على الرغم من الآلام والصعاب الجسام التي حملها عام 2013 في جعبته للعديد من دول المنطقة، إلا أن الوضع بات مختلفا بالنسبة للأردن الذي سجل العديد من الإنجازات الواحد تلو الآخر والتي كان أبرزها فوزه بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين اعتبارا من يناير 2014. عضوية مجلس الأمن ولاقت هذه العضوية قبولا وترحيبا عربيا وغربيا كبيرين، وأيضا تأييدا منقطع النظير من قبل المسئولين الفلسطينيين الذين يرون فيها انتصارا لقضيتهم في ظل التعنت والمرواغة الإسرائيلية التي أوصلت المفاوضات إلى طريق يصفه بعض المراقبين ب"المسدود"، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. ووفقا لسفير مصر لدى الأردن السفير خالد ثروت تعتبر هذه الخطوة فرصة لتعزيز الحوار في الشرق الأوسط، مبديا ثقته في أن الأردن سيبذل الكثير في مجلس الأمن لنصرة قضايا المنطقة وأن اختياره لهذه العضوية يرجع لإنجازاته الكبيرة في تطبيق مفاهيم ومباديء الأممالمتحدة. أما نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني فقد اعتبر فوز الأردن بعضوية مجلس الأمن مكسبا حيويا للقضية الفلسطينية وللعرب..كما أنها ستتيح للجانب الفلسطيني كما العربي الاستفادة من آليات مجلس الأمن لصالح قضاياه، قائلا: "إن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين ولقضايا الصراع العربي الإسرائيلي". وعلى الصعيد الدولي، رحبت روسيا بهذه العضوية واعتبرتها حدثا مهما، مبدية استعدادها للتعاون البناء مع الأردن في كل المسائل المدرجة على الأجندة الدولية. وثمنت الولاياتالمتحدة عضوية الأردن في مجلس الأمن، مبدية تطلعها للمضي قدما في شراكة قوية ومثمرة مع المملكة لمعالجة قضايا أساسية تتعلق بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين. العلاقات المصرية - الأردنية كما يعتبر عام 2013 ، الذي يستعد للرحيل عند منتصف الليلة ، شاهدا على عودة النمو والتقدم العلاقات المصرية الأردنية وهو ما تجسد في الزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين والتي كان أبرزها الزيارة الخاطفة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في 20 يوليو الماضي كأول زعيم عربي وأجنبي يزور القاهرة بعد ثورة 30 يونيو للتأكيد على دعم خيارات الشعب المصري ومساندة مصر لتجاوز الظروف التي تشهدها وصولا لترسيخ أمنها واستقرارها. وقد التقى العاهل الأردني خلال الزيارة مع الرئيس عدلي منصور، حيث تباحثا في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتطورات الأوضاع على الساحة المصرية والمستجدات في الشرق الأوسط. وتقييما للعلاقات المصرية الأردنية، أكد وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني على أنها علاقات تاريخية ومتجذرة وغير مرتبطة بمرحلة معينة وهي مستمرة بالتطور والتقدم، منوها بأن الأردن يسعى إلى تعزيز التعاون مع مصر في المجالات كافة وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. أما سفير مصر بعمان فقد وصفها ب"الممتازة" وأنها تتمتع بالخصوصية والاستراتيجية ، وأن هناك تقاربا في المواقف ، وتنسيقا دائما بين القيادتين السياستين في البلدين خاصة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وعملية السلام. وأكد السفير ثروت أن الأردن يساند مصر في أوقات الشدة..مثمنا زيارة العاهل الأردني لمصر بعد ثورة 30 يونيو..ومشيدا بقرار العاهل الأردني الخاص بإرسال مستشفى ميداني عسكري إلى مصر للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين المصريين وتخفيف العبء عن القطاع الصحي المصري. وجاءت مشاركة رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني الدكتور عبدالله النسور في احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة ، للتأكيد على أن العلاقات المصرية الأردنية "تاريخية وأخوية وراسخة على الدوام، وأن الأردن بجانب شقيقته الكبرى في أفراحها وأتراحها". وعرفانا وردا للجميل، قام الرئيس المصري عدلي منصور في الثامن من أكتوبر الماضي، بزيارة سريعة إلى الأردن استغرقت يوما واحد وذلك في إطار أول جولة خارجية له منذ توليه مقاليد الرئاسة في يوليو الماضي شملت أيضا السعودية حيث التقى خلالها مع العاهل الأردني وبحثا في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية المشتركة وعلى رأسها الاقتصادية والسياسية بين البلدين. ورحب الأردن وقتذاك ، على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، بزيارة الرئيس منصور، وقال: "إنها تأتي تتويجا وترسيخا للعلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين كما أنها تكتسب قدرا عاليا من الاهتمام لدى المسئولين الأردنيين وذات أهمية كبيرة لمسيرة التعاون بين الأردن ومصر". التجارب النووية وامتدت نجاحات الأردن خلال 2013 إلى اختياره لاستضافة تمرين التفتيش الموقعي الميداني المتكامل التابع لمنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية خلال الفترة من أول نوفمبر وحتى 7 ديسمبر 2014، إضافة إلى حصوله على المرتبة الأولى عربيا والخامسة دوليا في مجال السياحة العلاجية السريرية. وفي إطار النجاحات، قفز مطار الملكة علياء الدولي إلى المركز 44 ضمن أفضل مطارات العالم مقابل المركز 186 عام 2012 وذلك وفقا لاستطلاع (جودة خدمات المطارات) الذي أجراه المجلس الدولي للمطارات في الربع الثاني من العام الجاري. أما "أردن خال من الألغام والذخائر العنقودية القابلة للانفجار وغيرها من مخلفات الحرب"..فقد أطلقها مدوية رئيس الهيئة الأردنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل الأمير مرعد بن رعد خلال نوفمبر الماضي. مشروع "البحرين" ومن أبرز المحطات في قطار عام 2013 بالنسبة للأردن فقد تمثلت في توقيعه بواشنطن مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الشهر الجاري مذكرة تفاهم لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ناقل البحرين (الأحمر – الميت) الذي يعد أحد أهم المشاريع المائية الاستراتيجية الحيوية للمملكة. ووفقا للاتفاق المبرم بين الأطراف الثلاثة، فإن البدء في التنفيذ الفعلي للمشروع سيكون مع حلول الربع الثالث من العام 2014 علما بأن هذه المرحلة تشمل إنشاء محطة لتحلية مياه البحر الأحمر في العقبة ينجم عنها تحلية ما يتراوح بين 85 إلى 100 مليون متر مكعب من المياه. وتعقيبا على الاتفاقية، قال الدكتور حازم قشوع رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأردني إن هذا المشروع تم طرحه في العام 1996 وليس جديدا، لافتا إلى أن الأردن يعاني من مشكلتين رئيسيتين الأولى تتعلق بالمياه والثانية بالطاقة لذلك فإنه مشروع حيوي للمملكة. ووفقا لقشوع فإن الأطراف الثلاثة لها مصلحة كبيرة في تنفيذ هذا المشروع لأنه سوف ينمي المنطقة الجنوبية لها .. وأنه لا تستطيع أية دولة منفردة أن تقوم بإنجازه لأنه بحاجة لأموال ضخمة ، معربا عن اعتقاده بأنه إذا ما تم إنجازه فسيكون أمرا إيجابيا وسوف يصب في الصالح العام. نجاحات داخلية وعلى الصعيد الداخلي، أجريت في المملكة ثلاثة انتخابات هي: "النيابية والبلدية وغرفة تجارة عمان" كان عنوانها الرئيسي الإصلاح والتغيير حيث اتسمت بالنزاهة والشفافية في مرحلة سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة شديدة الحساسية تشهدها المنطقة عموما..كما احتل موضوع مكافحة الفساد حيزا مهما إذ تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد للأعوام 2013 - 2017 . وفيما يتعلق بالشأن الرياضي، فاز الأردن باستضافة نهائيات كأس العالم للشابات لعام 2016 حيث تفوق بالإجماع على كل من الأوروجواي وجنوب أفريقيا والبحرين..كما فاز الاتحاد الأردني بجائزة أفضل اتحاد أسيوي متطور في القارة.