجمهور المتابع عن طريق الهاتف، أما الشباب الذين سوف يتقدمون للزواج من الفتاة الحاصلة علي اكبر كم من طلبات الزواج والأصوات فسيتم اختيار (20) شابا منهم ويخضعون لاختبارات ذكاء واختبارات شخصية علي الهواء ويتم اختيار ثلاثة منهم لتختار الفتاة الفائزة عريساً من بينهم .
وعلي نفس الوتيرة يذاع أيضا برنامج " بيت العرسان " علي قناة " زواج " وتقوم فكرة البرنامج وهو البرنامج الوحيد في القناة علي نظام ستار أكاديمي ولكن علي الطراز الإسلامي ، فالبرنامج يقوم علي تجميع حوالي 25 شاب من جميع بلدان الدول العربية في فيلا فخمة احدي المدن الساحلية بمصر، وعلي مدار ثلاثة شهور تعيش معهم الكاميرا يومهم بالكامل ترصد وتراقب أدق التفاصيل حتى تتعرف الفتيات علي شريك حياتهن، وبناء علي ذلك يقمن بالتصويت لصالح شخص، ومن المقرر أن يحصل الفائز علي جائزة شقة وعروسة وكمان فستان الزفاف هدية.
وفي الوقت نفسه يتضمن البرنامج التصويت علي صور عدد من الفتيات يرغبن في الزواج ولكن عن الطريق الخطبة الموردين .
وللحد من مشكله العنوسة والتي تورق الامه العربيه قامت القناة بإنشاء خط ساخن أو مركز للمعلومات تطالب فيه كل من له بيت أو أخت أو جاره أو زميله في العمل تجاوز سنها ال32 عاما أن يقوم بإبلاغ القناة فورا وأن يرسل صورتها وبياناتها علي عنوان القناة وله جائزة قيمه وله الأجر والثواب .
الدكتور عبدالحميد الانصاري عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة قطر يري بضرورة دق أجراس الخطر أمام مثل هذه التظاهرات الإعلامية والعروض المقربة للشباب والشابات حيث يقول " تقوم بعض الفضائيات العربية بالإعلان عن برنامج غير مألوف في الحياة الاجتماعية العربية وذلك عن طريق إعداد برنامج للتعارف بين الشباب من الجنسين بهدف اختيار شريك أو شريكة الحياة .
وفي سبيل ذلك تقدم الفضائية حوافز وإغراءات معينة لاجتذاب المشاهدين إلي البرنامج كتصوير حفل الخطوبة والزفاف ومكافآت معينة بعد أن يتم التعارف بين الطرفين ويتم القبول. ومع تقديرنا للدوافع والأهداف إلا أن القضية تحتاج وقفة من المعنيين لطرح تساؤلات حول هذا الموضوع تتعلق بالانعكاسات المحتملة وبالتبعات القانونية وبالموقف الشرعي ومدي الملاءمة الاجتماعية للعادات والتقاليد وبخاصة أن التطرق إلي هذه المواضيع الحساسة يحاط عادة في مجتمعاتنا العربية بإطار من الخصوصية الشديدة والكتمان فما بالك بأمر يكشف فيه علي الملأ وفي أمور شخصية لا يجرؤ احد منا علي الكشف عنها أمام الجمهور وعبر فضائية تصل إلي الملايين ".
قصص وهم الزواج الفضائي
وللتعرف أكثر على المشاكل التي و قع بها كثير من المشاركين بمثل هذه القنوات نسرد بعض القصص التي وقعت لمشاركين ومشاركات علي حسب ما ورد بجريدة الرياض .
حيث يقول ناصر محمد " في يوم من الأيام كنت اقلب القنوات الفضائية فشدني منظر هذه القناة التي تعرض مواصفات لفتيات يرغبن الزواج وقلت أن علي المشاركة للترفيه وفعلاً شاركت بعد المرور بخطوات عدة وجاءتني رسائل من عدد من الفتيات عبر القناة يرغبن الزواج مني واتصلت بهن فوجدت ان معظمهم يردن تضييع الوقت فقط والهدف هو التسلية وأما الجادات فهن من العوانس اللاتي تعدين سن الزواج ولهذا فأنا ومن خلال هذه التجربة أيقنت أن مثل هذه القنوات يجب إلغاؤها لأنها تدعو إلى إيجاد صداقات بين الجنسين ولا هم لها بعلاقة الزواج الحلال لان الشخص الفطن يعلم ذلك بعد مشاركته في مثل هذه القنوات.
فلك أن ترى العجب العجاب ، ففتاة عمرها 35سنة تريد زوجا وسيما وغنيا ومتعلما أليس من الأجدى لها ان تطلب الستر وقد تعدت سن الزواج بدلاً من هذه الشروط كذلك هذه القنوات تدعو إلى العنصرية من خلال وضع كلمات قبيلية او خضيرية كل هذه الأمور التي تبثها هذه القنوات يكون هدفها الربح المادي فقط دون النظر إلى قدسية هذه العلاقة التي يجب ان تكون ارفع من ذلك بكثير".
أما أم محمد كما تحب ان يطلق عليها رغم إنها ليست متزوجة فتقول " إنني شاركت بهذه القناة التي تدعي إنها وسيط لتقريب بين الطرفين في الزواج من خلال نصيحة إحدى الصديقات وفعلاً شاركت واتصل بي عدة أشخاص لم يحصل نصيب إلا مع احدهم والذي اتفقنا على الزواج وانه سيحضر إلى منزلنا لخطبتي بعد أخبار والدتي التي رتبت مع والدي وفعلاً بدأ التجهيز لاستقبال هذا العريس وأهله وفي اليوم المحدد وبعد ان لبست أحلى ما عندي وكذلك فعلت أمي لم يأت العريس المنتظر وإنما قام بإغلاق كل وسيلة اتصال ممكنة وكأن هدفه كان للتسلية ولكنني دعوت عليه بحسبي الله ونعم الوكيل ومن بعد ذلك تأكدت أن العلاقات التي تتم عبر هذه القناة ليست صحيحة لأنها مبنية على خطأ وما يبنى على خطأ فهو خطأ ".
حسناء فهي تبلغ من العمر 35عاماً شاركت في أحدى هذه القنوات ولكنها خسرت الكثير حيث ان احد المشاركين الذين رغبوا التواصل معها للزواج اكتشفت انه مريض نفسي وأنه يتسلى بها بل انه قام بتوزيع رقم هاتفها على أصحابه وكل من يعرفه بهدف تشويه سمعتها بعد ان طلبت منه تنفيذ وعده بالزواج منها او عدم الاتصال بها.
والآن إلي كل عانس تريد الزواج يرجى مشاهدة هذه القنوات والاتصال بالأرقام المذكورة ..!!