استطاع أخيرا الرسام البوسني محمد باروتشتا الحصول على موافقة وزارة الثقافة البوسنية لممارسة هوايته المفضلة في فن الرسم على الجدار، وإدخالها ضمن فعاليات أيام سراييفو الثقافية 2008. وقد منحته الوزارة عمارة وسط مدينة سراييفو لصقل موهبته التي بدأها قبل ثماني سنوات تعرض فيها مرات عديدة لدخول أقسام الشرطة، بسبب البلاغات التي يتقدم بها الأهالي ضده، حيث يتهمونه فيها بتلويث جدران البنايات التي يسكنونها. ونقلت فضائية "الجزيرة" عن باروتشتا انتقاده حكومة بلاده التي لم تعط أي اهتمام لهذا الفن الراقي الذي يحظى بمراكز متقدمة في دول أوروبا الغربية وأميركا، حيث انطلق من مدينة نيويورك في سبعينيات القرن الماضي. وقال إنه لا توجد حرية فن في البوسنة ففي الوقت الذي نجد أن العديد من دول العالم المتحضر تدعم وتخصص أماكن كثيرة لممارسة فنانيها لفن الرسم على الجدار، نجد المنع والملاحقة والكبت في طريق عشاق هذا الفن في بلادنا. ويمارس فن (الغرافيتي) على الجدران العامة أو الخاصة باستخدام أدوات معينة بطريقة فنية لكلمات مقصودة أو صور أو عبارات مستهدفة بتعبير حر بهدف تزيين الجدران، وهو مزيج بين فني الغرافيك والقصص المصورة (الكومكس) في آن واحد. ويري الرسام باروتشتا أن ما يميز فن الرسم على الجدار هو الحرية التي يتمتع بها، فالرسام يحدد فكرته على ورقة ثم يرسمها على الجدار باستخدام الأسبراي (الرش على الجدران). وينقسم الغرافيتي إلى نوعين المكتوب (التوقيع) والمرسوم الذي تستخدم فيه حروف إنجليزية. وتحتضن البوسنة الكثير من فناني الرسم على الجدار، غير أن ندرة الأمكنة والبنايات التي يمكن أن يمارس فيها هذا الفن حالت دون انتشاره.