بغداد : قال الرئيس الامريكي جورج بوش إن كبار مسؤوليه في العراق أبلغوه بانه يمكن الحفاظ على المستوى الحالي للامن في العراق باستخدام قوات أقل إذا استمر النجاح الحالي، في وقت ترددت أنباء عن تعرض الطائرة التي أقلته لإطلاق نار في محيط مدينة بغداد خلال هبوطها في قاعدة الأسد غربي بغداد. واثار بوش احتمال سحب بعض القوات خلال زيارة لقاعدة جوية في الصحراء بمحافظة الانبار في غرب العراق حيث أشار إلى ان "العنف" انحسر بعد ان تحول زعماء العشائر السنية في المنطقة ضد تنظيم "القاعدة" هناك. وحث بوش أيضا حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على متابعة ما وصفه بالتقدم على صعيد الامن. وجاءت زيارة بوش بعد يوم واحد من تسليم القوات البريطانية المسؤولية الامنية في البصرة ثاني مدن العراق الى السلطات العراقية فيما ابقت على جنودها خارج المدينة. وقال ضابط عراقي كبير إن القوات البريطانية انسحبت من آخر مواقعها في البصرة وسلمت المسؤولية الامنية في القصور الرئاسية التي كانت تشغلها وسط المدينة إلى الجيش العراقي. في غضون ذلك كشفت مصادر صحفية أمريكية أن الرئيس جورج بوش قام بزيارة مفاجئة إلى القاعدة الجوية المنعزلة المحصنة في محافظة الأنبار غربي العراق، للقاء كبار القادة الأمريكيين والمسؤولين العراقيين، وليستعرض ما وصفه ب"أحد النجاحات التي حققها قراره" بإرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى العراق. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في موقعها على الإنترنت مساء الاثنين: " إن بوش خرج من باب البيت الأبيض الخفي متوجها إلى العراق، في رحلة تهدف إلى تدعيم موقفه في عدم سحب قواته من هذا البلد". وأضافت أنه "على مدى ست ساعات يقضيها بوش في العراق، من المقرر أن يلتقي بقائد القوات الأمريكية في بالعراق الجنرال ديفيد بترايوس وغيره من القادة العسكريين، بالإضافة إلى السفير ريان كروكر، قبل عقد جلسة مع رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي وعدد من أعضاء حكومته المركزية". وتابعت "بعد ذلك من المقرر أن يجتمع بوش بزعماء العشائر السنية الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية في محافظة الأنبار، معقل تنظيم القاعدة وشهدت استقراراً كبيراً خلال العام الماضي". وكان مصادر صحفية عراقية قالت إن الرئيس الأمريكى جورج بوش "وصل إلى بغداد، بعد ظهر الاثنين، فى زيارة مفاجئة، يلتقى خلالها مع كل من الرئيس العراقى جلال الطالباني، ورئيس الوزراء نورى المالكي، ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمى". وأوضحت المصادر أن زيارة بوش، التي يرافقه فيها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي "لن تستغرق أكثر من يوم واحد"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي " اختار الهبوط في قاعدة الأسد الجوية، الواقعة في مدينة الرمادي".وتبعد الرمادي، مركز محافظة الأنبار، مسافة (110كلم) إلى الغرب من العاصمة بغداد. ونقلت الصحيفة عن مساعدين للرئيس الأمريكي قولهم إن بوش "سيحث المالكي، وقادة شيعة آخرين، على دعم القادة المحليين السنة في الأنبار الذين أشاد البيت الأبيض بتشجيعهم للمصالحة السياسية التي شهدت تراجعاً في مناطق أخرى من العراق، ثم في وقت لاحق، سيدلي بوش ببعض الملاحظات أمام حوالي (750) فردا من القوات الأمريكية وضيوف آخرين". وقال مستشار الأمن الوطني الأمريكي ستيفن هادلي للصحيفة إن "الرئيس يشعر أن هذا شيء عليه فعله، كي يضع نفسه في موضع يمكنه من اتخاذ بعض القرارات المهمة". وتقول الصحيفة إن زيارة بوش السرية إلى العراق، وهي الثالثة له منذ بدء الحرب في مارس/آذار من العام 2003 والثانية في عهد حكومة المالكي، تأتي "في لحظة بالغة الأهمية، وخلال النقاش الدائر حول مستقبل الصراع" في العراق. وكان الجدل قد تصاعد خلال الشهور الأخيرة -خاصة عقب فوز الديقراطيين بأغلبية مقاعد الكونجرس - حول ضرورة وضع جدول زمني لسحب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق. ومن المقرر أن يقدم كل من بيترايوس وكروكر، القائد العسكري والسفير الأمريكى فى العراق، شهادتيهما أمام الكونجرس في الأسبوع المقبل، عن مدى التقدم الذي أحرز في العراق. وكانت مصادر صحفية عراقية قالت إن الطائرة التي أقلت الرئيس بوش الى بغداد تعرضت إلى إطلاق نار في محيط مدينة بغداد خلال هبوطها في قاعدة الاسد غربي بغداد. ونقلت شبكة أخبار العراق عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن طائرات حربية أمريكية كانت ترافق طائرة بوش تعرضت إلى نيران أرضية من دون ان توضح في ما إذا كانت طائرة بوش تعرضت للإصابة أو الهبوط الاضطراري في إحدى المطارات العراقية. وكان شهود عيان قالوا إن المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد تعرضت الى هجمات بقذائف الهاون تزامناً مع وصول الرئيس جورج بوش الى بغداد، وأكدوا أن ألسنة الدخان تصاعدت من المنطقة الخضراء التي تحتوي على مكاتب الحكومة العراقية والسفارتين الأمريكية والبريطانية، من دون ان يعرف حجم الخسائر المادية والبشرية التي أحدثها هذا الهجوم. يشار إلى أن المنطقة الخضراء تتعرض بين فترة وأخرى الى هجمات بصواريخ الكاتيوشا والهاونات.