القاهرة: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل فور توقيع وثيقة المصالحة، مشددًا على أن التوقيع النهائي على وثيقة المصالحة سيتم في القاهرة. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن أبو مازن قوله عقب لقائه الرئيس مبارك أن اللقاء مع مشعل وباقي الفصائل الأخرى سيتم فورًا عقب التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، التي لا يمكن تعديلها لأنه سبق تعديلها تلبية لمطالب حماس من قبل. ونفى عباس وجود أي تغيير في الموقف الفلسطيني بشأن بدء المفاوضات مع إسرائيل خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف الاستيطان أولا مؤكدا أنه إذا أرادت التفاوض معنا فلا بد أن توقف الاستيطان لفترة، وأن تكون مرجعية المفاوضات واضحة. وجدد عباس تمسكه بدور مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن التوقيع النهائي على وثيقة المصالحة سيتم في القاهرة. وكان أبو مازن بحث مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت في القاهرة آخر المستجدات في إحياء عملية السلام في إطار الاتصالات التي تقوم بها مصر لدفع عملية التفاوض في المسار الفلسطيني الإسرائيلي والجولة التي يقوم بها أبو مازن في عدد من دول العالم لعرض وجهة النظر الفلسطينية إزاء عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أبو مازن في مؤتمر صحفي عقب المباحثات أنها تأتي في إطار الجهود المستمرة بين الجانبين المصري والفلسطيني لمتابعة آخر التطورات بشأن عملية السلام والمصالحة الفلسطينية. وأضاف أنه ناقش مع وفد أمريكي أول من أمس فكرة استمرار المبعوث الأمريكي جورج ميتشل في مساعيه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كما كان في الماضي ووفق الطلب الأمريكي. وأضاف أن هذا الموضوع مثار الحوار والتنسيق خلال الفترة الحالية، وتم عقد لقاء مصري أردني فلسطيني لهذا الغرض ونحن في انتظار الرد الأمريكي على عدد من الأسئلة التي طرحناها في اللقاء، وعندما يأتي الرد الأمريكي ستتم مناقشته في إطار عربي وسنعلن موقفنا. وحول إمكانية بدء المصالحة الفلسطينية أولا أو البدء في المفاوضات قال إن كل الأمور تسير في اتجاه واحد، وليست هناك أولوية لجانب على آخر، مضيفا أنه لا ارتباط بين المصالحة واستئناف عملية المفاوضات الخاصة بالسلام. وبرر أبو مازن زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث إلى غزة ولقاءاته مع قادة حماس، بقوله إن الزيارة تمت بقرار من السلطة الفلسطينية، ووصف الزيارة بأنها أمر طبيعي وأنه من حق أي فلسطيني أن يذهب إلى غزة أو الضفة الغربية. من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر فلسطينية في رام الله زيارة وفد من حماس للضفة الغربية، كخطوة تبادلية ردا على زيارة شعث إلى القطاع. وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس أن مشروع المصالحة حقق "اختراقا إيجابيا"، بعد زيارة شعث، وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التحرك على أرض الواقع. كما نفت حماس أمس وجود تباين وانقسام في مواقف قياداتها في غزةودمشق إزاء المصالحة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن "حماس موحدة في مواقفها وتتخذ قراراتها بالتشاور، ولا انقسام في مواقف قادتها في غزةودمشق". جاء ذلك، ردا على تصريحات شعت، بأنه لمس عند قادة حماس في غزة رغبة حقيقية في إنهاء حالة الانقسام، لكنها لم تتوفر بعد كما يبدو لدى قادة الحركة في دمشق. غير أن برهوم اعتبر "مبادرة مشعل واستعداده للقاء الرئيس أبو مازن من أجل تذليل كافة العقبات ثم الذهاب إلى القاهرة موحدين"، تؤكد رغبة حماس في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.