واشنطن: اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن القتال المحتدم فى العاصمة العراقية بغداد ومحافظة البصرة يهدد بتقويض الهدنة الطويلة الامد مع الميليشيات التابعة للزعيم الشيعى الشاب مقتدى الصدر والتي ساعدت من قبل في خفض مستوى العنف في الحرب الامريكية على العراق والمستمرة منذ أكثر من 5 سنوات . وأكدت الصحيفة ، فى تقرير بثته الليلة على موقعهاالالكترونى ، أن مستوى وكثافة وحدة الاشتباكات الطاحنة التي شهدتها بغداد اليوم الخميس أرغم أغلب سكان هذه المدينة على البقاء في منازلهم، مشيرة الى أنه مع احتدام القتال في البصرة وبغداد تحدثت القيادة العسكرية الامريكية في العراق للمرة الاولى اليوم لتنوه بأن دورها في العمليات العسكرية الجارية هو " مجرد دور استشاري " . واستشهدت الصحيفة في هذا السياق بحرص واضح أظهره اليوم الميجور جنرال كيفين بيرجنر المتحدث باسم القوات الامريكية في العراق على ابعاد القوات الامريكية عن المعارك الحالية وقوله " ان المالكي ووزرائه المعنيين بالامن هم الذين خططوا ونفذوا العمليات الحالية التي تستهدف فصائل شيعية مسلحة ". ولفت بيرنجر الى أن هذه العمليات التي يشارك فيها 16 ألف جندي من قوات الامن وأكثر من 9 آلاف من رجال الجيش العراقي لاتستهدف ميليشيات جيش المهدى التابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر على وجه الخصوص. وفيما وجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي اليوم ما وصف بانذار نهائي للمسلحين الشيعة الذين يسيطرون على البصرة بالقاء أسلحتهم في غضون 72 ساعة والا تعرضوا لعواقب جسيمة وعقوبات رادعة ، نقلت الصحيفة الامريكية عن مصدر طبي فى هذه المدينة قوله ان الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن مقتل 40 شخصا واصابة 200 على الاقل . و كان الدكتور برهم أحمد صالح نائب رئيس الوزراء العراقى صرح فى وقت سابق اليوم بأن ما يجرى حاليا فى البصرة من عمليات عسكرية هو جزء من محاولات الحكومة العراقية لاستتباب الامن والاستقرار فى البلاد مضيفا أن الحكومة لا تريد اقصاء التيار الصدري . وشدد على أن الحكومة تواجه فقط الخارجين على القانون غير الملتزمين بقرار تجميد الانشطة المسلحة لجيش المهدي الذي أعلن عنه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر . واعتبرت تقارير سابقة أن العراق يعيش منذ الامس أوقاتا عصيبة مع الدعوة التي أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للعصيان المدني بعد الحملة الحكومية التي تعرضت لها فصائل شيعية في البصرة ، فيما بدا اتفاق وقف اطلاق النار المعلن من جانب الصدر منذ شهر أغسطس فى العام الماضى فى مهب الريح .