واشنطن: قضت محكمة في مدينة دالاس الأمريكية الليلة الماضية بسجن 5 من رؤساء أكبر جمعية إسلامية خيرية لمدد طويلة بينهم مفيد عبد القادر الأخ غير الشقيق لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية بعد إدانتهم بتحويل 12 مليون دولار إلى حركة حماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية. وقد حكم على اثنين من المتهمين وهما: شكري ابو بكر وغسان العشي بالسجن لمدة 65 عاما، وحكم على ثلاثة متهمين اخرين بينهم عبد القادر بالسجن مدد تتراوح من 15 الى 20 عاما. جاءت الأحكام بعد مضي نحو ستة أشهر على إدانة هيئة محلفين عليا "مؤسسة الأرض المقدسة" وخمسة من قادتها بالتآمر لمساندة منظمة مقاومة للاحتلال وغسل الأموال والاحتيال الضريبي وتهم أخرى. وكانت المؤسسة ومقرها في إحدى ضواحي دالاس من أكبر المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولاياتالمتحدة قبل أن تغلقها الحكومة في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر أيلول عام 2001. وقالت الجماعة إن أنشطتها تتركز على تقديم المعونات والإغاثة من الكوارث إلى اللاجئين الفلسطينيين وقال بيار غانم مراسل قناة "العربية" في دالاس إن ذوي المحكومين اعتبروا الحكم سياسيا، موضحا أنه قابل للاستئناف وهناك إمكانية لتخفيفه. وقالت صحيفة "دالاس مورننغ نيوز" ان شكري ابو بكر (50 عاما) قال لمحكمة اتحادية في دالاس حينما حكم عليه قاضي المحكمة الجزئية الاميركية خورجي سوليس هو وغسان العشي (55 عاما) بالسجن 65 عاما "فعلت ذلك لانني كنت مهتما لا بناء على اوامر من حماس". وقالت الصحيفة ان القاضي رد بقوله "لم تحك القصة كلها، فالفلسطينيون كانوا في وضع بائس لكن هذا لا يبرر مساندة حماس". وشكل هذا الحكم انتصار قانونيا كبيرا للبيت الابيض في اطار "الحرب على الارهاب" ويأتي بعد اعادة المحاكمة اثر تعذر الاتفاق بين اعضاء هيئة المحلفين العام الماضي على قرار في القضية حول "مؤسسة الارض المقدسة" ومقرها في تكساس والمتهمة بارسال 12 مليون دولار إلى حماس. وقال باتريك روان مساعد المدعي العام للامن القومي في بيان " هذه الأحكام تشكل محطة مهمة جدا في جهود الولاياتالمتحدة ضد ممولي الارهاب". واضاف أن "هذه المحاكمة تظهر عزمنا على أن نضمن عدم استخدام جهود الاغاثة الانسانية كآلية للتستر على دعم مجموعات ارهابية وتوفير دعم لها". وقد بدأ افراد عائلات المتهمين الذين كانوا حاضرين في قاعة المحكمة في دالاس بالبكاء مع تلاوة الادانات في التهم ال 108 المتمحورة حول تقديم دعم مادي "لارهابيين وتبييض اموال والتهرب من دفع الضرائب. وسجلت المنظمات الخيرية الاسلامية التي واصلت نشاطها تراجعا كبير في التبرعات بسبب مخاوف من تعرضها لملاحقات قضائية رغم تبرئة متهمين في قضيتين كبيرتين اخريين في فلوريدا وشيكاغو من تهمة دعم ناشطين فلسطينيين أو حكم عليهم بتهم اقل.