التقي وزير الخارجية نبيل فهمي صباح اليوم الاثنين بنائب رئيس الجمهورية الصيني لي يوان شياو بقاعة الشعب الكبري بالعاصمة بكين. وذكر المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبد العاطي ان الوزير فهمي اكد من جانبه تقدير مصر لمواقف الصين المويدة لإرادة الشعب المصري، وانه لم يكن من قبيل المصادفة ان يبدأ جولته الآسيوية الحالية من الصين، منوها بحرص مصر علي تنويع البدائل والخيارات الخارجية دون ان يكون ذلك خصما من العلاقات القائمة مع دول وأطراف اخري تعزيزا لاستقلالية القرار المصري – وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط -. وأوضح فهمي ان مصر ترغب في تطوير علاقاتها الثنائية مع الصين في كافة المجالات وبصفة خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن تكثيف التشاور الثنائي فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية العامة بما في ذلك إصلاح العلاقات الدولية ومنظومة الاممالمتحدة. وأكد فهمي علي وجود العديد من المواقف والمبادئ المشتركة التي تميز مواقف البلدين بما في ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام قواعد القانون الدولي ورفض استخدام القوة المسلحة خارج نطاق الاممالمتحدة وجعل النظام الدولي اكثر ديمقراطية،فضلا عن منع الانتشار النووي. وأضاف المتحدث أن فهمي أكد خلال اللقاء حرص مصر على السير قدما في تطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم وبصفة خاصة الفاعلين الدوليين الرئيسيين ومن بينها الصين اللي تحظي بمكانة دولية رفيعة، بهدف تطوير العلاقات الثنائية والتشاور الثنائي معها حول قضايا الشرق الأوسط الهامة كالقضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب الأولي والتي يتعين حلها علي أساس قرارات الشرعية الدولية، وكذلك الأزمة السورية والرفض الكامل لتقسيم سوريا علي أساس طائفي مع ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب السوري، فضلا عن ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومن كافة أسلحة الدمار الشامل. من جانبه، أعرب المسئول الصيني الرفيع عن تقدير بلاده لموقف مصر المبدئ تجاه الأزمة السورية ورفض استخدام القوة خارج نظام الاممالمتحدة. وتابع المتحدث أن فهمي شرح للمسئول الصيني الرفيع التطورات الداخلية في البلاد والتي تتجاوز مجرد تغيير القيادات او الحكومات وإنما هي عملية تغيير مجتمعي شاملة يقوم بها الشعب المصري لبناء نظام سياسي واجتماعي واقتصادي ديمقراطي عصري يحقق العدالة والحكم الرشيد، وهو ما يتحقق فقط من خلال الحوار السلمي والبعد التام عن العنف. وشرح فهمي تفاصيل خريطة الطريق التي تم التوافق عليها بعد ثورة 30 يونيو والانتهاء من مشروع الدستور تمهيدا لطرحه للاستفتاء العام يومي 14 و15 يناير القادم، مؤكدا إصرار الشعب والحكومة علي المضي قدما في إنجاح خريطة الطريق وتنفيذ استحقاقاتها وإقرار الأمن وإنفاذ القانون. و من جانبه، اكد المسؤول الصيني خلال اللقاء اعتزاز بلاده بعلاقات الصداقة التي تربطها بمصر التي كانت اول دولة عربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية منذ 57 عاما، مؤكدا احترام بلاده الكامل لحق الشعب المصري في ان يقرر مستقبله، ومعربا عن رغبة بلاده في مزيد من تعزيز علاقاتها بمصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والعسكرية والأمنية. وشدد نائب الرئيس الصيني علي ان مصر تعتبر دولة صديقة لبلاده ودعم بلاده الكامل لجهود الجانب المصري في تحقيق الاستقرار والرفاهية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب المصري الصديق، معربا عن شكره للعرض الذي قدمه الوزير فهمي حول التطورات الداخلية في مصر وتطلع الصين الي ان يتم إقرار الدستور المصري في منتصف الشهر القادم وان تجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ذلك بشكل سلس ويسير، بما يحقق الاستقرار السياسي ومن ثم يفتح المجال امام تحسين الاوضأع الاقتصادية للبلاد، معربا عن ثقة بلاده في قدرة الشعب المصري الصديق في تجاوز التحديات القائمة. وأشار المتحدث باسم الخارجية الي ان نائب الرئيس الصيني طلب في ختام المقابلة ان ينقل الوزير فهمي للقيادة والشعب المصري رفض بلاده الكامل تدخل اي طرف خارجي في اختيارات الشعب المصري، وان بلاده لا يمكن ان تنسي أصدقاءها القدامى وان تطوير العلاقات مع مصر هو خيار صيني استراتيجي، معربا عن استعدادبكين لتطوير العلاقات مع مصر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية وعلي كافة المستويات الشعبية والبرلمانية والرسمية. وذكر المتحدث أن المسئول الصيني اكد ان تحقيق الاستقرار في مصر سيسهم دون شك في مزيد من تطوير هذه العلاقات. كما أعلن انتهاز فرصة زيارة الوزير فهمي لتقديم بلده مبلغ 150 مليون يوان صيني كمنحة إضافية لا ترد لتنفيذ مشروعات في مصر، مؤكدا ان قرار بلاده برفع الحظر التي كانت تفرضه علي سفر رعاياها الي مصر جاء نتيجة تحسن الأوضاع في مصر وتشجيع ابناء الشعب الصيني لزيارة مصر والاستمتاع بالآثار الفرعونية الخالدة خاصة في الأقصر وأسوان، فضلا عن تشجيع الشركات الصينية علي ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر خاصة مع استمرار تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بها، معتبرا مصر من أفضل المقاصد الاستثمارية في افريقيا. وأعرب نائب الرئيس الصيني عن تقديره لزيارة الوزير فهمي للصين، و قال أنها قد نجحت في تحقيق أهدافها بتطوير العلاقات بين البلدين علي المستوي الاستراتيجي في مختلف المجالات. وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير فهمي قدم الشكر للمسئول الصيني الرفيع علي هذه الخطوات وأكد تطلع مصر لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية مع الصين، معربا عن تقديره للخطوة الصينية بتخفيض تحذير إرشادات السفر لمصر بما يشجع السياحة الصينية للبلاد.