افتتح الناقد الدكتور منصور إبراهيم الحازمي "معرض مجموعة فناني وفنانات الطائف التشكيليين"، بالمتحف الوطني في الرياض، بحضور وزير الثقافة والإعلام إياد مدني. يحتوي المعرض على مجموعة من الأعمال تنوعت فيها الاتجاهات، والتقنيات، والمواضيع، أبدعها كل من فيصل خالد الخديدي وحمدان محارب العصيمي وزايد بن علي الزهراني ومحمد سعد الزهراني وفهد عايض القثامي وهبة الوقداني ومحمد عيضة الثقفي ووفاء محمد الطويرقي، وسمر معيض الحارثي. واستمع الحضور إلى الخديدي الذي سلط الضوء على الحركة التشكيلية في الطائف، وقراءة للأعمال المشاركة، بينما تحدث محارب حول جماعة "تعاكظ" التشكيلية، تلا ذلك عرض تصويري لتجربة فهد القثامي بعنوان "حكاية مسامير". يقول علي مرزوق بجريدة "الوطن" السعودية عند الانتقال إلى الخديدي وتجاربه الخشبية تراه يحيلنا إلى بانوراما عناصرها الخشب، والحديد الخردة، ومجموعة من الصور الفوتوجرافية، وفق تراكيب بنائية تؤطرها التلقائية. في حين نجد أطباق "محارب" الفضائية تجبر المتلقي على التوقف رغم أنها تصدمه بداية؛ هذه الصدمة أو الدهشة تتلاشى بعد أن نقرأ نصوصه البصرية بتأن فنجد شخوصاً فضائية تخرج منها ترانزوسترات، وأسلاك معدنية، وأحياناً مجموعة من كسر الزجاج وكأن "محارب" يسافر بنا إلى الفضاء الخارجي أو العالم الآخر حيث الوجوه الغرائبية، والتقنيات المتقدمة، وهنا أتساءل هل هو شبح التقنية، ومضارها المستقبلية أم هو خيال جامح يرسم المستقبل، غير أن الإجابة تستطيل وعلامات الاستفهام تتبعثر. وفي ذات الاتجاه والتقنية تقريباً نجد وفاء الطويرقي تستخدم ذات الصحون ولكن بشكل مختلف؛ إذ نجد أربعة من القضبان الحديدية تتحرك داخل الدائرة في اتجاهات مختلفة لتشكل لنا شخصية أنثوية تنتظر شيئاً ما، وبرغم أنها تدور في حلقة مفرغة إلا أن هناك صراعاً للخروج من ذات المكان وسط خطوط عشوائية رُسمت في أرضية الصحن تزيد من صعوبة الخروج. بينما نجد زميلتها سمر الحارثي تستخدم الصفيح الذي تختبئ وراءه شخوص، وعيون حائرة، وصامتة في ذات الوقت تنظر في اتجاهات مختلفة وكأنها أيضاً تبحث عن الخروج، أو أنها رضيت بالجلوس خلف اللاواقع. وفي تجربة أخرى نجد الثقفي يستنطق الحجر/الرخام إذ نجده يشكله، ويطوعه وفق ما يريد فحضرت أسطورة "جلجامش" و"طائر النار" في منحوتاته، كما حضرت"الأنثى" بشكلها المجرد، بانسيابية مطلقة، تؤكد على حرفيته، وتمكنه من الخامة، كما استطاع أن يزاوج بين الكتلة والفراغ من جهة، وتعددية الخامة من جهة أخرى. أما زايد فاستعمل ألوان الباستيل في تلوين شخوصه، والخطوط، والمساحات التي تتحرك حولها، وسط حالة من الحلم السريالي. بينما نجد سريالية الزهراني أكثر غرائبية، ومغلفة بألوان أكثر إشراقة. أما هبة الوقداني فقدمت تجربة تتداخل فيها الخامات بمستويات متعددة، وتستطيل فيها التساؤلات.