النجار : دولة الخوف ستسقط وإعلام "أمن الدولة" لن يرهبنا حمزاوي : الدستور يؤسس لفاشية عسكرية بديلة عن الدينية .. وهروبي شائعة الصياد : استقلت حين شاهدت الطريق المظلم الذي يقودنا له الإخوان فشير: قطيعة الماضي حتمية .. ومن سيصوت ب"لا" عليه إيجاد بديل حول مصر بعد 7 سنوات وكيف يمكن أن تكون في "25 يناير 2020 " دارت الليلة مناظرة ساخنة شهدتها ساقية عبدالمنعم الصاوي بحضور الدكتور أيمن الصياد، الكاتب الصحفي ومستشار رئيس الجمهورية السابق، والدكتور عمرو حمزاوى البرلمانى السابق واستاذ العلوم السياسية، والدكتور مصطفى النجار البرلماني السابق ومؤسس حزب "العدل"، والدكتور عز الدين شكري الكاتب ومستشار الحكومة للشئون السياسية، وهو اللقاء الذي أدارته الإعلامية ومقدمة البرامج بقناة "اون تي في" ليليان داود . وقد احتشدت "قاعة النهر" التي استضافت المناظرة بالحضور والذين غلب عليهم الشباب، وتصاعدت هتافات بعض الحضور مرددين "يسقط حكم العسكر" ودوى التصفيق الحاد عقب إدلاء النجار وحمزاوي بآرائهما التي انتقدت بشدة إهدار حقوق الإنسان في مصر تحت دعاوى محاربة الإرهاب، فيما مال الصياد لرفض ثنائية "السيسي ومرسي" ومال فشير للمضي في خارطة الطريق المرسومة بعد 30 يونيو. أحلام لا تسقط بالتقادم اعتبر الدكتور عز الدين شكري فشير أن المستقبل محفوف بالمخاطر، واضاف ان ما جرى بمصر في 25 يناير 2011 كان ثورة كبرى قامت من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولكنها اكتشفت ان النظام مهتريء تماما وقواعد السلطة بالية ولابد من الاطاحة بها ، كما ان ما نشهده من موجات ثورية هو امر طبيعي الى ان تاتي تلك الموجة التي تستطيع ان تحقق اهداف الثورة . اما عمرو حمزاوي فاكد بداية انه لا يمكن ان يهرب من مصر وان ذلك مجرد شائعة وراى ان مصر 2020 ستشهد اكتساحا شبابيا بحكم التركيبة الديموغرافية التي تغلب الشباب بنسبة 70% وهو ما يستدعي التغيير الحقيقي الذي يطمح به شباب الثورة، وسيواجهون تحديات قاسية مرتبطة بغياب العقد الاجتماعي والحاجة لعقد جديد ليس فيه اقصاء او ابعاد ويضمن الحريات والمساواة . واعتبر الدكتور مصطفى النجار ان النظام الحالي سيسقط حتما لأنه قائم على صناعة الخوف وإعلام "أمن الدولة" وسيسهم بسقوطه الحراك الشعبي والطلابي، و مصر 2020 تطمح لرئيس يجيء من صلب المصريين وتطمح لأن ترى رموز الفساد في قفص المحاكمات الناجزة وتطمح لعدالة انتقالية حقيقية تسترد حقوق شهداء الثورة منذ 25 يناير . لكن الحقيقة أن مصر 2020 قد لا تشغل بال نشطاء الثورة الآن حسبما يشير "النجار" ؛ لأنهم لم يفرغوا بعد من الوحل الذي يعيشونه في مصر الحالية فمصر تعيش حالة من التعري الكامل ومصر اليوم تحكمها قبضة أمنية تبطش بكل شيء لاستتباب النظام العسكري الذي ثار المصريون ضده من قبل ، وكأننا رفضنا الفاشية الدينية لنقبل اليوم بفاشية عسكرية، بحسب تعبيره. حين حاولت مديرة اللقاء أن تتحدث عن حراك إخواني طلابي، رفض "النجار" وأكد أن الطلاب خرجوا بجامعات القاهرة وعين شمس والأزهر لما شاهدوه من اعتداءات سافرة على زملائهم وبعضهم لم ينتمِ يوما لأي نشاط سياسي كالطالب محمد رضا بكلية الهندسة وباسم محسن الذي استشهد اليوم بالسويس، وهي أشياء يتعمد الإعلام المصري ألا يصورها على حقيقتها بل يعمد لتشويهها وتحويل الأمر وكأنه حرب بين الدولة وبعض الإرهابيين الذين يستحقون القتل بلا رأفة . وقد عاب النجار حالة الفرز بين المصريين؛ فهؤلاء نرعى مصالحهم وحقوقهم لأنهم من المؤيدين للفريق السيسي والذين فوضوه في 3 يوليو، وهؤلاء لا يستحقون الحياة ممن عارضوا الانقلاب وانتهاكات حقوق الإنسان، وقد جرت حملة منظمة لتشويه رموز السياسة والكتابة الذين وقفوا إلى جانب الإنسانية وحرمة الدماء المهدرة . الاستقطاب وجماعات المصالح اكد الدكتور عز الدين شكري أن حالة الاستقطاب والفرز عادة ما تلحق بالثورات، فيما أكد الكاتب الصحفي أيمن الصياد أن الشباب بالفعل ربما يكونون هم الأحصنة التي يراهن عليها الجميع لإنجاح الثورة وتحقيق مكتسباتها‘ خاصة وأنهم لا يحملون "ثأرات قديمة" كتلك التي يعيش بها الجيل السابق عليهم والتي تسببت في إفساد الثورة, فالإخوان لديهم ثأر مع اليساريين والناصريين ‘ وطبقة رجال الأعمال لديه ثار مع كل الثوار الذين خرجوا لإسقاط دولة مبارك، وهو ما ينطبق على طبقة الأوليجاريكاتيين أو أصحاب المصالح بوجه عام، وبنبرة واثقة قال الصياد : سوف تظل "الثورة مستمرة" طالما لم تتحقق مكتسباتها. لكن "الصياد" من جانب آخر أكد أن هؤلاء الشباب أحيانا يتم توجيههم لمعارك جانبية لم ترفعها الثورة في شعاراتها البارزة ؛ فقد خرج المصريون منذ 25 يناير 2011 يطالبون بأمرين أساسيين "إسقاط النظام" و"عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية" ولم يخرجون ليؤكدوا أن هوية مصر إسلامية او غير ذلك، ولا خرجوا ليقولوا أن مصر ولاية تابعة للخلافة العثمانية !! واستطرد "الصياد" : الحقيقة أننا نعيش في فزاعات وهمية صنعتها الدولة الأمنية والإخوان المسلمين؛ فالإخوان يقولون لولانا لكان جمال مبارك حاكما، والنظام الحالي يخيفون الناس بدرجة مبالغ فيها من الإخوان، وكل هذا محض هراء، ولا أرى أن الشباب المصري مضطر للاختيار بين بديلين سيئين، لأنهم حقا يستحقون مستقبل أفضل. دولة .. بلا رؤية! تساءلت مديرة اللقاء : إلى متى ينتظر المصريون حتى تكون لديهم دولة ناضجة أيديولوجيا ومستقرة في الحكم على ما جرى وتوصيفه بين مفردات "إرهاب" و"شرعية" واخيرا متى تضطلع حكوماتنا بمهامها في رفع معاناة المصريين المعيشية ؟ فاجابها "فشير" : الدولة القائمة الآن قدرتها محدودة للغاية خاصة من جانب مؤسساتها ونتوقع تغييرات حكومية كثيرة ، ورأى أيضا أنه ليس هناك ضرر من استمرار وجود فئة غاضبة من المصريين، وهذا طبيعي خاصة بعد الثورات الكبرى، وكل ذلك ينتهي حين يستطيع النظام إقناع الشعب بان لديه رؤية في حل ازماته في كل المجالات وهو شيء مفقود حتى وقتنا هذا . لكن الدكتور مصطفى النجار اعتبر من جانبه أن مصر مليئة بالكفاءات ولا تعاني من القدرة أو العلم بشكل اساسي وإنما المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية للتغيير ولتمكين الشباب واهل الكفاءة، فأي حديث عن تنمية اقتصادية ونهضة وتطور في ظل مناخ سياسي كهذا هو هراء، والرجل العسكري القوي لم يقود البلاد للنجاح في عصر عبدالناصر، وهو ما عبرت عنه أفلام الستينات والسبعينات ومنها فيلم يتساءل البطل وهو ضابط شرطة ، إذا كنا قد سجنا كل المعارضين الذين يفسدون الوطن فلماذا هزمنا على يد العدو الصهيوني إذن ؟! وتطرق النجار إلى تشويه دعاة الديمقراطية فهم "طابور خامس" كما يصفهم الإعلام وأمن الدولة والبرادعي اتضح بحسب شائعاتهم أنه خلية إخوانية ز ويرى النجار أن النظام استغل أحداث العنف في سيناء وفي الجامعات والشوارع، وهي بلا شك مدانة بكل المعايير ويجب وقفها، استغل ذلك لقمع المواطنين وقتل الجميع وهو "استعباط" بحسب وصفه. عصا الأمن ووعود الحرية تساءلت مديرة اللقاء: هل يمكن أن تواجه الدولة الإرهاب بغير تعطيل للتجربة الديمقراطية ‘ وهل يمكن ان يمنحها الشعب مزيدا من الوقت لتحقيق ذلك ؟ وردا على ذلك اعتبر عمرو حمزاوي أن الدولة الديمقراطية لابد وأن تكون متماسكة وهي دولة لا يمكن ان تنتهك حقوق الإنسان أو تسمح للمكون القمعي بالسيطرة على المشهد السياسي وباختصار فلا يمكن أن تتماسك دولة وطنية بلا عدل وسيادة قانون . وأضاف حمزاوي : لا يمكن أن نصمت أمام محاولات تمرير دستور قمعي وقوانين تظاهر مشينة ومحاكمة عسكرية للمدنيين وسجن لرموز الثورة من الشباب، وللعلم فنحن كما أدنا قتل المعتصمين والمتظاهرين أدنا ايضا وبنفس القوة قتل الجنود على الحدود وقتل المواطنين من أبناء الجيش والشرطة خلال تأدية واجبهم في حفظ الأمن على ايدي عناصر إرهابية وهؤلاء يجب التعامل معهم بالقانون . وقد عاب حمزاوي على النخبة حالة الازدواجية البائسة في القيم والمعايير وقال : السياسة بلا قيم وأخلاق تحول البلاد لفاشية، وأنا أكرم واشرف لي أن أكون مجرد كاتب ولا أمارس العمل السياسي الذي لا أطبق فيه ما أؤمن به من قيم . عوائق النهضة اتفق الكاتب الصحفي المخضرم أيمن الصياد مع اراء الدكتور عمرو حمزاوي بشأن حقوق الإنسان المنتهكة ولكنه أضاف أن هناك من يشبههم بتوربينات تعطيل النهضة وهم يحاولون إعادة مصر لما قبل 30 يونيو وهذا مرفوض، كما كنا نرفض من حاولوا إعادتنا من قبل لما قبل 25 يناير لمصلحتهم الخاصة كجماعة أو حزب، ويتحدث عن الإخوان المسلمين والحزب الوطني، وكلاهما فكر يعوض التنمية والنهضة . واتفق الصياد على أن هناك من يدفع لتسريع وتيرة العمليات الإرهابية حتى يخرج علينا من يقول بأن الدولة لها الحق في قمع المعارضين حفاظا على الأمن القومي ، ولكن الكاتب يكشف عن محاولات عديدة قام بها لوقف النهاية المأساوية لاعتصام رابعة العدوية والتي باءت جميعا بالفشل لأن هناك بين تحالف دعم الشرعية من كان يريد احتدام الموقف حتى نهايته الدامية بلا أدنى ضمير . من جهة أخرى تحدث "الصياد" عن بريطانيا في عصر تشرشل حيث كان البريطانيون يرتضون بتناول بيضتين فقط خلال اليوم لتحقيق النهضة حين آمنوا بأن النظام سيرعى مصالحهم ، وكذلك الحال كان المصريون بعد ثورة يناير حيث تبرعت الآلاف بجانب من رواتبهم لصندوق النهضة . وبخصوص فكرة المصالحة ، أكد فشير أنها حتمية وقال أن جنوب إفريقيا ليس صحيحا أنها أنهت عصور الفساد ولكنها لا تزال تجري هناك وليست هناك عدالة اجتماعية كاملة هناك كما يزعم البعض. أما عن دور الكاتب المجتمعي ، فقد راى عز الدين شكري أن الكاتب يرسم الخارطة لكن السياسي هو من يفعل ويوجد البدائل ويتحرك وصولا للأهداف، وقال مصطفى النجار أنه فشل في عمله الحزبي ولكنه حاليا يتابع مع بعض القوى السياسية الرافضة للنظام وسياساته النضال وهو جزء من تطبيق ما يؤمن به عمليا . المواءمات السياسية حين تساءلت مديرة اللقاء حول فكرة المواءمة وقبول الدستور حتى لو كانت هناك بعض المواد التي نرفضها فيه ، كانت إجابة "حمزاوي" أن الدساتير لا تؤخذ ب"الشيلة" ولا يمكن أن نتغاضى مثلا عن مواد انتهاك حقوق الإنسان وتسليط العسكر وجعل وزير الدفاع لا يعينه الرئيس فقط من أجل المواءمات السياسية وهو ما ردده أيضا مصطفى النجار، أما عز الدين شكري فرأى انك لكي ترفض الدستور فعليك إيجاد البديل العملي وليس التظاهر، أما الصياد فاعتبر أن المظاهرات في حد ذاتها هي ممارسة للمواءمات وعمل ثوري في نفس الوقت، والعمل السياسي ايضا به مواءمات فأغلب من صوتوا لمرسي لم يكن حبا في جماعة الإخوان بقدر الرغبة في إغلاق الطريق في وجه رموز دولة مبارك . وأضاف "الصياد" أن الدستور به مواد عديدة تفتئت على ما لا يجب أن يفتئت عليه ولكن الحقيقة أن الناس لن تصوت على الدستور وإنما على ثورة 30 يونيو فالسؤال الذي ستكون إجابته نعم أو لا هو هل توافق على خارطة الطريق وثورة 30 يونيو أم لا ؟ وردا على تساؤل "محيط" وعدد من وسائل الإعلام حول أسباب استقالته كمستشار للرئيس محمد مرسي، قال الصياد انه غير نادم على ذلك وأنه أقدم على الاستقالة بعد أن رفض الاخوان الاستماع لنصائحه ونصائح كافة المستشارين من ضرورة الشفافية وإعلاء قيم المواطنة بلا تمييز والمشاركة مع كافة التيارات لأنهم لن يستطيعوا إدارة مصر منفردين ولكنهم عاندوا وأصروا وكانت البلاد في طريق مظلم معهم . ونصح الصياد الشباب بأن ينسوا ثنائية "السيسي" "مرسي" ويتخذوا قراراتهم من السياسات والمباديء والمواقف الموضوعية . ختاما قال الدكتور عز الدين شكري : بيننا والدة "جيكا" الذي استشهد برصاص خلال تظاهرة للشباب بمحمد محمود، وحين سألوها ماذا تريدين لم تقل اريد أن أرى القتلة معلقين على المشانق، ولكنها طالبت بتحقيق ما نزل إبنها لتحقيقه لمصر . وأضاف "فشير" ان الشباب عليه النزول للعمل السياسي والكتابة والتعبير والعمل الجدي كل في مجاله والتصويت لما يكون في صالح مصر وأن يصدقوا انهم الاغلبية التي يستحيل لنظام أن يستقر بدونها.