وفن تصوير ثقافة اليابان وحضارتها بين الحضارة اليابانية والحضارة الفرعونية القديمة ، ومن عبق الماضي، قدم 97 فنانا يابانيا معرضا تحت عنوان "معجزة الجمال في مصر" , وذلك بمتحف محمد محمود خليل وزوجته ,في قاعة أفق واحد ؛ حيث نظم المعرض شركة مجلة الفن بالتعاون مع شركة ممفيس تورز للسياحة سعيا للتبادل الثقافي بين مصر واليابان . من أعمال اليابانيين محيط : رهام محمود شارك كل فنان من العارضين بعمل واحد , كما حصلت الأعمال جميعها على جوائز . يضم المعرض أعمالا متميزة ومتنوعة في الحجم, ومتعددة المدارس الفنية مستلهمة من التراث الياباني ، كما ادخل بعض العارضين لمحات من التراث الفرعوني, واتضحت في بعض الأعمال التأثر بتصميمات المنسوجات اليابانية, كما عبروا عن موضوعاتهم من خلال اللون البرتقالي الساخن - فالمعروف عن اليابان على مدى التاريخ إنها بلاد الشمس المشرقة - وتنوعت اتجاهاتهم الفنية المرتبطة بالعصر الحديث, كالانطباعية والسريالية والتعبيرية والكلاسيكية والتجريدية, كما جمع بعض الفنانين بين أكثر من مدرسة فنية. وقد استلهم عدد كبير من العارضين لوحاتهم من الطبيعة, في إحدى اللوحات عبر فنان عن منظر طبيعي بأبعاده الثلاثية, كما التزم بالنسب الأكاديمية في تكوين المشهد بحيث تشغل المقدمة ثلثي المساحة بينما تشغل الخلفية الثلث الباقي في إطار أفقي, وقد اجري الفنان حوارا بين درجات اللون الناري, وفي لوحة أخرى صاغ لوحته عن الطبيعة بنفس الأبعاد الثلاثية واستخدام اللون "الموف" الرومانسي الحالم ليضفي حالة وجدانية علي المشهد فالجزء الأمامي من اللوحة في اللون البني يعبر عن الأرض فوقها لافتات بأعداد كبيرة التي تجذب الانتباه وتبدو السماء في الجزء العلوي من اللوحة وتحتها جبال نراها على بعد, ويتناثر فوق السماء مساحات لونية باللون البرتقالي تمثل أشكالا تشبه تكوينات النسيج الياباني فتوجد هذه الأشكال بتوسع في أعلى الجانب الأيمن, كما توجد هذه الأشكال مكدسة وصغيرة في الجانب الأيسر من السماء, ويشيع في هذا المنظر درجات البرتقالي المشرق مما يوحي بالأجواء الاحتفالية. وفي لوحة أخرى لمنظر طبيعي صور أمواج البحر وهي تلتقي برمال الشاطئ وجوارها أغصان النخيل , كما تتميز بعض اللوحات بتكوينات لونية متباينة تجمع بين الألوان القاتمة والفاتحة في تعبيرات قوية توحي بالعمق من أعمال اليابانيين وصاغ بعض الفنانين في لوحاتهم المناظر الطبيعية بالأبيض والأسود ففي إحدى اللوحات تظهر الأشجار والجبال في انسجام من خلال الأبيض والأسود في صياغة هادئة ورومانسية , وفي عدد من اللوحات أيضا أبيض وأسود تتسم بالأبعاد الكلاسيكية الطبيعية, فقد رسم الأشجار على جانبي المشهد يفصل بينهما طريق يأخذنا إلى بعيد , كما رسمت بعض الأعمال بأقلام الرصاص بدقة ملحوظة . عبر بعض الفنانين عن الورود بأشكال وصياغات مختلفة , ففي لوحة رسم الفنان مجموعة من الورود باللون الأحمر المبهج على خلفية سوداء تعلوها مساحة لونية بالبني الداكن فتبدو الورود مضيئة , وفي لوحات أخرى للورود وضعت في فاظات تحمل تكوينات لونية مختلفة وقد رسمت بأسلوب تأثيري , وقد شمل المعرض لوحة سوداء فوقها خطوط دائرية باللون الأحمر الداكن تضيق هذه الخطوط كلما اتجهنا وسط اللوحة تشعرنا بأننا ندخل في أعماق بئر عميق .
تصور اللوحة رجلا وامرأة خلفهما أشجار متداخلة بألوانها مع السماء وقد كان الفنان تأثيريا في أسلوبه , وقد رسمت هذه اللوحة بألوان الزيت وتصور الرجل والمرأة كأنهما يخرجان من بين مزروعات مع انسجام في الألوان يربط جميع عناصر اللوحة . من أعمال اليابانيين يضم المعرض أعمالا نحتية وخزفية اتسم أسلوبها بالبساطة في التعبير, كما ضم المعرض أيضا أعمالا تعبيرية واقعية, مثلا لوحة تصور امرأة جالسة متشابكة اليدين وتوحي تعبيرات وجهها بقلق الانتظار ومن خلفها مشهد للأهرامات وأبو الهول , ويلاحظ المشاهد اهتمام بعض هؤلاء الفنانين اليابانيين بالحضارة المصرية القديمة كما يبدو في لوحة تصور الأهرامات وأبو الهول كما يبدو قرص الشمس علي الجانب الأيسر ويتوسط السماء وجه فرعوني كأنه يمثل الآلهة الفرعونية القديمة , وفي مقدمة اللوحة توجد امرأة يابانية تقف في حالة تعبد للإله . يلاحظ اهتمام الفنان الياباني بتصوير المرأة, كما ضم المعرض عددا من اللوحات لنساء يابانيات في أوضاع مختلفة في أزيائهن القومية, ننظر للوحة تصف بورتيريه لامرأتين, وفي أخرى رسم المرأة وهي جالسة وتمسك بيديها طبلة وتتمايل كأنها ترقص, كما صورها أيضا في لوحة أخرى وهي ترقص وتتمايل رافعة يديها, وفي أخرى وهي تمشى هائمة في أجواء الطبيعة, وفي عمل آخر صورها تخرج بوجهها من مزارع كثيفة النباتات, كما تحتوي لوحات أخرى على رموز مقتبسة أيضا من الفنون اليابانية, وتوجد لوحة خلفيتها باللون البني الداكن فوقها خطوط هندسية رسمت بألوان مختلفة وزاهية, وفي لوحة أخرى رسم فقاعات متجاورة في تكوينات لونية تشعرنا كأننا داخل البحار, ولوحة تضم تصميمات زخرفيه تحتوي على خطوط عضوية وأشكال ملونة توحي بالأنسجة اليابانية.** صورة صور فنان مجموعة من الأشخاص وهم يتعبدون في الكنيسة وغلب اللون البرتقالي على اللوحة كما اتضح في ملامح وجوه الأشخاص الجدية الشديدة في العبادة, وفي لوحة أخرى عبر عن رجل يمسك سيف بيده دلالة على القسوة وفي اليد الأخرى يمسك سلسلة ذهبية توحي بالطمع والخلفية باللون البرتقالي الساخن يجعلنا نعيش في جو مليء بالقسوة مع ملامحه الحادة ووجهه الشديد الغضب, ورسم وجوه أطفال وامرأة تخرج من لون برتقالي تشعرنا بأنهم يحترقوا بداخلهم مع تعبير الوجوه الحزينة وفي وسط اللوحة دائرة بنية اللون تربط جميع عناصر اللوحة, كما قدم فنان لوحة تصور أسماكا وهي تسبح وتقع تحتها آله الجيتار بجانب الصخور فتبدو الأسماك كأنها ترقص وتتمايل مع نغمات الموسيقية, وعبر فنان عن القطة وهي تقف بإمالة وتنظر في حالة تعجب وخلفها التكوينات اللونية البرتقالية اللون, ويكتمل المعرض في نهاية الجولة بعدد من اللوحات تقارب العشرين تتميز بالخطوط المموجة والكتابات القديمة المرتبطة بالتراث الياباني. ويقول الناقد كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد , إنه فوجيء خلال زيارته لهذا المعرض بأن أكثر الأعمال تحمل الأساليب المعاصرة باستثناء مجموعة قليلة ارتبطت بالتراث الياباني, من أعمال اليابانيين ولا يشار إلى اليابان في معظم اللوحات سوى موضوعاتها التي تصور الإنسان الياباني , ويضيف أن العلاقة بين مصر واليابان كانت هدفا لهذا المعرض الذي شهد مناظر مصرية لفناني اليابان.
