المشربيات المصرية بريشة الإنجليزي رولاند برايم معرض الفنان رولاند محيط - رهام محمود قدم الفنان الإنجليزي رولاند برايم 25 عملا في معرضه الأخير الذي يقيمه في جاليري "بورتريه" حاليا وافتتحه الفنان الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، مستخدما الألوان الأكليريك على الورق. الطبيعة عنده مجردة ذات رؤية عميقة, وألوانه تتميز بالنعومة والهدوء, واستخدامه للدرجات الفاتحة والرومانسية، كاللون البنفسجي الهاديء الرومانسي، حتى عند استخدامه للألوان الساخنة كالبرتقالي والأصفر يجعلها تتدرج في انسيابية لتعطينا الإحساس بالراحة والهدوء, فهو يحول الطبيعة بصخبها وخشونتها وتفاصيلها المزدحمة إلى مساحات لونية عريضة تعطيها لمسات فرشاته الرقيقة روح الطبيعة السحرية . ففي تلك اللوحات نراها وكأنها بحار يزهد الفنان من تفاصيلها الدقيقة ليذهب إلى عمق البحر بعيدا معبرا عنه، معتمدا على أدائه المميز للون. كما اعتمدت لوحاته على وجود ملامس في بعضها, مهتما أيضا بالتقنية والاستخدام الكثيف للون في لوحات أخرى، مع احتواءها على قليل من الرموز الهندسية كالدائرة والمستطيلات التي تعبر بدورها على المشاهد الأفقية للأرض من بعد. يوجد ثلاث لوحات بالمعرض يرسم فيها برايم الطبيعة ذات براح واسع ينسجها بإحساسه العميق بها، وألوانه التي تجذب المشاهد حين تقع عينيه على مسطح اللوحة. فرولاند برايم يرسم لوحاته برومانسية شديدة, وكأنه يحلم بالطبيعة التي تجسدها فرشاه, ببساطتها وعذوبتها وهدوئها, فهو يصور الطبيعة برؤية جديدة, لم نشهد صفائها ونقائها من قبل. يذكر أن الفنان رولاند برايم يعرض أعماله للمرة الثانية في مصر بقاعة "بورتريه"، وقد تأثر هذا العام أثناء وجوده في مصر بالمشربيات التي تميز الأحياء الشعبية، فتناولها باسلوبه المميز، ليست كما تناوله ما رسمها قبله من فنانين، فألوانه لم تكن كتلك التي يستخدموها، بل ظهرت تكويناتها برقة شديدة فتبدو مبهجة تتمتع بالنقاء والصفاء، وهذه الألوان هي التي ميزت أعمال برايم في معرضه السابق في العام الماضي "بقاعة بورتريه" حيث عبر عن الطبيعة برؤية خاصة، ولكن الطبيعة في هذا المعرض ظهرت برؤية جديدة، حيث اختلاف الخامة، ولمسات الفنان التي اخذت نوعا من الخشونة بالرغم من تلك الرقة في استخدام اللون، فهو عبر عن تلك المشربيات بإحساس متفرد يحمل طيات تلك التفصيلات الدقيقة والمنتظمة والمتقنة ولكنه من منظور وخيال الفنان، حيث ربطها وكيفها مع اسلوبه المميز الذي يتعامل به مع لوحاته، فظهرت هذه المشربيات ذات طابع خاص، لم تكن مشربية بشكلها الطبيعي، ولكنها تأخذ سماتها ونشتم منها رحيقها. فتبدو المشربيات وكأنها تصميمات معمارية نراها أفقية مسطحة من بعد، وكأنها مباني مرصوصة في نظام شديد، وما يشعرنا بذلك المجموعات اللونية التي يستخدمها الفنان كأرضية لهذه التصميمات، فتكاد تكون احساسه بحركة تلك الشوارع التي تشعرنا بالحركة على الرغم من سكونها، بل وتجعلنا احيانا نشاهد بخيالنا تجمعات الأشخاص، ففي لوحات نراها متكدسة مزدحمة، وفي لوحات أخرى نتخيل الشوارع تتقاطع في نظام ورتابة، في حين تشعرنا أحيانا بالتقاطعات العشوائية والمزدحمة للشوارع. كما تظهر بعض تلك المشربيات والخطوط العريضة التي يستخدمها الفنان وكأنها تصميمات داخلية لمنازل سكنية، يقوم المعماري بوضع الديكور والأثاث بداخلها، حيث تعتمد لوحات الفنان على الخطوط التي تكون إما سميكة أو رقيقة بكميات كبيرة متراصة جنبا لجنب، أما الدوائر التي تربط بين هذه الخطوط في بعض اللوحات فتبدو كأنها مفارق هذه الطرق التي تربط جميع الشوارع ببعضها.