لندن: ذكرت صحيفة "ذى نإدبندنت" البريطانية الأحد أن وزارة الدفاع البريطانية تواجه من جديد المئات من الاتهامات بتورط جنود بريطانيين في تعذيب وإساءة معاملة مدنيين عراقيين . ونقلت الصحيفة عن محامين قولهم إن أدلة جديدة برزت حالياً تؤكد وقوع عمليات تعذيب في السجون التي كانت تديرها القوات البريطانية في مدينة البصرة جنوبي العراق ، مشيرة إلى تعرض المعتقلين لصدمات كهربائية وحرمان من المرافق الضرورية لقضاء الحاجات ومنعهم من النوم لفترات طويلة والضرب المتكرر بوحشية وقسوة مشيرين إلى أن هذه الأساليب لابد وأن تكون قد أخذت الضوء الأخضر من قادة عسكريين ذوي رتب عالية أو مسئولين رفيعى المستوى في الوزارة. وقد بدأ نحو عشرين مدنياً عراقياً كانوا معتقلين سابقاً لدى القوات البريطانية جولة جديدة من الإجراءات القانونية لرفع قضايا ضد الوزارة بتهم السماح بالتعذيب. وأشارت "ذى اندبندنت" إلى أن المستشار في محكمة الاستئناف في لندن سير وليام غيج سيبدأ غداً تحقيقاً خاصاً بشأن مقتل المعتقل العراقي بهاء موسى العامل في فندق والبالغ من العمر 26عاماً والذي كانت زوجته قد ماتت قبله تاركة له طفلين لتربيتهما مشيرة إلى أن موسى تعرض للضرب حتى الموت على يد الجنود البريطانيين عندما كان معتقلاً في العراق عام 2003. وأضاف أن والد موسى ومدنيين عراقيين آخرين كانوا قد اعتقلوا في سجون تديرها القوات البريطانية سيغادرون إلى لندن لحضور الإجراءات القانونية في أيلول المقبل ويقول داوود والد موسى إن الغضب لايزال يتملكه وهو يتساءل لماذا وكيف قتل ابنه وهل ان هذه الجريمة جزء من سياسة أوسع. وأوضحت أن جثة موسى كانت تحمل آثار 93 جرحاً وبعد محاكمة سبعة جنود متورطين في العملية اكتفت المحكمة بإدانة واحد منهم بالمعاملة غير الإنسانية ولم توجه له تهمة القتل وحكم عليه بالسجن عاماً واحداً. ولفتت "ذى اندبندنت" إلى أن وسائل التعذيب من حرمان من النوم وتغطية وجه المعتقل بشكل دائم وحرمانه من الطعام والشراب وارغامه على الوقوف اوالجلوس بوضعيات صعبة ومؤلمة لفترات طويلة حرمت عام 1972 من قبل بريطانيا إلا أنه تم الكشف عن أن الجنود البريطانيين ظلوا يستخدمونها حتى العام ولم يعرف متى تم تجاهل المنع ومن سمح بذلك. وقد أدان وزير العدل البريطانى لورد سكوت بيكر وزارة الدفاع لاعتمادها السرية وطمس الحقائق بشان التحقيقات بهذه الاتهامات وإصدار بيانات كاذبة في جانب كبير منها. ويقول محامون ومدافعون عن حقوق الانسان إن هناك المئات من القضايا حول تورط القوات البريطانية في تعذيب عراقيين في السجون التي تديرها القوات البريطانية التى يمكن أن تكشف عن طبيعة وحقيقة ما كان يجرى فى العراق.