أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مقتل 300 شخص على الأقل خلال يومين من أعمال العنف التي شهدتها بانجي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، وأثارت مخاوف من ارتكاب جرائم على أساس ديني بين المسلمين والمسيحيين. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقد أفادت منظمة الإغاثة بأن موظفيها توقفوا أمس الجمعة عن جمع الجثث مع حلول الليل، وأنهم سيستأنفون أعمالهم يومي السبت والأحد. وأوضح رئيس اللجنة في أفريقيا الوسطى، باستور انطوان مباو بوجو، أن موظفيه جمعوا 281 جثة حتى مساء الجمعة، متوقعا أن يرتفع عدد القتلى بشدة عندما يستأنف الموظفون عملهم. وقال لوكالة "رويترز" للأنباء "غدا سيكون يوم وحشي. سنذهب للعمل غدا واعتقد أننا سنحتاج كذلك ليوم رابع." وأفادت تقارير بأن عشرات الجثث ملقاة في الشوارع، حيث تحول خطورة الوضع دون جمعها. ونشرت القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى دوريات في بانجي الجمعة، فيما حلقت طائرات حربية في سماء المدينة، في محاولة لوقف يومين من العنف الدامي. وفي غضون هذا، بدأ مئات الجنود الفرنسيين التوافد على بانغي ضمن مساعي الأممالمتحدة لإعادة إرساء النظام والقانون هناك. وجاء ذلك بعد قرار لمجلس الأمن بالسماح لقوات فرنسية بالانضمام إلى قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام الموجودة بالفعل في افريقيا الوسطى. وأثار العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى مخاوف من ارتكاب جرائم قتل جماعية على أساس ديني. ويسود اعتقاد بأن أعمال العنف التي اندلعت يوم الخميس، بدأت عندما شنت مليشيات مسيحية موالية للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيز هجمات عدة، ما أثار هجمات انتقامية شنها مقاتلون موالون للسلطات الجديدة، وغالبيتهم من المسلمين. وبدأ الاضطراب في افريقيا الوسطى في مارس/ اذار، عندما نصب ميشيل جوتوديا الذي خلع الرئيس فرانسوا بوزيز نفسه كأول زعيم مسلم للبلد ذي الأغلبية المسيحية. ويواجه تحالف سيليكا ذو الغالبية المسلمة الذي ساعد غوتوديا في الوصول للسلطة اتهامات بارتكاب أعمال وحشية بحق المسيحيين. وانشأت جماعات مسيحية ميليشيات للدفاع عن النفس، غالبية أفرادها من أنصار الرئيس المخلوع بوزيز.