كما يقولون هو " الألم اللذيذ" المتزوجون مشتركون في المرض والحب محيط - مروة رزق لاشك أن الحب هو أمتع وأرق المشاعر التي يحتاجها الإنسان، و أكثر التجارب التي تؤثر في نفسه، حتى وإن كان مؤلماً فهو الألم اللذيذ على حد قول الكثيرين ممن وصفوه. ومن الحقائق التي يبرزها العلم حول الحب أيضاً أن الوقوع في الحب يسبب تغيرات في الطبيعة الجنسية لدى الرجل والمرأة ، فالأشخاص الذين يعيشون حالة حب يكونون أكثر توتراً من غيرهم، مشيرين إلى أن المتزوجين الذين يربط بينهم الحب بقوة يتقاسمون ما هو أكثر من المنازل، إذ إنهم قد يصابون ببعض الأمراض المماثلة. وأشار باحثون بريطانيون إلى أنه إذا كان أحد الزوجين يعاني الربو أو الاكتئاب أو قرحة المعدة أو ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول، فهناك فرص لإصابة شريكه بالمرض نفسه، لأن أزواج الأشخاص الذين يعانون مرضاً معيناً يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بهذا المرض، إذ تبلغ الزيادة باحتمالات الإصابة بالأمراض المصاب بها الشريك أو شريكة الحياة 70% على الأقل. وبعد نشر نتائج هذه الدراسة طبقاً لما ورد "بالوكالة العربية السورية"، تم الرد عليها من بعض الخبراء بأن البيئة هي على الأرجح سبب إصابة الزوجين بالمرض نفسه فالأشخاص المتزوجون يأكلون أنواع الطعام نفسها ويتعرضون للمواد المسببة للحساسية نفسها. واكتشف الباحثون أيضاً أن المحبين تقل لديهم مستويات الهرمونات الخاصة بالهدوء والاتزان النفسي، وقد يحدث ما يقرب من التشابه الهرمونى ، حيث أن الرجال يصبحون أكثر شبهاً بالنساء عند المرور بحالة الحب، وكذلك النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال عند مرورهن بالحالة نفسها، وينتج هذا من تقاسم التجارب معاً مما يؤثر على مظهر وجهيهم. ولكن .. الحب أيضا يسبب أضراراً صحية خطيرة حذرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، من أن الوقوع في الحب يمكن أن يلحق أضراراً بالغة بصحة العاشقين، واشارت إلى أن الصدمات التي يتعرض لها العشاق يمكن أن تلحق أيضاً أضراراً خطيرة طويلة الأجل بصحتهم. وقال البروفيسور مارتين كاوي الذي أعد الدراسة: إن أجسادنا تمر وعلى نحو مستمر بتخبطات كبيرة من العاطفة والحب يترك بعضها آثاراً خطيرة تؤدي إلى توسع بؤبؤات أعيننا، وتعرق راحات أيدينا على نحو مستمر، وتسريع دقات قلوبنا. وأضاف البروفيسور كاوي قائلاً: "شاهدنا ارتفاعاً كبيراً في عدد الناس الذين يشتكون من أعراض مشابهة لمرض الإنفلونزا بسبب الضغوط والشدة الناجمة عن المشاكل العاطفية "، مشيراً إلى أن الرجال الأرامل هم أكثر وبنسبة 50% عرضة للإصابة بمشاكل قلبية خطيرة بعد وفاة زوجاتهم. والفشل في الحب يسبب الوفاة هذا ما توصلت إليه نتائج دراسة شملت 9 آلاف بريطانى، تؤكد أن الضغوط والقلق الناتجين عن العلاقات العدائية أو الغاضبة يمكن أن تفاقم مخاطر الإصابة بأمراض القلب وأن احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أو آلام فى الصدر زادت بنسبة 43 بالمئة، مقارنة مع الأشخاص الذين تربطهم علاقات طيبة مع زوجاتهم أو شركائهم. وأوضحت الدراسة أن حالة القلب لأى شخص تتأثر فيما يبدو بالاعتبارات السلبية للعلاقات الخصوصية وأن الجوانب السلبية للعلاقات الحميمة مرتبطة بأمراض القلب المتعلقة بالشرايين التاجية. ومن جانبه، أوضح روبيرتو دى فوجلى وهو متخصص فى علم الأوبئة بجامعة لندن، أن هناك بحوثاً أخرى أظهرت أن زيادة الروابط الاجتماعية يمكن أن تعنى حياة أكثر صحة. الحب العنيف يؤدي إلي فقدان الذاكرة وأظهرت آخر دراسة عن الحب ومدي تأثيره علي التركيز والذكاء أن الإنسان المحب غالباً ما يتعرض إلي نقص شديد في القدرة علي التفكير السليم وعدم التركيز تماماً كمن ذهب عقله. وأوضحت الدراسة التى أجراها فريق البحث على عينة من بعض الأشخاص الذين اعترفوا بأنهم يعيشون قصص حب كبيرة أنه أثناء النظر إلي صور الأحباء ارتفعت نسبة تدفق الدم في المخ في نفس المناطق الأربع التي يحفزها تعاطي المخدرات . وقد شبهت الدراسة تأثير الحب علي المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتركيز في المخ بحالات الكسل والخمول التي تصيب تلك المناطق في حالة تعاطي المخدرات. ورغم ذلك .. فالغرام صحة
وعن الفوائد الصحية للوقوع في الغرام، أوضحت دراسة جديدة نشرتها مجلة ديماجرير الإيطالية المتخصصة في شؤون التغذية والوزن، أن الحب أفضل الوسائل الفعالة للتخلص من البدانة والوزن الزائد. ومما يفسر بقاء الأزواج معا لمدة طويلة قد تستمر إلى نهاية العمر، توصل مجموعة من العلماء الأمريكيين إلى أن الحب يصل بالأزواج إلى حالة من الإدمان لبعضهما البعض. وخلص العلماء من إجراء أبحاثهم على فئران الحقل، وهي تتزاوج مع نفس الشريك طوال مدة حياتها، أن هناك غدتين في مقدمة الرأس لهما دور أساسي في الشعور بالارتباط وهما نفس الغدد التي تدفع الإنسان إلى الإدمان على المخدرات والجنس والطعام، ومن هنا توصل العلماء إلى أن أن الوقوع في الحب يزيد من إفراز هذه الغدة.