إنتهاء شهر العسل بين واشنطن وحليفتها إسرائيل: بوش أضعف من مواجهة إيران أو تحقيق السلام محيط وكالات القدسالمحتلة : يبدو أن شهر العسل بين إسرائيل والولاياتالمتحدة أوشك على الانتهاء بعد أن شنت الخارجية الإسرائيلية هجوماً حاداً على الادارة الامريكية, مشيرةً الى أنها أضعف من أن تكون قادرة على تحريك شيء فى المنطقة، لا عملية سلمية مع الفلسطينيين, ولا حتى وقف البرنامج النووى الإيراني.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقاطع من تقديرات المخابرات الإسرائيلية للعام 2008 الذى وزعه مركز الدراسات السياسية على القيادة السياسية الإسرائيلية والذي يقول إن الإدارة الأمريكية الحالية أخذت تضعف ولن تنجح فى إحداث انطلاقة فى عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. خيار عسكري وأوضحت الصحيفة بأنها أهملت الخيار العسكرى ضد إيران وتجد صعوبة فى تجنيد دعم دولى لفرض عقوبات فعالة تؤدى إلى وقف المشروع النووى الإيراني، وفى المقابل ستسعى دول عربية للحصول على برامج نووية سلمية طمعا فى حيازة قدرة نووية عسكرية. وتوقع التقرير أن تزيد الإدارة الأمريكية من ضغوطها على إسرائيل فيما يتعلق بوقف التوسع الاستيطانى وتفكيك بؤر استيطانية عشوائية, وقال إن الرئيس الفلسطينى محمود عباس لن ينجح فى ترميم أوضاع حركة فتح وأنه يسعى فى المقابل لمصالحة حركة حماس. كما توقع ألا تتوقف جهود الإدارة الأمريكية لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وعلى هذه الخلفية يتوقع حدوث احتكاكات بين الإدارة الأميركية وإسرائيل بخاصة فيما يتعلق بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية, مستبعداً حدوث تقدم حقيقى فى العملية السياسية مع الفلسطينيين لكنه توقع استمرارها، معتبرا أنها تخدم مصالح حيوية لكلا الجانبين. ضعف عباس لكن التقرير لم يستبعد حدوث جمود بادعاء ضعف حكم عباس ولأن حماس تتآمر عليه وتوقع فشل جهود عباس لتقوية فتح ولهذه الأسباب فإن حكومة إسرائيل ستواجه صعوبة فى تنفيذ "بوادر نية حسنة" تجاه عباس. وفيما يتعلق بحماس، قال التقرير إن الحركة ستواصل سيطرتها على قطاع غزة على الرغم من الصعوبات التى تواجهها وستواصل فى بناء قوتها العسكرية تحسبا من اجتياح إسرائيلى للقطاع، وسيتواصل إطلاق صواريخ القسام من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل وسيستمر تحسين وتطوير مدى هذه الصواريخ لتنضم المزيد من المدن الإسرائيلية لمدى هذه الصواريخ. ورجح التقرير أن تمتنع حماس عن عمليات من شأن إسرائيل أن تعتبرها استفزازا وتقوم باحتلال القطاع مجددا, مستبعداً أن تتمكن حماس من تشكيل خطر على حكم عباس فى الضفة الغربية "بسبب القوى التى تواجهها هناك"، فى إشارة إلى قوات الجيش الإسرائيلي. احتكاك بمصر من جهة أخرى، توقع تقرير وزارة الخارجية أن يستمر الاحتكاك بين إسرائيل ومصر على خلفية تهريب أسلحة وتسلل نشطين للقطاع ورأى التقرير أن الإدارة الأميركية لن تمارس ضغوطا حقيقية على القاهرة فى هذه القضايا, وستدافع عن مصر أمام الكونغرس الذى يميل إلى قبول موقف إسرائيل. على صعيد آخر توقع التقرير أن تبذل مصر والسعودية جهودا لدمج حماس مجددا فى السلطة الفلسطينية, كما استبعد التقرير أن تبادر سوريا إلى مواجهة مع إسرائيل لكنه لم يتوقع، فى المقابل، تقدما باتجاه حل سلمى بين الطرفين, ولم يتوقع أيضاً ضغطا دوليا على إسرائيل للدفع باتجاه تقدم على المسار السوري، ولا أن تمارس ضغوط على دمشق لتتوقف عن نهج المناكفة الذى تمارسه فى المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بلبنان. وبحسب التقرير فإن سوريا ستستمر فى بناء قوتها العسكرية والتزود بصواريخ بصورة تمكنها من خوض مواجهة متوازنة مع إسرائيل وفق أسلوب حزب الله, واستبعد التقرير أن تبتعد سوريا عن حلفها الاستراتيجى مع إيران. بقاء الأحوال وفيما يتعلق بإيران استبعد التقرير حدوث تغير استراتيجى فى سياستها بخصوص برنامجها النووى بما فى ذلك تخصيب اليورانيوم، خصوصا على خلفية تقرير المخابرات الأميركية، الذى قال إن إيران توقفت عن مساعيها لإنتاج سلاح نووى منذ العام 2003، واعتبر التقرير أن الولاياتالمتحدة تنازلت عن الخيار العسكرى ضد إيران. كذلك استبعد أن يبادر حزب الله اللبنانى إلى نشاط عسكرى ضد إسرائيل فى العام القريب لكنه سيستمر فى تحسين قدراته العسكرية استعدادا لاحتمال حدوث مواجهة عنيفة فى المستقبل البعيد, وقال التقرير إن حزب الله سيواصل دعم المنظمات الفلسطينية وأن معاناة لبنان من انعدام الاستقرار ستستمر. وبخصوص العالم العربى قال التقرير إنه لن تنشأ علاقات تطبيع بين إسرائيل والعالم العربى ومن بين أسباب ذلك بحسب التقرير الإسرائيلى تراجع القوى البراغماتية أمام إيران وحلفائها, وتجدر الإشارة إلى مركز الدراسات السياسية فى وزارة الخارجية هو واحد من بين ثلاث هيئات مركزية وأساسية تضع التقويمات الرسمية فى إسرائيلية وهو الهيئة المدنية الوحيدة إلى جانب الهيئتين الأخريين وهما الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية.