أكدت الأممالمتحدة أن المباحثات المباشرة بين المعارضة السورية ووفد النظام في جنيف لن تجرى الجمعة. ومن جانبها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد، بثينة شعبان، إن الأممالمتحدة أبلغت وفد النظام بأن المعارضة غير جاهزة للجلسة الصباحية. وأضافت شعبان: "إنهم يريدون السلطة، ونحن لم نأتِ الى هنا للحديث عن السلطة، بل لمناقشة قضية الإرهاب الذي يسفك دماء السوريين". وأعلن الائتلاف السوري المعارض، الجمعة، أنه لن يقبل بخوض مفاوضات مباشرة مع النظام في جنيف قبل أن يقر الأخير بقبوله بنقل السلطة وفقاً لقرار مؤتمر "جنيف 1". ورفض الوفدان السوريان دخول قاعتي المحادثات، وسط مساعٍ لتجنب انهيار المفاوضات. وسعى الموفد الدولي والعربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اعتباراً من الجمعة، لإجراء مفاوضات منفصلة مع وفدي المعارضة والنظام السوري في جنيف. ويسعى المتفاوضون إلى تحقيق تقدم في ملفات وقف إطلاق النار، وتبادل السجناء، وفك الحصار عن المدن. وشهد الخميس جلسة مشاورات تحضيرية قام بها الإبراهيمي مع كلا الوفدين على حدة، بغية وضع الترتيبات اللازمة للتفاوض. ويجمع المسؤولون الغربيون المجتمعون في سويسرا على أن المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية لن تكون أبداً أمراً سهلاً. ويرجع ذلك إلى أن طرفي النزاع لديهما أهداف متناقضة تماماً من المجيء إلى جنيف الذي اعتبر مجرد انعقاده وعدم انسحاب أي طرف منه إنجازاً، بعد بداية وصفت بالمتعثرة. وتتمحور النقاط التي تشكل جوهر الخلاف في هذه المفاوضات حول مصير الأسد ودوره، ومن المرجح مناقشتها بداية خلال مفاوضات الجمعة في قاعتين منفصلتين، واحدة لوفد النظام والثانية للمعارضة، وسينتقل الإبراهيمي بينهما بهدف تقريب وجهات النظر وتقييم استعدادها للتفاوض. ويأمل المنظمون أن يكون ذلك تمهيداً قبل جمع الطرفين بغرفة واحدة رغم صعوبة ذلك، بسبب انعدام الثقة الكلي بين الطرفين. لكن موسكو وواشنطن تعتقدان أن النقاط التي اتفق عليها مؤخراً بين الطرفين ربما تكون مؤشرات إيجابية، خصوصاً فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في حلب، ويبحث تطبيق نفس الخطة في حمص، وفتح بعض الممرات الإنسانية للمناطق المحاصرة. كما أن كلاً من النظام والمعارضة يحضران قوائم بأسماء معتقلين ومخطوفين لتتم مبادلتهم. وحال تحققت هذه الخطوات، يرى المتابعون أنها بداية لردم الهوة بين الوفدين المفاوضين، وربما تحقيق بعض التقدم خلال الأيام المقبلة رغم التوتر القائم.