استمر التدهور الأمني في بغداد لليوم الثاني على التوالي، حيث قتل وأصيب العشرات بتفجير ست سيارات مفخخة، بالتزامن مع إعلان السلطات الأمنية استعادة معظم المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في الأنبار، عدا الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم ويمنع سكانها من مغادرتها فارضاً عليهم نمط حياة يرفضونه. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن أكدت وزارة الدفاع الاثنين أن في الفلوجة أسلحة حديثة تكفي لاحتلال بغداد، ولم تستبعد اقتحامها قريباً جداً بعد فشل وساطات اضطلع بها زعماء العشائر الذين فقدوا سلطتهم. وقتل وجرح أكثر من 70 عراقياً في سلسلة هجمات طاولت مناطق مختلفة في بغداد وكركوك صباح أمس، اعتبرتها القوى الأمنية محاولة لنقل المعركة إلى خارج الأنبار التي تشهد معارك منذ ثلاثة أسابيع. في هذا الوقت قال وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي، خلال اجتماع مع العشائر: "كان تنظيم داعش يسعى إلى تكون الفلوجة نواة لإمارته، وتم ضخ الأموال وجمع السلاح فيها لمدة طويلة، ليس لإقامة الإمارة فقط، بل لتمددها وإسقاط النظام السياسي". وأضاف أن "السلاح الذي جمع في الفلوجة ضخم وكبير وحديث ويكفي لاحتلال بغداد"، مشيراً إلى أن "معظم مدن الأنبار عادت إلى حضن الدولة، وقد تمكنت قوات الأمن مساء الأحد من تنفيذ عملية واسعة في منطقة البوبالي في الأنبار، وتم تطهيرها بالكامل". وأكد مجلس المحافظة سيطرة الجيش على هذه المنطقة الواقعة شرق الرمادي، وقال نائب رئيس المجلس صالح العيساوي في تصريح إلى "الحياة" أمس :"إن قوات الجيش تمكنت أمس من تطهير منطقة البوبالي التي كانت تحت سيطرة المسلحين وتنظيم داعش منذ أسبوعين". وأضاف أن "عملية عسكرية جديدة بدأت فجر امس في مناطق الملعب والحوز وشارع 60 تسير حتى الآن بشكل جيد"، وتوقع إحكام السيطرة على هذه المناطق قريباً جداً. وفي الفلوجة شرق الأنبار، قالت مصادر أمنية إن قوات الجيش أغلقت امس ثلاثة مداخل رئيسية للمدينة، هي مدخلا الصقلاوية من جهة قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين والازركية، ومدخل النعيمية من جهة بغداد، تمهيداً لاقتحامها.