واشنطن: كشفت مصادر امريكية ان اربعة متهمين بالارهاب من قيادات تنظيم "القاعدة" تم نقلهم سرا الى جوانتانامو في كوبا عام 2003 اي قبل عام مما كان معلنا عنه سابقا، مشيرة الى انهم تعرضوا الى اقصى انواع التعذيب لمدة عامين في السجون الامريكية. ونقل راديو " صوت روسيا" عن المصادر الاستخباراتيه انه تم احتجاز المتهمين في مواقع وسجون سرية خارج الاراضي الامريكية قبل ان تمنحهم المحكمة العليا الامريكية فرصة مقابلة محامين. واشارت الى ان وكالة المخابرات المركزية "سي أي آيه" استجوبت المتهمين الاربعة الاساسيين لمدة عامين في "مواقع سوداء" دون اتاحة الفرصة لهم التحدث الى محامين او ناشطين في حقوق الانسان او مراقبين، ودون منحهم فرصة الطعن في احتجازهم امام المحاكم الامريكية. وسردت المصادر تفاصيل الحادثة وقالت انه في فجر يوم 24 سبتمبر/ايلول 2003 هبطت طائرة بوينج 737 بيضاء لا تحمل اي علامات تميزها على ارض مطار جوانتانامو وعلى متنها اربعة من عناصر "القاعدة" الكبار وهم ابو زبيدة وعبدالعزيز الناشري ورمزي بن الشيبة ومصطفى هوساوي. ويتهم الشيبة والهوساوي بالمساعدة في التخطيط لهجمات سبتمبر/ايلول في الولاياتالمتحدة. واشارت مصادر الانباء الى سرعة وصول ومغادرة المعتقلين من جوانتانامو باستخدام سجلات الطيران، اضافة الى مقابلات مع مسئولين امريكيين حاليين وسابقين. وكشف مسئولون كبار في البيت الابيض ووزارة العدل والبنتاجون و"سي آي أيه" ان برنامج نقل السجناء كان سريا جدا، حتى ان الكثير من الاشخاص الذين كانوا على مقربة من وكالة المخابرات المركزية لم يتمكنوا من الاطلاع عليه. من جهته، قال جورج ليتل المتحدث باسم "سي أي آيه" ان ما يسمى ب "المواقع السوداء" واساليب الاستجواب القاسية، والتي كانت تدار على اساس توجيهات من وزارة العدل، باتت اليوم شيئا من الماضي. يذكر ان الناشري كان العقل المدبر لتفجير عام 2000 للمدمرة الامريكية "يو إس إس كول"، بينما كان ابو زبيدة يسهل سفر قيادات "القاعدة". وقد اعترف الارهابيون الاربعة بأنهم قضوا شهورا في الخارج تعرضوا فيها الى اقسى اساليب الاستجواب. في اواخر صيف عام 2003، اعتقدت وكالة الاستخبارات المركزية ان المتهمين الاربعة كشفوا ماعندهم من اسرار وانه لم يعد هنالك حاجة الى احتجازهم في "المواقع السوداء" السرية، حيث تم نقلهم الى المنشأة البحرية الامريكية في خليج جوانتانامو لاحتجازهم قبل مثولهم امام المحاكم العسكرية.