محيط : نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء السبت وجود خلافات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض وراء تقديم الأخير استقالته من منصبه. ودافع عباس عن موقف فياض وقال: إن الأخير استقال "لأنه يريد للحوار الوطني أن ينجح، وأن يسهل الطريق للوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة". وأضاف الرئيس الفلسطيني خلال استقباله في رام الله بالضفة الغربية أعضاء المؤتمر العاشر لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية أنه لا يوجد سبب غير الحوار وراء استقالة فياض. وكان عباس كلف فياض باستمرار حكومته لحين تشكيل حكومة توافق وطني في الحوار الفلسطيني الذي يبدأ عمل لجانه بعد يومين وذلك بعد أن تقدم فياض باستقالته رسميا "دعما للحوار الفلسطيني". وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله بأن تتكلل جلسات الحوار القادمة بالنجاح، مع نهاية هذا الشهر حسب ما خطط له، كما تم الاتفاق بين الفصائل على تشكيل حكومة "تستطيع حمل العبء من الآن حتى نهاية العام الحالي وبداية عام 2010 ولتشرف على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة". وأوضح عباس "أن هذه الحكومة ستقوم أيضا بإعادة إعمار قطاع غزة، التي دمر حوالي 15 % من مبانيها جراء العدوان البربري، وهذا يجعلنا نتخيل مدى الدمار الذي حل بالقطاع". كان فياض أعلن في وقت سابق اليوم أنه قدم استقالته للرئيس الفلسطيني تمهيدا للحوار الفلسطيني المقرر في العاشر من الشهر الجاري. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن فياض قدم استقالته لتدخل حيز التنفيذ فور تشكيل حكومة التوافق الوطني بما لا يتجاوز نهاية الشهر الحالي كحد أقصى. بدوره قال سمير عبد الله وزير التخطيط في حكومة فياض لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن فياض وضع استقالة الحكومة تحت تصرف الرئيس عباس منذ شهرين وجرى تأكيد ذلك اليوم "حتى لا تكون الحكومة عائقا أمام الحوار الوطني ". وأشار عبد الله إلى أن حوار اللجان الخمس للمصالحة الفلسطينية سينطلق بعد يومين والحكومة أكدت موقفها الحريص على إنجاح الحوار وتشكيل حكومة توافق وطني كما دفعها لتقديم كتاب الاستقالة. لكن عبد الله لم يستعبد تشكيل حكومة بديلة لحكومة فياض في حال تأخر الاتفاق الفلسطيني على تشكيل حكومة توافق. وجاء في كتاب الاستقالة أن "الحكومة ومنذ تسلمها لمهامها، بذلت أقصى ما لديها من إمكانيات لإنقاذ الوطن من حالة التدهور الاقتصادي والفوضى الأمنية التي اتسع نطاقها في حزيران/يونيو ،2007 وأنها قامت بكل ما تستطيع لإعادة بناء مؤسسات السلطة الوطنية". وأكد فياض "أن هذه الخطوة تأتي دعما لجهود تشكيل حكومة توافق وطني، وانسجاما مع الدعوة المستمرة التي سبق التأكيد عليها طوال الفترة الماضية حول ضرورة تشكيل حكومة توافق تعيد الوحدة للوطن". واعتبر فياض أن الأولوية في عمل لجان الحوار التي ستنهي أعمالها كحد أقصى في نهاية آذار/مارس ، كما أكد البيان الصادر عن الجولة الأولى للحوار في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ينبغي أن تتمثل في سرعة الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني. وأعرب فياض عن أمله في أن تتمكن " الحكومة الجديدة من تلبية طموحات وتطلعات شعبنا، والوفاء لتضحياته ومتابعة إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام ،1967 وأن تجد كذلك ما يساعدها على القيام بالمهام المطلوبة منها". يشار إلى أن عباس كان كلف فياض بتشكيل حكومة تصريف أعمال منتصف حزيران/يونيو 2007 بعد إقالته حكومة الوحدة الوطنية أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة.