في إطار متوالية العروض الفنية للحرف التقليدية بالدول الأوروبية، استقبل المركز الثقافي المصري بالعاصمة اليونانية أثينا معرض الفنان خالد أبو المجد في مجال المشغولات النحاسية والذهبية والحديد، والذي وافق على إقامته الفنان فاروق حسني وزير الثقافة، ونظمه قطاع الفنون التشكيلية. وقد صرح الفنان محسن شعلان رئيس القطاع بأن المعرض ضم نحو 49 عملا منوعاً ما بين الطرق على النحاس والتشكيل على الخامات المعدنية، بالإضافة إلى حُلي من الفضة والنحاس، وقد جاءت الأعمال مزجاً بين الأصالة والمعاصرة في التكوين الفني، بما لا يقف بالأعمال الفنية على منهج ثابت في الأداء والتقنية، وتأتي المشاركة بهذه الفنون التراثية في إطار تحقيق التعارف الفني بخصوصية الفن المصري في هذه المجالات. واستكمالا لفكرة المعرض تحت رعاية القطاع، عرض الفنان خالد أبو المجد نحو عشرين قطعة حلي أخرى في قاعة أنجي أفلاطون بأتيلية القاهرة، في نفس موعد معرضه في أثينا، استخدم فيه الفضة والعقيق في عمل حلي قدمه في شكل تعبيري مستلهم من الفن المصري القديم، حيث كانت فكره العمل ما بين التصوير والتطبيق في الفكر المعدني، فأعماله تبدو وكأنها لوحات تصويرية توحي بتعبيرات مختلفة، ولكنه طوعها لتظهر لنا من خلال تشكيلاته المعدنية، التي شكلها بخبرة وباتقان شديد، فتلك المساحات الصغيرة من المعدن التي لا تتعدى بضعة سنتيمترات يتضح بها تفصيلات غاية في الدقة والمهارة، لتكون قطعة الحلي معبرة عن موضوع ما، تحكي لنا فكرتها في شكل بسيط. اهتم الفنان بالتشخيص في بعض أعماله، فهو أحيانا يعبر عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وأحيانا أخرى يأتي الرجل في صحبة كلبه، كما يستخدم أشيائه لتوحي بوجوده في أعمال أخرى، وأيضا يظهر البورترية في العمل، ليتآلف وينصهر في جسد المعدن، فمن بين أعماله بورترية لرجل وامرأه يلتحما في انسجام شديد، غير مهتم بالتفاصيل الدقيقة للوجوه، معتمدا على إظهار التعبير صادق. عرض بعض الحلي في ثنائية بين الأشياء، حيث يتضح التحول التعبيري مرتبطا بالماضي والحاضر، واستخدم اساليب وطرق مختلفة في تشكيل أعماله، كالطرق والتفريغ في خامة المعدن، كما استخدم النحت والتشكيل المجسم، فأعماله تعتبر مزج فيما بين ثلاثة من الفنون، النحت وتشكيل المعادن ولكنها بروح التصوير.